منتخبنا يكسب السنغافوري بتمريرات سحرية من الجلبوبي

[قصيد]

ثنائية بيضاء وصدارة مؤقتة -
فرص ضائعة بالجملة .. حالة وهن.. والمهارات الفردية تطغى على الجماعية -
تغطية : ياسر المنا وفيصل السعيدي -
سجل منتخبنا الوطني هدفين في شباك مضيفه السنغافوري في المباراة التي جمعت الفريقين امس ضمن المباراة المؤجلة في برنامج التصفيات الاسيوية المؤهلة لنهائيات كاس الامم المقبلة باستراليا واضاع منتخبنا اكثر من الهدفين وكان بامكانه ان يخرج فائزا بعدد قياسي من الاهداف ان كان هناك تركيز من جانب مهاجمي المنتخب.
الفوز منح منتخبنا صدارة مؤقتة برصيد ستة نقاط في انتظار ما تسفر عنه مباراة المنتخبين الاردني والسوري اليوم وكما هو معروف فان المنتخب سبق وان فاز على سوريا بهدف.
وضع المنتخب امام نفسه علامات استفهام كبيرة في المباراة بالرغم من الفوز خاصة في ما يتعلق باضاعة الفرص السهلة وهو يواجه فريقا لا يملك اي مقومات الفرق الكبيرة ولا الخبرات التي تمنحه حقا ان يكون منافسا شرسا.
ابرز هذه الاسئلة التي كشفت عنها المباراة تتعلق باسباب اعتماد المنتخب في الفوز على الجهود الفردية ومهارة بعض اللاعبين في مقدمتهم الشاب الجلبوبي الذي شكل صداعا حقيقيا في راس السنغافوري ولعب دورا بارزا في النتيجة الايجابية عبر التمريرات السحرية.بداية قوية
قبل ان يحين موعد دخول منتخبنا الى ملعب جالا بيسار لمواجهة المنتخب السنغافوري في ارضه ووسط جماهيره كانت السماء والاجواء تقدم فواصل من التقلبات المناخية ما بين الضباب والاعتدال والامطار الغزيرة ثم المتراجعة في بعض الاحيان.
الظروف بدات بشكل كبير في ما يتعلق بالطقس ايجابية ومشجعة للعطاء ومحفزة للابداع وان يحرص كل لاعب على تقديم جل ما لديه من مهارة وفن كروي وحتى بالنسبة لأرضية الملعب التي ظلت تشكل هاجسا واضحا للمدرب الفرنسي لوجوين لصلابتها فقد قدمت ادارة الملعب نموذجا رائعا في التزامها باللعب النظيف وقامت برش النجيل الصناعي بالماء قبل نصف ساعة من المباراة بغية تسهيل مهمة انتقال الكرة وسلاسة الاداء وضمان سلامة اللاعبين.
بدات المباراة تتطابق مع الاجواء المثالية والهادئة وبدا أصحاب الارض هو الابرز مع صافرة البداية عندما استحوذ على الكرة بصورة كاملة من خلال تمريرات عبر من خلالها ارضية الملعب في كل مساحات الملعب بحثا عن تثبيت الاقدام وتعزيز الثقة والتعبير عن حالة الاطمئنان وهو يلعب في ارضه ووسط جمهوره على قلته.
استحوذ المنتخب السنغافوري صاحب الارض على الكرة لحوالي اكثر من دقيقة مع حرص واضح من اللاعبين على الاحتفاظ بالكرة لوقت اطول من اجل ارسال رسالة تؤثر معنويا ونفسيا على لاعبي منتخبنا وتفتح امامهم الطريق لتحقيق النتيجة الايجابية وترجيح كفة المعادلة التي تمنح منتخبنا الافضلية مرات الفوز في عدد المواجهات السبع بنصيب ست حالات فوز لمنتخبنا.
محاولات هنا وهناك
حاول منتخب سنغافورة بكل جدية استغلال اي فرصة ومساحة للوصول لمرمى الحارس فائز الرشيدي وتسجيل هدف مبكر الا ان طريقه لم يكن سهلا ووجد امامه دفاعا يتمركز بشكل جميل ومنظم وكانت الدقيقة الثالثة حملت اول محاولة هجومية سنغافورية الا ان الكرة وصلت سهلة الى يد الحارس الرشيدي.
