النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ليس الغريب غريب الشام واليمن

  1. 1
    عضو مبدع
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    معدل التقيم
    14
    التعليقات
    487
    الراهي7 غير متواجد حالياً

    افتراضي ليس الغريب غريب الشام واليمن

    لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ


    إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ

    إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ


    على الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ والسَّكَنِ

    سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي


    وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي

    وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها


    الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ

    مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني


    وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي

    تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ


    ولا بُكاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حـَزَنِ

    أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً


    عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي

    يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ


    يَـا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني

    دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا


    وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ

    كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحــَاً


    عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُنــي

    وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي


    وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـومَ يَنْفَعُني

    واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُـها


    مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ

    واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها


    وصـَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني

    وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا


    بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ

    وَقـامَ مَنْ كانَ حِبَّ لنّاسِ في عَجَلٍ


    نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي

    وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً


    حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِنِ

    فَجــاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني


    مِنَ الثِّيــابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني

    وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً


    وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني

    وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني


    غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ

    وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا


    وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَني

    وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفاً


    عَلى رَحِيـلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُنـي

    وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ


    مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني

    وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا


    خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني

    صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا


    ولا سُجـودَ لَعَلَّ اللـهَ يَرْحَمُني

    وَأَنْزَلوني إلـى قَبري على مَهَلٍ


    وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي

    وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني


    وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني

    فَقامَ مُحتَرِمــاً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً


    وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفـارَقَني

    وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا


    حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ

    في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا


    أَبٌ شَفـيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنــي

    فَرِيدٌ وَحِيدُ القبرِ، يــا أَسَفـاً


    عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُنـي

    وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ


    مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني

    مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقولُ لهم


    قَدْ هــَالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني

    وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهـِمُ


    مَـالِي سِوَاكَ إِلهـي مَنْ يُخَلِّصُنِي

    فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يــا أَمَلي


    فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهــَنِ

    تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا


    وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني

    واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلي


    وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْوَالِ والسَّكَـنِ

    وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهــا


    وَصَارَ مَـالي لهم حـِلاً بِلا ثَمَنِ

    فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها


    وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ

    وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها


    هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

    خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها


    لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ

    يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً


    يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ

    يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي


    فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني

    يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً


    عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ

    ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا


    مَا وَصَّـا البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ

    والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَا


    بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ




    القصيده لزين العابدين بن الحسين بن علي كرم الله وجه

  2. 2
    إدارة المنتدى - مسندم نت
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    معدل التقيم
    36
    التعليقات
    21,266
    قصيد غير متواجد حالياً

    افتراضي رد: ليس الغريب غريب الشام واليمن

    وايد أحب هالقصيدة ودوم أرددها

    يسلموووو اخوي الراهي على الطرح الرائع



    قصيد


  3. 3
    عضو مبدع
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    معدل التقيم
    14
    التعليقات
    487
    الراهي7 غير متواجد حالياً

    افتراضي رد: ليس الغريب غريب الشام واليمن

    شكرا قصيد على المرور
    بصراحه هاي القصيده فيها الكثير من العبره والموعظه
    وقام الشيخ مشاري بن راشد العفاسي بتلحين القصيده
    بشكل أكثر من رائع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •