راية الحبسية تسجل اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ الإبحار -
تصدر قارب الطيران العُماني – مسندم سباق روليكس فاست نت في فئة القوارب متعددة البدن ليعتلي على منصة التتويج بعد منافسة أكثر من ٣٤٠ قارباً شراعياً وبمشاركة ثلاثة من البحارة العُمانيين الواعدين وحديثي العهد بالسباقات المحيطية وهم فهد الحسني وأحمد الحسني والبحارة راية الحبسية.
وفي مشاركتها الأولى بالسباق، كانت البحارة العُمانية الشابة راية الحبسية في غاية السعادة بعدما سجلت اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ الإبحار العُماني كأول امرأة تشارك في سباق روليكس فاست نت للإبحار الشراعي.
و قد أبحر الطاقم الطيران العُماني – مسندم لأكثر من 40 ساعة في البحر، اشتملت على دورانه المهم حول صخرة فاست نت الشهيرة، الى أن وصل الفريق إلى خط النهاية بمدينة بلايموث البريطانية في الساعات الأولى من صباح أمس الأول, وبالرغم من عبور خط النهاية في المركز الثالث، الا أن القارب العماني استطاع أن يتصدر في فئة القوارب متعددة البدن “MOCRA” من سباق فاست نت التاريخي والذي يشارك فيه مجموعة كبيرة من مختلف القوارب الشراعية بفئاتها المتعددة.
فخز واعتزاز
وكانت الأحوال الجوية مثالية بالنسبة للبحارة العُمانية الشابة راية الحبسية، التي عبرت عن الفخر لتمثيل وطنها والحصول على النتيجة الرائعة. حيث قالت راية الحبسية: لقد كانت تجربة رائعة, بالكاد أن أصدق أنني قد انتهيت من خوض سباق روليكس فاست نت. لقد كان السباق صعباً نوعاً ما ولكن زملائي كانوا مذهلين, حيث دعموني كثيرا, إنني أكن كل الاحترام والتقدير للطاقم وقد أدركت مدى صعوبة ما يقومون به، فالسباقات المحيطية على متن قوارب المود٧٠ ثلاثية البدن تختلف كثيرا عن قوارب أحادية البدن التي كنت أشارك فيها خلال الطواف العربي للابحار الشراعي وبطولة العالم لقوارب الجي٨٠ و تختلف عن سائر السباقات الشراعية بفئاتها المختلفة الاخرى, وقد عملت بكل جهد خلال هذا العام وأنا سعيدة جدا باختياري كأول مرأة عمانية للمشاركة في هذا القارب وفي هذ المحفل الدولي الكبير لتمثيل السلطنة, وأنا أشعر بالسعادة والرضا والارتياح لكوني جزءاً من هذا الفريق الناجح.
وأضافت: أهدي هذا الفوز في المقام الأول لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، الراعي الأول للرياضيين والمرأة العمانية, كما أهدي هذا الفوز لمشروع عمان للإبحار الذي دأب الى تعزيز مكانة السلطنة في الخارطة العالمية للإبحار الشراعي فنحن العمانيون لنا تاريخ عريق في مجال الإبحار الشراعي ويسعدنا اليوم، أنا وزملائي البحارة والبحارات رجالا ونساء بتمثيل السلطنة واحياء موروثنا البحري.
وقالت راية الحبسية: أتمنى أن أساهم في تشجيع المزيد من الفتيات والنساء في السلطنة لممارسة رياضة الإبحار وسوف يكون من الرائع أن أعود للمشاركة في هذا السباق مع زملائي مجدداً، وبرفقة أكثر من بحارة على متن القارب.
اشادة دولية
وقد أثنى جميع أفراد طاقم قارب الطيران العُماني مسندم بقوة على راية والطريقة التي تعاملت بها مع ضغوط السباق عالي المستوى في مواجهة قوارب وأسماء كبيرة في سباق من سباقات القوارب الدولية. حيث قال البحار البريطاني المخضرم نيل ماكدونالد أحد أعضاء الطيران العماني مسندم، الذي يخوض سباق روليكس فاست نت للمرة التاسعة في مسيرته البحرية: أستطيع القول ان السباق كان مخادعاً بعض الشيء بالنسبة لراية الحبسية بدل من القول أنه كان صعباً, وكان القارب يسير بسرعة 20 عقدة، وقد تعرضنا لبعض الأمواج العاتية السيئة, لذا كانت الحركة عنيفة نوعاً ما، ولكن راية الحبسية تكيفت مع هذا الأمر بطريقة رائعة تماما, كما انها تكيفت مع الاجواء الباردة، وبالطبع كانت قلقة بعض الشيء ولكنها لم تظهر شعورها بالقلق.
