. من كتاب الشمائل المحمدية للإمام الترمذي
رحمه الله





صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخلقية فداه أبي وأمي ونفسي....
يقول من رآه لم أرى مثله من قبل ولا من بعد أجمل من القمر كأنها صيغ من فضة
قال البراء بن عازب:
ما رئيت من ذي لمة في حلة حمراء أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال جابر بن سمرة رضي الله عنه :رئيت رسول الله في ليلة أضحيان وعليه حلة حمراء فجعلت انظر إليه وإلى القمر فلهو عندي أحسن من القمر)



ليس بالطويل البائن ولا بالقصير بل كان فداه نفسي


وسطا في الناس مربوعا بعيد ما بين المنكبين


كان سبط الشعر ليس بالقطط ولا بالمسترسل عظيم الجمة يصل إلى شحمة أذنيه وكان صلوات ربي عليه أبيض كأنه صيغ من فضة سأل أحدهم هل وجهه كالسيف قال لا بل هو كالقمر
أي أن وجهه أبيض مشرب بالحمرة وكان أزج الحاجبين أي غليظ بدون قرن أي بدون التقائهما وكان أشم الأنف ضليع الفم أي مفوه
ويقال للشخص عظيم الفم إذا كان فصيحا يأتي بالحروف من مخارجها كان أفلج الثنيتين




إذا تكلم رؤى كالنور يخرج من بين ثناياه وكان أشكل العينين أي طويل شق العين أكحل العينين عريض المنكبين بين كتفيه من الخلف علي ظهره جهة اليسار
خاتم النبوة وهو عبارة عن زائدة لحمية متجمع عليها الشعر كان صلوات ربي عليه مستوي البطن والظهر دقيق المسربة والمسربة هي الشعر الممتد من النحر إلى السرة
رقبته كأنها أبريق من صفاءها وكان صلوات ربي عليه عظيم الكراديس أي مفاصل اليدين والركبة كبيرة وهذا مدح للرجل
وكان مسح القدمين إذا سكب الماء عليه ما أمسكه .وكان صلوات ربي عليه يمشي تكفأ كأنما ينحط من صبب كما وصفه علي رضي الله عنه





الشيب في رأسه قليل قال أنس ابن مالك كانت أربعة عشرة شعرة إذا دهن شعره لم تظهر وقال بعضهم أنها سبعة عشره عشرة شعره
المهم أنها لم تصل لعرين شعره بل كانت أقل ومتمركزة في منطقه العنقفة أي في الذقن




أسماءه:

هو محمد أبن عبدالله أبن عبدالمطلب ابن هاشم أبن عبد مناف ابن قصي ابن كلاب أبن مرة أبن كعب ابن لؤي أبن غالب ابن فهر أبن مالك أبن النضر
أبن كنانة ابن إلياس أبن مضر أبن نزار ابن معد ابن عدنان وينهي نسبه بإسماعيل عليه السلام ومن إسماعيل يصل لأدم عليه السلام





قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله أصطفي من ولد ابراهيم إسماعيل واصطفي من ولد إسماعيل بني كنانة
وأصطفي من بني كنانة قريشا وأصطفي من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم
)



أمه أمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب

بن مرة تجتمع مع زوجها في كلاب





أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم اصيل يصل لأدم عليه السلام وقد تخير الله تعالى له افضل الأنساب وأخيرها فكل أجداده
أهل نخوة وكرم وشجاعة يضرب بهم المثل فقد خلقة نطفته وتخلقت في ظهور خير البشر عبر القرون

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(
إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم من خير قرنهم ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خير نفسا وخيرهم بيتا))


أسماءه صلى الله عليه وسلم:



عن محمد ابن جبرين بن مطعم عن أبيه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي أسماء أنا محمد
وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحر الناس على قدمي وأنا العاقب
)



عن حذيفة ابن اليمان قال :
لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة
فقال :أنا محمد وأنا أحمد وأنا نبي الرحمة ونبي التوبة وأنا المقفي وأنا الحاشر ونبي الملاحم
)



حياته وموته:



ولد صلى الله عليه وسلم بمكة عام الفيل وبدء رسالته وهو في الأربعين مكث في مكة ثلاثة عشرة سنة يبلغ الدعوة ثم عاش في المدينة عشر سنين
توفي وهو ابن ثلاثة وستون في المدينة في غرفة عائشة دفن حيث قبض عليه صلوات ربي .





عاداته وعبادته:



قال تعالى يصف رسوله الأمين
(
وأنك لعلى خلقا عظيم)

ويكفيه مدح الله تعالى له بأنه على خلق عظيم
تقول عائشة رضي الله عنها( كان خلقه القرءان )




أي كان قرءانا يمشي يتمثل القرءان خلقا وعملا
وكان لها صفاته وعاداته البشرية فكان يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق ويسارع لمساعدة كل محتاج ويسمع لكل الناس




حتى وصفه القرءان بقوله ( ويقولون هو أذن )
فالأذن تسمع كل صغيرة وكبيرة حتى وأن كان الشخص نائما وهذا دليل على حرصه واستماعه للمسلمين



قال تعالى (
هو الذي بعث في الأمين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)
وكان صلوات ربي عليه يلتفت كاملا بكلتا كتفيه ورأسه وهذا دليل على أنه حريصا عليهم ويعرهم اهتمامه





وكان جل نظره للأرض وإذ مشى بين أصحابه لا يتقدمهم وكان كثير الذكر والشكر لله تعالى مع أنه قد غفر له
ما تقدم وما تأخر وعندما يسأل عن ذلك يقول ألا أحبر أن أكون عبدا شكورا




كان جل ضحكه التبسم وإذا ضحك ظهرت نواجزه وكان يعيد الكلام ثلاثة مرات يحفظه من جالسه ويتكلم بجوامع الكلم
كلامه فصل وكان ذو صوت حسن فما بعث الله نبيا ألا كان ذو وجهه جميل وصوت حسن





وكان يمازح الصغار والكبار ومزاحه صدق ولا يقول ألا صدقا صلوات ربي عليه فقد كان يمازح أنس رضي الله عنه ويقول له يا ذا الأذنين وكلنا له أذنين
وكان صلوات ربي عليه يجود القرءان يسره ويعلنه ويمده مدا ويقطعه قطعا كانت قراءته تسمع البيوت
والغرف المجاورة له وكان يسمع له أزيزا كأنه أزيز المرجل من الخشوع والرهبة والبكاء
.




