لا يستطيع أحد أبداً أن يوقف مسألة التقدم في العمر ، لكن باستطاعتنا جميعا أن نجعل حياتنا تمضي بشكل صحي جيد في مختلف المراحل .

إن سر الجمال في الجسم البشري أنه يتغير بشكل مستمر ، أي الخطوات أو الوسائل التي كنت تلجأ إليها في مرحلة المراهقة مثلا لتكون في أفضل وضع صحي ممكن لا تصلح وأنت في متوسط العمر ، فخلال رحلة حياتك ستكون في حاجة لطرق جديدة لتعيش بشكل أفضل ، وهذا الأمر يمكن تحقيقه في كل مرحلة من مراحل حياتك ، فكيف يتم ذلك ؟

في العشرينات من عمرك :

ترتبط هذه المرحلة من العمر بشكل كبير بصحة العظام ، ففي الحقيقة يستمر جسدك في بناء الكثافة العظمية حتى عمر 30 سنة ، لذلك تعتبر هذه السنوات من حياتك أساسية وحاسمة بالنسبة لتقوية وتعزيز صحة عظامك ، فما الذي يمكنك فعله ؟

عليك أولا أن تهتم جيدا باستهلاك الكمية اللازمة من الكالسيوم ، " الصديق الأفضل للعظام " ، والذي يوجد بكثرة في منتجات الألبان ، الملفوف ، وسمك السالمون .

إحرص على ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على تقوية العظام كالقفز والمشي السريع والركض .
مثل هذه الرياضات عليك ممارستها ثلاث مرات على الأقل كل أسبوع .

في الثلاثينات :

في الثلاثينات تصبح عملية الأيض في الجسم عرضة للركود ، وانخفاض عملية الأيض يعني انخفاض نسبة العضلات في الجسم في مقابل زيادة نسبة الدهون ، لذلك يجب إتخاذ بعض الخطوات المناسبة ، كالإهتمام بشكل جيد جداً بغذائك ، إذ يجب تناول الأطعمة الخالية من الدهون ، إضافة إلى ممارسة الرياضة التي تساعد على بناء العضلات في الجسم .

يقول الخبراء إن من أحد أبرز أسباب تباطؤ عملية الأيض هو بدء خسارة الكتلة العضلية في الجسم ، وهو ما يستدعي إجراء التمارين الرياضية التي تقوي العضلات ، ومن بينها تلك التي تشمل وضعية القرفصاء .

تنخفض القدرة على زيادة كثافة العظام في الجسم في هذه المرحلة أيضا .
وقد ظهرت إحدى الدراسات أن نسبة كبيرة من الأفراد لا يحصلون بعد مرحلة العشرينات على كميات كافية يوميا من الكالسيوم .

فإذا لم تصل إلى مرحلة الثلاثينات بعد ، لا يزال الوقت أمامك متاحا للتعويض بالتركيز على مصادر الكالسيوم وحماية نفسك من ترقق العظام .
يجب الحرص على أن يتضمن النظام الغذائي حصصا كافية من الأطعمة الغنية بالكالسيوم .

حاول الحصول على :

- حصتين أو ثلاث من الحليب قليل الدسم ومشتقاته في اليوم .
- حليب الصويا ومشتقاته .
- اللوز .
- البروكلي .
- السردين .
أما إذا كان هناك عجز في الحصول على كميات كافية من الكالسيوم من الطعام ، فيجب عندئذ تناول مكملات لفيتامين ( د ) لتحسين قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم .

في الأربعينات :

يجب في هذه المرحلة من العمر الحفاظ بشكل جيد على العلاقة الزوجية ، فقد وجدت دراسة حديثة أن العلاقات الزوجية الجيدة تسهم في تخفيض مستوى ضغط الدم حتى في الظروف التي تكون متوترة ، فخلال الجماع يزداد تعزيز مستويات هرمون الشباب ، وهو ما يدعم صحة الأفراد العامة بشكل كبير .

