إن قدوم طفلك الجميل بعد تسعة أشهر من حمله ورعايته في أحشائك لن يغير حياتك من الناحية النفسية وحسب ، بل سيؤثر على جسدك أيضا ، لكن بطريقة إيجابية على خلاف ربما ما كنت تتوقعينه ، فما أبرز التغيرات التي تطرأ على جسمك بعد الولادة ؟

- من المرجح أنك ستكونين أكثر رشاقة بعد ولادتك ، فمعظم الأمهات يكنّ أكثر حماسا لتناول غذاء صحي ، كما أن تجربة الأمومة ستجعلك أكثر قوة ، فحملك لصغيرك في معظم الأوقات سيقوي عضلات ذراعيك ، إضافة إلى أنك ستمشين أكثر حيث تضعين طفلك في عربته في أغلب المرات التي ستخرجين فيها بصحبته من البيت .

- التهاب بطانة الرحم سيصبح أخف لديك ، وذلك لأن الدورة الشهرية ستتوقف خلال الحمل ، ولدى بعض النساء خلال فترة الرضاعة أيضا ، ما يقلل من احتمالات تعرض بطانة الرحم للالتهاب .

- وضع بطنك سيتحسن ، فالأمر لا يحتاج إلا لبعض الصبر إذ إن البطن يحتاج إلى نحو تسعة أشهر على الأقل ليعود كما كان قبل الحمل والولادة ، وهذا كله في الواقع يعتمد على حجم جسمك من قبل ، مستوى نشاطك ، وجيناتك ، كما يقول الأطباء . وبحسب دراسة جديدة ، فإن النساء اللواتي لم تحدث لديهن زيادة كبيرة في الوزن خلال الحمل ، واللواتي قمن بإرضاع أطفالهن سيتخلصن من الوزن الزائد بصورة أسرع من غيرهن .

- مقاس قدميك سيصبح أكبر ، فإن كبر مقاس قدميك خلال الحمل ، سيبقى كذلك على الأرجح ، حيث سيقل ارتفاع قوس القدم ويزداد طولها قليلا . أما إن كانت القدم مسطحة ، فسيؤدي ذلك إلى حدوث ضغط على الأربطة في باطن القدم . إن كانت لديك هذه المشكلة ، قومي بدحرجة قدمك على كرة تنس لتخفيف الألم .

- الأمومة تقلص خطر الإصابة بسرطان الثدي ، يلعب الإنجاب دورا مهما في التقليل من احتمالات إصابة المرأة بسرطان الثدي ، ويعزا سبب ذلك ربما إلى التغيرات التي تطرأ على أنسجة الثديين في إطار هذه العملية ، وقد تكون الرضاعة الطبيعية بدورها شكلا من أشكال الحماية .

- تحاول معظم النساء الحوامل تناول غذاء صحي خلال فترة حملهن ، بالإضافة إلى مكملات المعادن والفيتامينات التي يتناولنها خلال هذه الفترة ، فإن كنت من هؤلاء ، سينعكس ذلك بشكل إيجابي على جلدك وأظفارك أيضا . على كل حال ، استمري بعد الولادة في تناول الأغذية الغنية بفيتامين " سي " كالحمضيات والفلف الأحمر والطماطم لأن هذه الأنواع تعزز مستويات الكولاجين ، المادة الأساسية والضرورية لصحة الجلد .

- الأمومة تعزز وظيفة الدماغ ، تشير الدراسات التي شملت اختبارات على الحيوانات إلى أن التغيرات الهرمونية التي تعقب الحمل والولادة قد تسهم في اتساع أجزاء الدماغ التي تتحكم في الذاكرة والقدرات التعليمية . والأمر سيان طبعا بالنسبة إلى النساء اللواتي اختبرن تجربة " الأمومة " واكتسبن منها الكثير ، لاسيما بعد بلوغ أطفالهن عامهن الثاني .

- الأمومة تقلص خطر إصابتك بالسكري ، تؤدي الرضاعة الطبيعية إلى تغيير نظام الاستقلاب عند المرأة ، ومن المحتمل أيضا أن تبقي معدل السكر في الدم عند مستويات ثابتة ، الأمر الذي قد يخفف بنسبة 15% من خطر إصابتك بداء السكري النوع الثاني .

- الأمومة يمكن أن تطيل عمرك ، فقد وجدت دراسة دانماركية أن معدل حالات الوفاة المبكرة بسبب الأمراض المتعلقة بالدورة الدموية ، والسرطان بأنواعه المختلفة كان أعلى بأربع مرات بين النساء اللواتي لم ينجبن الأطفال . ويعود جزء من السبب ربما بحسب الخبراء إلى أن تجربة الأمومة ستجعلك تمتنعين عن القيام بممارسات تشكل خطرا على حياتك كالتدخين مثلا .

- الأمومة تقلص خطر الإصابة بسرطان المبيض ، يفيد الباحثون أن النساء اللواتي أنجبن طفلا هن أقل عرضة بنسبة 20% للإصابة بسرطان المبيض مقارنة بأقرانهن من اللواتي لم يحملن قط ، ومرد ذلك جزئيا إلى تدني عدد دورات الإباضة لديهن .

- إنجاب الأطفال يساعد في تخفيض مستوى ضغط الدم ، كشفت دراسة أمريكية أجريت أن الإنجاب ربما يساعد على تقليل ضغط الدم . وقام الباحثون بدراسة ما يصل إلى 200 رجل وامرأة متزوجين ومتابعة ضغط الدم لديهم على مدار 24 ساعة ، ووجدوا أن الأزواج الذين لديهم أطفال لديهم قراءات ضغط دم منخفضة مقارنة بمن ليس لديهم أطفال .

تقول الباحثة جوليان هولت لونستاد : " على الرغم من أن رعاية الأطفال ربما تتضمن متاعب يومية ، فإنها تولد شعورا بوجود هدف وسط ضغوط الحياة ، ويرتبط ذلك بنتائج صحية أفضل ، لكن ذلك لا يعني أنه كلما زاد عدد الأطفال ، سيكون ضغط الدم أفضل ، بل ترتبط هذه النتائج بفكرة الإنجاب بغض النظر عن عدد الأطفال أو حال العمل " .