الدرجة الثالثة التواضع للحق
أن تتضع للحق،فتنزل عن رأيك وعوائدك في الخدمة ورؤية حقك في الصحبة .
(التواضع للحق)بأن تخدم الحق سبحانه،وتعبده بما أمرك به،
على مقتضى أمره [ﻷجل أنه أمرك].
لا على ماتراه من رأيك ،ولايكون الباعث لك داعي العادة.
ولا موافقة الهوى بل يكون الباعث في العبادة أمر الله لك فيها .
أما(نزوله عن رؤية حقه في الصحبة)
أي أن لا يرى لنفسه حق على الله ﻷجل عمله،
ولا ينافي هذا ما أحقه الله سبحانه من إثابة عابديه وإكرامهم،
فإن ذلك حق أحقه على نفسه،بمحض كرمه وبره وجوده وإحسانه.
لا باستحقاق العبيد،وأنهم أوجبوه عليه بأعمالهم.
وهنا ينبغي أن ننبه على أمر:
أنه لايدخل أحدا عمله الجنة أبدا،ولا ينجيه من النار،
والله سبحانه وتعالى-بفضله وكرمه-أكد إحسانه وجوده وبره بأن أوجب لعبده عليه حقا
بمقتضى الوعد فإن وعد الكريم إيجاب ولو ب (عسى،ولعل).
ولهذا قال ابن عباس-رضي الله عنه-((عسى: من الله واجب)).
قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه -
((يامعاذ ، أتدري ما حق الله على العباد))
قال :الله ورسوله أعلم،
قال (حقه أن يعبدوه ولايشركوا به شيئا ، يا معاذ أتدري ماحق العباد على الله إن فعلوا ذلك ؟))
قلت الله ورسوله أعلم ،
قال (حقهم عليه :أن لا يعذبهم بالنار)).
فالرب سبحانه ما لأحد عليه حق، ولا يضيع لديه سعي.
ووعد اللئيم خلف، ولو اقترن به العهد والحلف.
مدارج السالكين
ج3 ( 2264، 2268)
المفضلات