استهل نجم منتخبنا عيد الفارسي اول محاولة لتهديد مرمى الحارس السنغافوري وكان ذلك عبر تسديدة من خارج المنطقة عند الدقيقة 11 وبعده قام الوجه الجديد والشاب فهد الجلبوبي بمحاولة جادة انتهت بضربة ركنية.
هدف أول
واصل الجلبوبي حضوره الجميل وتمريراته الساحرة في اول مشاركة رسمية ونجح في الدقيقة الـ 14 من تهيئة كرة محسنة لزميله قاسم سعيد الذي توغل وتحرك بشكل جيد ليضع نفسه في مواجهة المرمى ويسدد الكرة بقوة لتستقر داخل الشباك معلنة عن هدف اول لمنتخبنا.
كلما يخالف المنتخب السنغافوري صاحب الارض عادة كرة القدم ومثله واي فريق تستقبل شباكه هدفا حاول الانتفاضة عسى ولعل ان ينجح في ادراك التعادل واعادة المباراة الى وضعها الاول.
انحصر الاداء في معظم الوقت الذي اعقب الهدف في وسط الملعب وبدا المنتخب السنغافوري افضل في التمرير والسيطرة والاستحواذ لكنه افتقد الفاعلية الهجومية والقدرة على استثمار سيطرته بفضل التغطية الدفاعية الجيدة من لاعبي منتخبنا وعدم منحهم المساحة للاعبي سنغافورة.
فرصة خطيرة
تهيأت فرصة خطيرة للمنتخب السنغافوري كانت نتيجة لتحركاته ونشاطه الهجومي وكانت الفرصة عبارة عن مخالفة على راس خط 18 وكانت خطيرة وتشكل تهديدا حقيقيا لمرمى الحارس فائز الرشيدي وتصدى لها اللاعب المخضرم في المنتخب السنغافوري جوي لي صاحب الـ32 سنة ولكنه سدد الكرة لتمر جوار القائم بالرغم من قوتها.
هدف ثان
وتحرك لاعبو منتخبنا واستغل الجلبوبي سرعته في الهجوم العكسي ونجح في قلب ميزان التفوق في مرات كثيرة بقدراته الكبيرة ومهاراته العالية ليحصل بعد ثوان على مخالفة تشبه تلك المخالفة الخطيرة والقريبة من المرمى التي كانت بمثابة فرصة خطيرة للمنتخب صاحب الارض وتصدى للمخالفة اللاعب احمد كانو وسددها لتصطدم بجسم الحائط البشري وترتد للكابتن حسن مظفر الذي حاول تمرير الكرة عكسية الا انها ابعدت لضربة ركنية.
استمر الاداء دون المستوى المطلوب من منتخبنا وغاب الشكل المنظم وبدا الاداء يعتمد في الخطورة وتهديد مرمى الحارس السنغافوري على المهارات الفردية والتحركات الثنائية وهو ما كان الورقة الرابحة للمنتخب وساعده في ان يعود مرة اخرى مع نهاية الشوط الاول ليسجل عيد الفارسي هدفا ثانيا جميلا من هجمة استغل فيها اللاعب قدراته الكبيرة وارسل الكرة الى الزاوية البعيدة فلم يجد حارس سنغافورة غير التفرج عليها وهي تسكن الشباك بسلام لينتهي الشوط الاول بثنائية بيضاء لمنتخبنا.
الشوط الثاني
بدا الشوط الثاني من المباراة من دون اي تعديلات على تشكيلة منتخبنا وبدا الوضع في مقدمته افضل خاصة من حيث الاداء والانتشار والسيطرة بالنسبة لاداء منتخبنا مقارنة بالبداية في الشوط الاول وبدا ان النتيجة الايجابية في الـ 45 دقيقة الاولى ساهمت في منح تشكيلة منتخبنا الثقة والاستقرار النفسي وجعلتهم يعودون الى الملعب من دون اي ضغوط.
كان بيد منتخبنا ان يضاعف غلته من الاهداف في الدقائق الاولى من الشوط الثاني التي برز فيها اللاعب الشاب الجلبوبي مقدما اوراق اعتماده في تشكيلة المنتخب الاساسية بفضل تحركاته الايجابية وفاعليته في الحركة ومهراته في التمرير الذي تنتج عنه فرص خطيرة امام مرمى الفريق السنغافوري.