من جانب آخر ، ومن باب الحرص على الصحة بشكل عام ، وصحة القلب بشكل خاص ، يجب الحرص على استهلاك الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية أوميجا3 كسمك السالمون والتونا ، الأفوكادو ، والجوز ، فإضافة إلى أن هذه الأنواع تحمي القلب من خطر تصلب الشرايين ، فإنها تساعد كذلك على تنشيط وظائف الذاكرة والدماغ .

ومن الضروري الإكثار أيضا من تناول الفاكهة والخضروات الملونة الغنية بمضادات الأكسدة ، كالتوت والعنب الأحمر والخوخ والبروكلي والأرضي شوكي والبطاطس الحلوة والفلفل الأحمر ، حفاظا على نضارة البشرة والرطوبة ، وللوقاية بشكل عام من الأمراض والحد من آثار التقدم في السن وخفض مستويات الكوليسترول .

في الخمسينات :

مع التقدم في السن تتراجع جودة النوم عموما ، حيث تصبح القدرة على النوم أكثر صعوبة ، لكن قلة النوم لن تجعلك تشعر في صباح اليوم التالي بالخمول فقط ، بل تؤثر أيضا على ذاكرتك وقدرتك على التركيز ، كما تبين أن لقلة النوم علاقة بزيادة الوزن ، وازدياد احتمالات الإصابة ببعض أنواع السرطان ، ومن هنا يجب أن تبحث عن الوسائل الأنسب التي تساعدك على النوم بصورة أفضل ، ولعل ممارسة رياضة اليوجا هي أحد الخيارات الجيدة .

في الستينات :

العلاقات الإجتماعية الجيدة مسألة مهمة جدا في هذه المرحلة من عمرك ، فإضافة إلى أنها تنعكس بشكل إيجابي كبير على حالتك النفسية حيث تقلل مستويات التوتر في حياتك ، فإنها تسهم أيضا في زيادة حدة قدراتك العقلية .
ومن الطرق الرائعة لتعزيز التواصل بينك وبين الآخرين العمل في المجالات التطوعية ، والتي يتطلب معظمها القيام بنشاطات جسدية ، وهذه بدورها تعمل على تحسين صحتك العامة .

في السبعينات :

التقدم في السن لا يعني بالطبع التوقف عن القيام بأي أنشطة جسدية ، بل على العكس يجب المحافظة على حركة معتدلة ، كممارسة رياضة المشي مثلا ، فبحسب دراسة أمريكية أجريت مؤخرا ، تبين أن الوضع الصحي الجسدي للأفراد الذين كانوا يمارسون المشي لأربع ساعات أو أكثر كل أسبوع كان أفضل بكثير من الذين لا يقومون بأي نشاط بدني .

الماء .. أكسير الحياة :

بشكل عام ، يفقد جسم الإنسان نحو 2,3 لتر ماء يوميا من خلال التعرق ، والتنفس ، وطرد السوائل .
وتتدهور وظائف الجسم عندما يفقد الجسم 5% من حجم الماء الكلي اللازم .

وفي الإنسان البالغ يلاحظ تأثير نقص الماء من خلال الإحساس بوهن عام غير معتاد ، أما بالنسبة للأطفال الرضغ فغالبا ما يؤدي ذلك إلى الجفاف ، وبالنسبة لكبار السن ، تؤدي هذه الحالة من فقدان الماء إلى خلل وظيفي ملحوظ ، كما أن فقدان الماء المتواصل يؤدي إلى ظهور تجاعيد الوجه والجلد عموما .


كما يقول الأطباء ، إذا لم تتم تروية الجسم بما يناسبه من الماء ، تقوم خلايا الجسم بامتصاص الماء من الدم مباشرة ، مما يؤدي إلى زيادة عمل عضلة القلب ، وفي الوقت نفسه لن تستطيع الكلى أن تنقي الجسم بفعالية ، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة عملها ، وبالتالي إرهاقها وزيادة احتمال الإصابة بأمراض الكلية والقلب ، وأمراض أخرى كجفاف الجلد ، ونزيف الأنف ، والتسمم البولي ، وفشل وظائف الكلى ، والسعال والزكام المستمرين ، والصداع ، وغيره من المشكلات الصحية .