2*
صوت الهاتف يتعالى .. ررررررررررن رررررررررن ررررررررررن مشى والدي إلى حيث جهاز الهاتف ، وضع سماعته على أذنه :- الووووووووووو
- ..............
- عليكم السلام والرحمة .
- ...............
- كفيك خديجة .. أرجو أنْ لا يكون احدهم على دراية إن فتحتِ ثمكِ لهادية ، فإنِّي لن أتردد أن أقول الحقيقة ..!
- ................
- يجب أن تقفي بقوة أمام ذلك .. أنتِ تعرفين كل شيء .. أنتِ تعرفين سرّ حقيقتك .. لا داعي للفضايح ، نحن في مرحلة من العُمر لا تسمح لنا بقول غير الذي هو موجود .. دعي هادية وشأنها .. !
- ..................
- نعم أعرف إنها ابنتكِ ، ويوسف هو أبنكِ من غير حميد ..! أنا من يعرف ذلك .!
- .........
.- يجب أنْ نُفكّر في شيء غير هذا .. ونمنعهم من اللقاءات غير الودّية ..!
- .........
- إنني أشك أن بينهم عاطفة قوية .. وهذه مهزلة . وعاطفتهما مُحرجة لا تأتي بخير ، أعتقد لا ترضين بها ..!
- ...........
- نحن الآن يجب أن نُوفر لهما آلية الحياة تحت مضلّة الخالق .. هادية هي ابنتي وهي ابنتكِ.. ويوسف ابني وليس ابنكِ ..!
- .........
- زوجك حميد الغاوي كان عقيماً .. ولكيْ تثبتي لنفسك غير ذلك ، وقعَ المحذور، فكان كل شيء على غير حق .!
- ........
- أنتِ وحدك من قال ، أنّ العيب في حميد .
- ..................
- ، ثمانْ سنين وأنتِ في عِصمة حميد ، وخمسة عشر سنه إمرأة مُطلقة .!! وأنا وأنتِ على نفس الحماقة . !!
- .............
- كانت تلك هي إرادتكِ ورغبتك .. وأنا نفذتها .. قلتِ لي يومها ، سأقتله وقد رفضت لأن فيه روح والله كتب له الحياة .. ! ولمْ استطع الزواج بكِ علناً ، إنك تعرفين لو كانتْ صديقتك مريم على علم بالأمر ماذا سوف يحدث .؟
- .........
- خشيتكِ وخوفكِ جعلكِ تترددين وتوافقين أن نبقى سراً ، زواجنا كان سراً غير مُعلن ، ورغم هذا كنتِ تغارين عليها ..! وأنا أتعذّب بالخطأ الذي وقعتُ فيه ..!
- ..................
- كفّي عن هذا الهُراء .. ولا تُسمعين ابنتي كمثل هذه المشاكل .. أنتِ وحدك من يتحمّلها ..! استغفري لذنبك .. واجعلي هادية بعيدة عن يوسف كل البُعد ..!
- ................
- هذا حرام .! هُما اخوين ..؟! لا تكذبين على نفسك .! يكفي ما وقعنا نحن فيه ، فزواجنا السري كان غطاءً كشماعة ، إنها كخرقةٍ مُهترئة ، تُمَزّق أوصالنا بأخطاءٍ من العيار الثقيل ، وهادية خطأ هذا العِيار المُزْري ويوسف خطأً أكبر .. عُودي إلى رشدك وأهتدي إلى صواب جميل .. دَعِي هذه المهاترات جانباً .!- .................
- غير صحيح بالمرّة .. ! لا أوافق..! أنا رجل وشهادتي تعدل امرأتين .!
- ..............
- وهذه المرّة ، لن اكذب في شيء .. سأقول الحقيقة ..!
- ..............
- الزواج غير المُعْلن لا يُؤخذ به .؟
- .....
- زواج سري .. والآن انتهى .. كما انتهتْ أسراره ولم يبقى غير أن تكفّي عن هُرائك .!
- .............
- لا صِحّة لزواج سري .. والمُجاهرة به يدخل في عقوبة رادعة .؟
- ...
- لأنه حدث بين اثنين فقط .!!
- ........................
- الحياة ليستْ كلها مُتع ، وهذه لم يقرّها الكثيرون ..؟
- .................
- زواجي من مريم ، زواج مُعلن ومعروف لدى الناس .!
- .....
- طلاقكِ بداية كذبة المُتعة.. !
- ...
- تركت لكِ مراعاة هادية ، بعد ان لمستُ منكِ تعاوناً في تربيتها وتعلمين أني ع خلاف مع أختي ..!
- .....
- هادية بنت مريم ظاهراً وكل شي موثق عندي وفي عُرف الناس أنها ابنتك بالتبنّي ..؟؟
- .....
- ثقي بأني ما زلت على العَهْد .. لن أفشي سرك أبداً .. وكلامي وعدٌ أقطعه على نفسي ، لن أتزحزح عنه ما دمت حياً ..!! ولكن متى ما دعت الحاجة إلى قول الحقيقة سأقولها .. إن رأيتُ منكِ عكس ما اتفقنا عليه ..؟؟
- ....
- لا تقلقي .. ابقي كما انتِ وأنا كذلك .. إلى آخر يوم في حياتنا ..!
- .......
- أمر التقارب بين هادية ويوسف مُحال ..! وأعلمي أنهما أخوين .! من رحمك ياااا خديجة .. فلا ترتكبي إثماً فوق إثم .!
- ...........
- طيب مع السلامة .
*( بنت الصياد ) قصة للكاتب
العماني ، حمد الناصري .
المفضلات