النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا

  1. 1
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,276
    الحب خالد غير متواجد حالياً

    Arrow من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا

    قال شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه العظيم التوحيد باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا وقول الله تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)(94) الآيتين
    .
    وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع ).

    قال العلامة الشيخ صالح فوزان الفوزان حفظه الله

    فيستفاد من هاتين الآيتين ومن هذا الحديث الشريف فوائد عظيمة:

    الفائدة الأولى:
    التحذير من إرادة الإنسان بعمله الدنيا، وأن ذلك من الشرك في النيات، وهو: الشرك الخفي، وهذا هو الذي عقد الشيخ -رحمه الله- هذا الباب من أجله .

    الفائدة الثانية:
    يؤخذ من الآيتين: أن إعطاء الله الدنيا لبعض الناس ليس دليلا على رضى الله عنهم، ولهذا قال: نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ثم قال أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ فهذا دليل على أن هذا العطاء عن غير رضى، وأن منع الدنيا عن العبد المؤمن ليس دليلا على عدم رضى الله عنه، فالدنيا ليست مقياسا لرضى الله وغضبه وجودا وعدما .

    الفائدة الثالثة
    : يؤخذ من الآيتين الكريمتين: أن العبرة ليست في صورة العمل، وإنما العبرة في نية العامل، فإن كانت نية العامل خالصة لله عز وجل فهذا العمل عمل صالح، وإن كانت نية العامل غير خالصة لوجه الله عز وجل فهذا عمل فاسد وإن كانت صورته صورة عمل صالح، فلا تنظر إلى كثرة الإنفاق والتبرعات والمشاريع، فربما يكون من يتصدق بشيء قليل مع نية صالحة ينال به أجرا عظيما، كما قال صلى الله عليه وسلم: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة فالعمل القليل مع الإخلاص يكون كثيرا، وربما يكون العمل كثيرا لكن فائدته قليلة أو ليس فيه فائدة أصلا نظرا لنية عامله، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم فمحل نظر الله -سبحانه وتعالى- إلى القلوب والأعمال؛ أعمال القلوب من المقاصد والنيات، وأعمال الجوارح أيضا، فالعبرة ليست بصورة العمل وإنما هي بنية العامل .

    الفائدة الرابعة:
    في الحديث دليل على الفرق بين العبد الذي يعمل لوجه الله والعبد الذي يعمل لأجل الدنيا لأنه ذكر عبدين: واحدا يعمل لأجل الدنيا وواحدا يعمل لأجل الآخرة، فالذي يعمل لأجل الدنيا إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض، هذه علامته، بخلاف المؤمن فإنه لا يؤثر عليه العطاء وعدم العطاء للإيمان الذي في قلبه، فالحديث فيه: الفرق بين من يعمل من أجل الله ومن يعمل لأجل الدنيا .

    الفائدة الخامسة
    : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمى العبد الذي يعمل من أجل مطامع الدنيا عبدا لها، وهذا يقتضي الشرك، ولكنه في حق المؤمن يكون شركا أصغر ينقص توحيده ويبطل أعماله التي خالطها هذا القصد السيئ .

    الفائدة السادسة:
    في الحديث: بيان علامات الذي يعمل من أجل الآخرة وهي كما يلي:

    أولا: أنه معد نفسه للجهاد دائما وأبدا، ينتظر الجهاد، ويرغب فيه آخذ بعنان فرسه في سبيل الله في أية ساعة تدعو الحاجة فإنه يبادر بالجهاد في سبيل الله .

    ثانيا: أنه لا يتفرغ للعناية بنفسه والرفاهية بحيث يرجل شعره ويدهن شعره، بل هو أشعث: مغبرة قدماه ، فالغبار عنده مرغوب لأنه في سبيل الله، وهذا يدل على أن هذا العبد ليس مترفا في هذه الدنيا .

    الصفة الثالثة: أنه لا يبالي بنوع العمل الذي يؤديه في الجهاد سواء كان شاقا أو سهلا، سواء كان فيه ظهور أمام الناس أو ليس فيه ظهور أمام الناس، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة يعني: يعمل حيث وضع، لا يتبرم ولا يتكره لذلك ولا يقول للقائد: أنت تهينني، وأنت، وأنت، لأنه لا يعمل من أجل القائد، ولا من أجل الناس، وإنما يعمل من أجل الله سبحانه وتعالى .

    الصفة الرابعة: أنه غير معروف عند الناس، لأنه يخفي نفسه، ولا يريد الظهور، وإنما يريد إخفاء نفسه وإخفاء عمله . وليس معناه: أنه ينزوي ويقعد في داره في زاوية من الزوايا، بل هو يشتغل ويعمل، ولكنه لا يحب أن يظهر عمله، ولا أن تظهر شجاعته، ولا أن يظهر إقدامه، ولا أن يعرف جهاده، ولا يرغب هذا، لأنه يعمل من أجل الآخرة، لا يريد محمدة عند الناس أو مدحا عند الناس، وإنما يريد ثواب الله -سبحانه وتعالى- بحيث إنه إذا استأذن في الدخول على العظام لا يؤذن له لأنه غير معروف، والناس عادة لا يأذنون في الدخول الا لمن كان معروفا عندهم، وإن شفع لأحد لا تقبل شفاعته، لأن الناس لا يشفعون الا أصحاب الجاه، وهذا ليس له جاه، لكن هذا لا يضره عند الله سبحانه وتعالى .

