« الإمارات اليوم » نشرت حواراً معه كان سبباً في فيلم يوثـّق نقوشه بين الجبال
علي الظهوري يعيش «حياة من صخر»
علي بن راشد الظهوري يقطّع الصخور في جبال رأس الخيمة منذ أكثر من 65 عاماً
فيما يواصل الثمانيني علي بن راشد الظهوري، قطع الصخور الصلبة في مدينة شعم في رأس الخيمة، كان كثيرون يشاهدون فيلماً وثائقياً بعنوان «حياة من صخر»، يتناول سيرته في الصعود إلى الجبال، خلال مهرجان دبي السينمائي الأسبوع الماضي.
يعمل الظهوري في نحت شواهد القبور، ويجلب حجارتها من أعالي جبال رأس الخيمة، وهو يفعل ذلك «خدمة للموتى»، كما يقول. وقد نشرت «الإمارات اليوم» في مايو الماضي حواراً معه أضاء جوانب كثيرة من حياته، وكان دافعاً للمخرج الإماراتي معاذ بن حافظ، لتصوير فيلم وثائقي عن «نحّات شواهد القبور».
وعلى الرغم من تقدمه في العمر وقسوة مصارعة الصخور، فإن الظهوري لايزال يواظب على مهنته الشاقة منذ ما يزيد على 65 عاماً، مؤكداً انه لن يستسلم للشيخوخة، إذ يتطلب عمله رحلة جبلية عند الفجر مشياً على قدمين حافيتين نحو ثلاث ساعات للوصول إلى صخور مناسبة في قمم جبال شعم.
لكن مخرج الفيلم أخطأ في اسم الظهوري وكذلك في عمره، وفق أقارب له في شعم أكدوا أنه علي الظهوري وليس (سعيد)، كما جاء في الفيلم الوثائقي، وهو الوحيد الذي تبقّى على قيد الحياة من أبناء جيله الذين عملوا في تقطيع صخور الجبال. كما أن عمره تجاوز الـ80 عاماً، على خلاف ما ذكره الفيلم بأنه في الـ70 من عمره.
وأكد بن حافظ أنه استلهم قصة الفيلم من الحوار الذي نشرته «الإمارات اليوم» مع الظهوري، وأنه أراد الاستفادة من هذه الشخصية النادرة ليعبّر عن صفات الصلابة والمراس والتحدي التي طبعت الأجيال السابقـة من الإماراتيين، وأقرّ بأن «الاسم الصحيح لشخصية بطل فيلمه، كما ذكرته الصحيفة وليس كما جاء في الفيلم، نتيجة التباس غير مقصود».
وعن شخصية الظهوري، قال: «لم أتوقع أبداً أن أرى رجلاً ثمانينياً يصعد الجبال بهذه القوة والإرادة القوية، التي عجز عنها فريق العمل، حتى إنه كان قلقاً علينا ويتلفت إلى الخلف ليطمئن على حالنا».
وعمل علي الظهوري مع والده وهو لا يتخطى سن الـ،15 في قطع الصخور التي كانت تستخدم في بناء منازل صيفية وشتوية في الماضي، وقال إن «والده حرص على تعليمه طرق التعامل مع الجبال واقتلاع الأحجار منها، وحملها على كتفيه، وأحياناً على الدواب، قبل أن يحترف مهنة بناء البيوت من الأحجار الجبلية في وقت لاحق، ثم نحت صخور شواهد القبور، مقابل سعر رمزي، لا يهدف أبداً إلى الربح».
وكان «حياة من صخر» واحداً من أفلام إماراتية شهدها المهرجان، إذ تناولت المخرجة والشاعرة نجوم الغانم في فيلمها الوثائقي «حمامة» سيرة مكثفة للإماراتية حمامة بنت عبيد الطنيجي، التي تُعرف بلقب (دكتورة الذيد)، واشتهرت بـ«معالجة أمراض مستعصية، وعُرفت بقدرتها الشافية»، وفق الفيلم.
وأوضحت المخرجة أنه «لم يكن من السهل التعامل مع المرأة العجوز التي بدت غامضة وملتبسة أحياناً، وبسيطة وحزينة في أحيان أخرى».
أما فيلم «سبيل» للمخرج خالد المحمود، فقد صوّر جانباً من الحياة في منطقة جبلية في رأس الخيمة حول حياة مراهقَين يبيعان الخضراوات على قارعة الطريق، ليتمكنا من إعالة جدتهما المريضة، وكان الفيلم خالياً من الأصوات البشرية والحوارات، فكانت أصوات الطبيعة والحياة فقط هي بطلة الفيلم.
كما أنجز المخرج محمد المري، فيلماً وثائقياً مدته تسع دقائق، كتبه سقراط بن بشر، عام ،2009 عن مدينة شعم التي تقع بين الجبل والبحر في رأس الخيمة.
المصدر : الامارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/local-se...12-24-1.333312
----
المفضلات