الدرجة الثانية التواضع للناس

أن ترضى بمن رضي به الحق لنفسه ، عبدا من المسلمين أخا،
وأن لا ترد على عدوك حقا، وتقبل من المعتذر معاذيره.

إذا كان الله قد رضي أخاك المسلم لنفسه عبدا،
أفلا ترضى انتسابه أخا، فعدم رضاك به أخا عين الكبر .

وقوله (وأن لاترد على عدوك حقا).

أي لا تصح لك درجة التواضع حتى تقبل الحق ممن تحب وممن تبغض،

وإن كان له حق أديته إليه ، فلا تمنعك عداوته من قبول حقه ، ولا من إيفائه إياه.

وأما (قبولك من المعتذر معاذيره)

فمعناه:أن من أساء إليك ، ثم جاء يعتذر من إساءته، فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته ،
حقا كان أو باطلا، وتكل سريرته إلى الله تعالى،
كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين الذين تخلفوا عنه في الغزو.


وعلامة الكرم والتواضع:
أنك إذا رأيت الخلل في عذره لا توقفه عليه ولا تحاجه ،
وقل :يمكن أن يكون الأمر كما تقول ، ولو قضي شيء لكان، والمقدور لا مدفع له .

مدارج السالكين
ج3 ( 2262، 2264)