    هذه صفات الذي يعمل من أجل الآخرة، ويعمل لوجه الله سبحانه وتعالى .

    قال الإمام الأوزاعي - رحمه الله تعالى- :
    "اصبر نفسك على السنة ؛ و قف حيث وقف القوم ؛ و قل بما قالوا ؛ و كف عما كفوا ؛ و اسلك سبيل سلفك الصالح ؛ فإنه يسعك ما وسعهم "
    قال ابن عمر - رضي الله عنهما - :" كل بدعة ضلالة ؛ و إن رآها الناس حسنة"


  2. 2
    إدارة المنتدى - مسندم نت
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    معدل التقيم
    36
    التعليقات
    21,266
    قصيد غير متواجد حالياً

    افتراضي

    موضوع قيم

    في ميزان حسناتك ان شاء الله اخوي الحب خالد



    قصيد


  3. 3
    إدارة المنتدى - مسندم نت
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    معدل التقيم
    18
    التعليقات
    4,377
    دمعة احساس غير متواجد حالياً

    افتراضي

    جزاك الله خيرا

    لا إله إلا أنتَ سُبحآنكَ إنيِ كُنتُ مِنَ الظآلمينْ
    لا إله إلا أنتَ سُبحآنكَ إنيِ كُنتُ مِنَ الظآلمينْ
    لا إله إلا أنتَ سُبحآنكَ إنيِ كُنتُ مِنَ الظآلمينْ

    ما دعيِ بها ملظوُماً أو مكروُباً 3 إلا أُستجيبَ له ..
    اللهم؛ قـِني عـَذابَك؛ يـَوم تَبعثُ عِبادَك.











  4. 4
    إدارة المنتدى - مسندم نت
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,872
    أمة الله غير متواجد حالياً

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحب خالد;132980[COLOR=#800000

    الفائدة الثانية:
    [/COLOR] يؤخذ من الآيتين: أن إعطاء الله الدنيا لبعض الناس ليس دليلا على رضى الله عنهم، ولهذا قال: نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ثم قال أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ فهذا دليل على أن هذا العطاء عن غير رضى، وأن منع الدنيا عن العبد المؤمن ليس دليلا على عدم رضى الله عنه، فالدنيا ليست مقياسا لرضى الله وغضبه وجودا وعدما .

    ثانيا: أنه لا يتفرغ للعناية بنفسه والرفاهية بحيث يرجل شعره ويدهن شعره، بل هو أشعث: مغبرة قدماه ، فالغبار عنده مرغوب لأنه في سبيل الله، وهذا يدل على أن هذا العبد ليس مترفا في هذه الدنيا .

    الصفة الثالثة: أنه لا يبالي بنوع العمل الذي يؤديه في الجهاد سواء كان شاقا أو سهلا، سواء كان فيه ظهور أمام الناس أو ليس فيه ظهور أمام الناس، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة يعني: يعمل حيث وضع، لا يتبرم ولا يتكره لذلك ولا يقول للقائد: أنت تهينني، وأنت، وأنت، لأنه لا يعمل من أجل القائد، ولا من أجل الناس،
    وإنما يعمل من أجل الله سبحانه وتعالى .

    الصفة الرابعة: أنه غير معروف عند الناس، لأنه يخفي نفسه، ولا يريد الظهور، وإنما يريد إخفاء نفسه وإخفاء عمله . وليس معناه: أنه ينزوي ويقعد في داره في زاوية من الزوايا، بل هو يشتغل ويعمل، ولكنه لا يحب أن يظهر عمله، ولا أن تظهر شجاعته، ولا أن يظهر إقدامه، ولا أن يعرف جهاده، ولا يرغب هذا، لأنه يعمل من أجل الآخرة، لا يريد محمدة عند الناس أو مدحا عند الناس، وإنما يريد ثواب الله -سبحانه وتعالى- بحيث إنه إذا استأذن في الدخول على العظام لا يؤذن له لأنه غير معروف، والناس عادة لا يأذنون في الدخول الا لمن كان معروفا عندهم، وإن شفع لأحد لا تقبل شفاعته، لأن الناس لا يشفعون الا أصحاب الجاه، وهذا ليس له جاه،
    لكن هذا لا يضره عند الله سبحانه وتعالى .

    هذه صفات الذي يعمل من أجل الآخرة، ويعمل لوجه الله سبحانه وتعالى .
    درر لكل من يدرك بعقله ويعيها حقا

    بارك الله فيكم ونفع بكم
    التعديل الأخير تم بواسطة أمة الله ; 08-12-2011 الساعة 06:53 PM
    عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس " رواه الترمذي .

  5. 5
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Sep 2016
    معدل التقيم
    0
    التعليقات
    17
    نــــوال غير متواجد حالياً

    افتراضي رد: من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا

    بارك الله فيك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •