منزلة الخلق
الخلق:هو مايرجع إليه المكلف من نعته،فخلقه:أي صفات نفسه.
قال تعالى:{وإنك لعلى خلق عظيم}[القلم:4].
قال ابن عباس ومجاهد:لعلى دين عظيم، أي دين الإسلام.
قال الحسن-رضي الله عنه-:هو آداب القرآن.
والمعنى:إنك لعلى الخلق الذي آثرك الله به في القرآن.
وفي الصحيحين:أن هشام بن حكيم سأل عائشة -رضي الله عنها-عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟فقالت:
((كان خلقه القرآن،فقال:لقد هممت أن أقوم ولا أسأل شيئا)).
وقد جمع الله له مكارم الأخلاق في قوله تعالى { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}[الأعراف:199].
قال عبدالله بن الزبير-رضي الله عنهما-:أمر الله نبيه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس.
وقال مجاهد:خذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تجسس،
مثل قبول اï»·عذار،والعفو،والمساهلة، وترك الاستقصاء في البحث،والتفتيش عن حقائق بواطنهم.
قال ابن عباس-رضي الله عنه - ((خذ ما عفا لك من أموالهم،وهو الفضل عن العيال)) .
وذلك معنى قوله تعالى:{ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو}[ البقرة:219]..
ثم قال تعالى:{وأمر بالمعروف} وهو كل معروف، وأعرفه:التوحيد،ثم حقوق العبودية،وحقوق العباد.
ثم قال تعالى:{وأعرض عن الجاهلين}يعني إذا سفه عليك الجاهل فلا تقابله بالسفه .
كقوله:{وإذا خطابهم الجاهلون قالوا سلاما}[الفرقان:63].
فهي ليست منسوخه بل يعرض عنه بإقامة حق الله عليه،ولا ينتقم لنفسه.
مدارج السالكين
ج3 ( 2178، 2182)
المفضلات