آفة من آفات بعض المنتسبين إلى التدين في المجتمع،
أحداث أسنان ممن لا علم لهم ولا فقه بالدين؛
شباب صغير السن لم يحصل أحدهم من العلم إلا أقله , ولم يجلس إلى الشيوخ,
يخوضون في قضايا الحلال والحرام بغير تمحيص وفقه، لا نقول يتجرأ على الفتيا لكنه يتدخل في أمور الدين دونما تحقق ولا تثبت
يتصدرون المجالس, ويتحدثون بلغة أهل العلم والفهم وهم في حقيقة الأمر لا علم لديهم ولا فقه
يتعجلون قطف الثمر قبل نضوجه وحصد الزرع قبل أوانه.
قال الحافظ في: الفتح ( 1/201- 202) عن عمر بن الخطاب قال: فساد الدين إذا جاء العلم من ِقبل الصغير.
قال ابن حزم رحمه الله : لا آفة على العلوم وأهلها أضّر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويقدّرون أنهم يصلحون.
فصاحب العلم الناقص لا يدري ، ولا يقتنع بأنه لا يدري.
والذي يتكلم في امور الدين لا بد أن يكون رجلاً عارفاً بكتاب اللّه: بناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وتأويله وتنزيله، ومكّيّه ومدنيّه، وما أريد به، ويكون بعد ذلك بصيراً بحديث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ويعرف من الحديث مثل ما عرف من القرآن، ويكون بصيراً باللّغة، بصيراً بالشّعر، ومايحتاج إليه للسّنّة والقرآن ويستعمل هذا مع الإنصاف، ويكون مشرفاً على اختلاف أهل الأمصار، وتكون له قريحة بعد هذا، فإذا كان هكذا فله أن يتكلّم ويفتي في الحلال والحرام، وإذا لم يكن هكذا فليس له أن يفتي . إعلام الموقعين ( 1 / 46 ) .
المفضلات