الدرجة الثانية للفتوة

أن تقرب من يقصيك، وتكرم من يؤذيك، وتعتذر إلى من يجني عليك، سماحة لا كظما، ومودة لا مصابرة.

وهذه الدرجة أعلى مما قبلها وأصعب، الأولى تتضمن ترك المقابلة والتغافل،
وهذه تتضمن اﻹحسان إلى من أساء إليك، ومعاملته بضد ما عاملك به.


إذا مرضنا أتيناكم نعودكم.. ...وتذنبون فنأتيكم ونعتذر.


ولنا في ذلك القدوة الحسنة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن ﻷحد كمال هذه الدرجة سواه.

الاعتذار إلى من يجني عليك؟؟

ما يهون عليك أمره أن تعلم أنه سلط عليك بذنب، كما قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} [الشورى:30].

قوله (سماحة لا كظما وتوادا لا مصابرة)):

اجعل هذه المعاملة صادرة عن سماحة، وطيبة نفس،
وانشراح صدر، لا عن كظم، وضيق ومصابرة
.

والمقصود إصلاح الباطن والسر والقلب.

مدارج السالكين
ج3 ( 2281، 2284).