كان بامكان المهاجم قاسم سعيد ان يسجل هدفين على التوالي في الشباك السنغافورية ويحسم النتيجة بشكل نهائي حيث تهيات له فرصتان مؤكدتان وفي المرتين كان في مواجهة المرمى الا انه اطاح بالفرصة الاولى والثانية لسوء التركيز وغياب التوفيق ومن ثم عاد الجلبوبي ليعوض بنفسه التمريرات التي تهدر وتحرك بمجهود فردي واخترق الدفاع السنغافوري حتى وصل حارس المرمى وسدد الكرة ولكنها لم تشاء ان تذهب الى الشباك فاختارت ان تكون بردا وسلاما على الحارس السنغافوري وذهبت الى الخارج.
رفض للواقع
لم يستسلم المنتخب السنغافوري ومع مرور الوقت كان يحاول ويجتهد ويبرز رغبات حقيقية معبرا عن نواياه في الوصول الى مرمى فائز الرشيدي دفاعا عن اي فرصة تقوده لتسجيل هدف وتقليص الفارق ومن ثم البحث عن التعادل وحفظ ماء الوجه على الاقل امام جماهيره التي كان بعضها يكتفي بالفرجة والاخر يتفاعل ويشجع عسى ولعل ان يحدث الجديد وتاتي الدقائق بتغيير في النتيجة وهو الامر الذي كان يرفضه دفاع منتخبنا وامامه خط الوسط بقفل كل المساحات ومنع اي كرة من الوصول الى الشباك.
قدم الجهاز الفني لمنتخبنا في الحقيقة 63 اول تغيير في التشكيلة بسحب الفارسي وادخال العجمي وهو ما يعني شعور الجهاز الفني بالراحة وتركيزه على تفعيل وتعزيز الهجوم وانه طمع في زيادة الاهداف لما يبدو عليه الدفاع السنغافوري من ضعف وقلة تركيز.
محاولات وفرص
حاول اسماعيل العجمي ابرز الهدافين في المنتخب لاستغلال احدى الفرص وزيادة رصيده من الاهداف الدولية وتحصل عل بعض الفرص الا انه لم يوفق في وضع الكرة في الشباك وتلت محاولاته محاولات اخرى من الجلبوبي والمقبالي الذي تهيات له فرصة انفراد كامل من تمريرة رائد ابراهيم الا ان عبد العزيز لم يحسن التعامل مع الفرصة الذهبية ويضيع هدفا ثالثا لمنتخبنا.تعرض اللاعب رائد إبراهيم عقب تمريرته للاصابة عندما التحم مع لاعب سنغافوري محاولا ابعاد الكرة من امامه حتى لا يتقدم بها الى الامام ويتحمل حمله الى خارج الملعب طلبا للعلاج واستمر الاداء في الدقائق التي تلت خروج رائد لطلب العلاج هادئا لحد ما ومتوازنا ويميل الى السيطرة المتساوية بالاستحواذ على الكرة والتي انحصرت بشكل كبير في وسط الملعب.
خرج رائد ابراهيم متاثرا باصابته ليحل بديلا عنه علي سليمان ويستمر ضغط منتخبنا على مرمى مضيفه ويحصل على فرص افضل ولكنه لم يحسن الاستفادة منها ليواصل الجهاز الفني لمنتخبنا بالتغييرات في الهجوم باخراج عبد العزيز المقبالي وادخال يعقوب عبدالكريم في الدقيقة 90 وهو ما بدأ بتبديل تكتيكي لحد كبير.
شهدت الدقائق الاضافية الاولى ضربة حرة مباشرة لمنتخبنا امام مرمى سنغافورة لكنها لم تستغل بالشكل الجيد ومع اهدارها يطلق الحكم الياباني صافرة النهاية معلنا عن نهاية المباراة بفوز منتخبنا الوطني بثنائية بيضاء.


منقول من جريدة عمان

[فتى الجادي]

شكرا على الخبر
أختي قصيد

[قصيد]

تسلم اخوي فتى الجادي على مرورك الطيب

أسعدني تواصلك