وتورمت قدماه الشريفتين من كثرة القيام بين يدي الله تعالى متمثلا له الشكر على تمام نعمه عليه
اللهم واجعلنا من من يتبعونه ويقتدون به ويقتفون أثره الشريف

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواضعا فقال
: (( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)



وكان في خدمة أهل بيته ما دام فيهم ما أن يسمع النداء حتى يتركه ويقبل على المسجد



كان يحب التطيب ولا يرده قال رسول الله
( ثلاث لا ترد الوسائد والدهن واللبن)
وفي رواية قال ايضا (
إذا اعطي أحدكم الريحان فلا يرده فإنه خرج من الجنة)



وإذ شرب تنفس في الكوب ثلاثا وكان يأكل بثلاثة أصابع ولا يأكل متكأ وكان يحب التيامن في كل شيء
وكان يكثر من دهن شعره فكان ثوبه كثوب زيات من كثرة الزيت وكان له قدح ينقع فيه الزبيب والتمر ويشربه في الصباح
وكان صلوات ربي عليه يحب أكل الدباء وكان يأكل الرطب بالبطيخ وعندما يسأل عن ذلك يقول أكسر حر هذا ببرد هذا





وكان يخضب رأسه بالحناء وكان يكتحل بالأثمد قبل أن ينام وكان يقول( عليكم بالأثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر)



وكان يحب لبث الثوب ويحث أمته على لبس الأبيض من الثياب لأنه أطهر وأطيب كان يترجل غبا
أي لا يكثر من تسريح شعره بل كانت له ثلاثة جدائل يسرحها على فترات





كان يأتزر إلى نصف ساقيه وكان يسرع في مشيته وكانت الأرض تطوى له طيا
كان له خاتم من فضه مكتوب عليه محمد رسول الله أنتقل لأ بوبكر ثم عمر ثم عثمان فسقط في بئر أريس ولم يعثر عليه





فضل النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم:

نبينا محمد فضله علينا عظيم وكبير أخرجنا من الظلمات إلى النور بأذن الله ,امره أوضح لنا الرسالة وبينها لنا فكان خير القدوة
وخير المثال وكان بشرا نر العلم والهدى وأحييا القلوب بذكر الله تعالى ورفع الجهل فجزاه الله تعالى عنا أفضل الجزاء ورزقنا أتباعه واوردنا حوضه وأدخلنا الجنة في زمرته
هذه بعض فضائل النبي صلى الله عليه ويسلم
:



1.أعطاه الله تعالى المقام المحمود وهو مقام الشفاعة عندما يكون الناس على صعيد واحد ويقال يا محمد أشفع تشفع.




2.الشفاعة العظمى عندما يذهبون الناس ويطلبون الشفاعة من الانبياء يبدؤون بآدم وينتهون بعيسى ابن مريم
وكلهم يقول نفسي نفسي فيدلهم عيسى على محمد فيقول لهم محمد أنا لها أنا لها فيشفع لهم في بدء الحساب




3. يشفع لأمته بدخول الجنة فيأذن الله تعالى له بإدخال من ليس عليهم حساب ولا تقام لهم الموازين فيدخلهم الجنة.




4. شفاعته في استفتاح باب الجنة لا تفتح الجنة بيديه يأتي على باب الجنة فيقول له الخازن من أنت فيقول محمد فبقول بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك.




5.أول من ينشق عنه القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول مشفع).




6.كثرة الأنبياء تحت لواءه قال رسول الله ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر يوم القيامة بيدي لواء الحمد).



7.أكثرالأنبياء تبعا قال رسول الله أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة.



8. أعطاه الله تعالى الكوثر وهو نهر في الجنة لونه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ورائحته أزكى من المسك من سقي منه لم يظمأ أبدا.




9. اعطاه الله تعالى الوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة فوقها عرش الرحمن ولا تعطى إلا لمحمد صلى الله عليه وسلم.



10. أعطاه الله تعالى الفضيلة وهي أنه سيد بني آدم وهذا فضل وشرف له وحده.





ما هو واجبنا تجاه نبينا؟

واجبنا أولا أن نحبه وأن نقدره ونجله وأن يكون حبه فوق حب كل حبيب كما أوصى بذلك عمر بنا الخطاب
عندما قال له أني أحب نفسي ثم أحبك فقال لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال انت الآن أحب إلي من نفسي فقال الآن يا عمر
اللهم أغرس في قلوبنا وقلوب ذريتنا حب حبيبك وصفيك محمد خير البشرية
ويجب علينا أن كنا نحبه فعلا أن لا يبخل لساننا عن الصلاة عليه علنا ننال شفاعته ورحمة الله في ذك اليوم العظيم
قد يكون بعيد في نظر البعض ولكنه أقرب من لمح البصر العمر يمضي والسنون تطوف لا نحسبها ولكنها تمر مر السحاب تمطر ثم تذهب