كيف تتحصل على التواضع؟
أن تتلقي سلطان الحق بالخضوع له،والذل،والانقياد،والدخول تحت رقه،
بحيث يكون الحق متصرفا فيك،تصرف المالك في مملوكه.
ولهذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بضده،فقال: ((الكبر بطر الحق،وغمط الناس))
احتقارهم وازدراؤهم،ومتى احتقرهم وازدراهم: جحد حقوقهم واستهان بها.
درجات التواضع:
1. التواضع للدين:وهو الانقياد لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والاستسلام له،والإذعان وذلك بثلاثة أشياء:
-أن لا يعارض شيئا مما جاء به سواء بالمعقول،أو القياس،أو الذوق،أو السياسة.
*من عارض بالعقل
فهو من المتكلمين الذين عارضوا نصوص الوحي،
وقالوا إذا تعارض العقل مع النقل قدمنا العقل.
*ومن عارض بالقياس
هم المنتسبون للفقه،قالوا:إذا عارض القياس والرأي النصوص: قدمنا القياس على النص.
*ومن قدم الذوق والحال ولم يعبأ باﻷمر
هم المنتسبون للتصوف والزهد.
*ومن قدم السياسة،
هم المنحرفون من ولاة اﻷمر واﻷمراء الجائرين.
إذا تعارضت عندهم الشريعة والسياسة قدموا السياسة،ولم يلتفتوا لحكم الشريعة.
-أن لا يتهم دليلا من أدلة الدين، بحيث يظنه فاسد الدلالة،
أوناقصا، ومتى عرض له ذلك فليتهم نفسه.
وإذا رأيت من أدلة الدين مايشكل عليك،وينبو فهمك عنه فاعلم أنه لعظمته
وشرفه استعصى عليك، وأن تحته كنزا من كنوز العلم،ولم تؤت مفاتحه بعد.
وبالنسبة ﻵراء اﻵخرين: فاتهم آراء الرجال على نصوص الوحي.
قال الشافعي -رحمه الله -وأجمع المسلمون على أن من استبانت له
سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يحل له أن يدعها لقول أحد.
- أن لا يجد إلى خلاف النص سبيلا البتة،لا بباطنه ولا بلسانه،
ولا بفعله ولا بحاله.وهو داع إلى النفاق الذي خافه الكبار، واﻷئمة على نفوسهم.
-------------------- --------
المعقول: تقديم العقل.
القياس: حمل فرع على أصل في حكم جامع بينهما.
مدارج السالكين
ج3 ( 2254، 2259)
المفضلات