سعادة بالنتيجة
من جانبها، قالت البحارة البريطانية المخضرمة دي كافار، مدربة رايا الحبسية: لقد قمنا بعمل شاق وخصوصاً في مجاراة القارب سبيندريفت والقارب بنك بوبيولير، ولكننا كنا جميعاً سعداء بالنتيجة, وأضافت بقولها: بذلنا جهداً كبيراً وعملنا بجد منذ بداية السباق. وكانت تجربة إجتياز مضيق سولنت شاقة بالنسبة لنا، وقد كافحنا جميعاً على طول الطريق. وقمنا بعمل رائع في التمسك بمطاردة قارب سبيندريفت 2 لفترة طويلة جداً، وكان مجرد نجاحنا في البقاء على مقربة منهم عندما قمنا بالدوران حول صخرة فاست نت نجاحاً مدهشاً بالنسبة لنا. ونحن سعداء بالفعل.
وتابعت قولها: لقد تعرضت راية لتقلبات في الأداء صعوداً وهبوطاً، ولكنها استمتعت تماماً بتجربتها على متن قارب الطيران العُماني – مسندم. وكافحت راية عندما كانت تشعر بالتعب لفترة طويلة عندما أنهينا السباق، وكانت هناك ابتسامة واضحة تعلو قسمات وجهها. ولم يكن الربان سيدني جافينيه مبتهجاً إزاء نجاح رايا فحسب، ولكنه كان راضيا عن الجهود التي بذلها الفريق بأكمله مع أسداله للستار على موسم ممتاز.
وقال الربان سيدني جافينيه : لقد خضنا السباق بمشاركة ثلاثة من البحارة العُمانيين الموهوبين الذين يعتبرون حديثي العهد نسبياً بسباقات الإبحار المحيطي، و تمكنا من الصعود على منصة التتويج, وهو ما يظهر مدى التطور الذي حققه هؤلاء البحارة خلال فترة وجيزة، ومدى أهمية برنامج سباقات المود70 في رفع المنحنى التعليمي للبحارة. وقد نجح مشروع عُمان للإبحار، من خلال مشاركاته في سباقات قوارب المود70، في الترويج للسلطنة ومقوماتها السياحية والاقتصادية على البر والبحر, فقد ساهمت الخيمة العُمانية، التي نظمته وزارة السياحة بالشراكة مع مشروع عُمان للإبحار وشركة الطيران العُماني راعي الفريق العماني على هامس فعاليات السباق في بريطانيا، ساهمت في تعريف الزوار بالتراث والتاريخ العُماني العريق وعوامل الجذب السياحي، والمقومات الاقتصادية والاستثمارية في السلطنة.
وقد استقبلت الخيمة أكثر من ١٠،٠٠٠ زائر حضروا فعاليات السباق خلا ل مهرجان كاوز الشراعي. واحتوت الخيمة على شاشات لعرض لقطات ومشاهد عن تاريخ السلطنة في عالم الإبحار، والطبيعة العمانية، ومعروضات تراثية، والنقش بالحناء، الذي وجد اقبالا من قبل النساء الزائرات للمعرض. كما خصصت الخيمة مسابقة جماهيرية عبر النظام الالكتروني حيث سيقدم للفائز جائزة عبارة عن تذكرة سفر للسلطنة مع اقامة خمسة ليالي ورحلة بحرية عبر اليخت الشراعي مخصص للسياحة والذي يقوم بزيارة لجزر الدمانيات وبندر الخيران. وحقق مشروع عمان للإبحار الوطني الأهداف المرجوة من المشاركة في هذه الفعالية، والتي تتمثل في استغلال الرياضة للمساهمة في تنمية مواهب الشباب ودعم جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية والرياضية بالسلطنة؛ وتنمية صناعة السياحة الترفيهية البحرية للسلطنة على الساحة الدولية كوجهة مثالية للسياحة والاستثمار. وساهمت المشاركة في برنامج المود٧٠ في الترويج السياحي للسلطنة على الساحة العالمية، وخصوصاً في الأسواق السياحية الرئيسية مثل فرنسا وبريطانيا.


منقول من جريدة عمان