ابتهاجا بعيد الفطر السعيد -
عُمان – مراسلو الولايات:— تتواصل مظاهر عيد الفطر السعيد بمختلف ولايات السلطنة وسط أجواء عائلية تغمرها السعادة والسرور ابتهاجا بفرحة العيد حيث قدمت مساء أمس عدد من لوحات الفنون العمانية في مختلف الولايات كالرزحة والعازي في ولايتي الرستاق وبهلا، وفن الرزحة والعيالة وإقامة سباقات للخيول العربية الأصيلة بولاية عبري إلى جانب اقامة المهرجانات والمسابقات الترفيهية المتنوعة للأطفال والتي تتواصل خلال أيام العيد.
وتحرص الأسر العمانية على التمسك بعاداتها وتقاليدها خلال أيام العيد خاصة فيما يتعلق بمسألة التواصل الأسري للأقارب والأرحام، مما يجسد بينهم روح التلاحم وينقي النفوس ويساعد على الألفة والمحبة والوئام.
الرستاق
نظم أهالي بلدة الحزم بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة احتفالا شعبيا أمام حصن الحزم بمناسبة عيد الفطر المبارك بمشاركة كافة الأهالي صغار وكبارا، وقد اشتمل الاحتفال على تقديم لوحات متنوعة من الفنون العمانية المغناة كالرزحة والعازي، وقد توافد الأطفال إلى مكان الاحتفال لشراء الهدايا والألعاب والحلويات، وسوف تتواصل أفراح العيد بإقامة الرقصات والأهازيج التقليدية طوال أيام العيد.
من جانب آخر قام الأهالي بتناول وجبة العرسية، وذبح أضاحي العيد، وإعداد وجبة الشواء في التنور، ووجبة المشاكيك والتي تعد من أشهى الوجبات لدى الأسر وتختتم عادات وتقاليد الأهالي بتقديم وجبة الشواء بعد استخراجها من التنور في ثالث أيام العيد.
وهذا أمر يتفاوت في التوقيت بين ولاية وأخرى.
البريمي
انطلقت أمس الأول فعاليات مهرجان العيد الرابع والذي تحتضنه حديقة البريمي العامة بتنظيم من فرقة مسرح الشرق بولاية البريمي بمشاركة واسعة من الجهات الأهلية والخاصة بولاية البريمي حيث اشتمل المهرجان على فعاليات ترفيهية وتسويقية للأطفال والفقرات الترفيهية والمسابقات التثقيفية السياحية وقد استمتع الأطفال الذين حضروا المهرجان بالفقرات المقدمة والتي نالت إعجابهم وأشار وليد بن عبدالله البادي رئيس اللجنة المنظمة إلى أن هذا المهرجان يهدف إلى مشاركة المجتمع في ولاية البريمي من مواطنين ووافدين فرحة العيد وهذا هو المهرجان الرابع الذي يقام في ولاية البريمي بعد النجاح الذي حققته المهرجانات السابقة حيث وجدت الأسرة متنفساً من خلال هذا المهرجان والفعاليات المصاحبة لقضاء أمسيات جميلة ومفيدة لتكمل فرحة الأطفال في العيد السعيد وأضاف البادي: أنه تم تقديم العديد من الفعاليات الترفيهية للأطفال والكبار بالإضافة إلى الألعاب التقليدية وشخصيات كرتونية ومسابقات ترفيهية وغيرها من الفعاليات الأخرى مضيفاً: أن إقامة المهرجان الترفيهي بحديقة البريمي العامة يعد إضافة جميلة حيث استمتع حضور الحديقة بفعالياته والتي استهدفت الأسرة بشكل عام في ولاية البريمي وزوار الحديقة العامة كما أعطى الحضور الكبير من المواطنين والمقيمين وزوار ولاية البريمي زخماً كبيرا للمهرجان وقد ساهم عدد من الشخصيات والجهات في دعم المهرجان أمثال سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية البريمي وبلدية البريمي وجمعية المرأة العمانية بالبريمي وشركة الفي الحديثة ومكتب أجواء فدى لتخليص المعاملات والطواش للخيام والمكنسة المتطورة وفريق البريمي التطوعي ومنتديات محافظة البريمي ومنتديات واحة البريمي وحضانة مصابيح الدجى.
جعلان
تقيم اليوم جمعية المرأة العمانية بولاية جعلان بني بو حسن وبمبادرةٍ اجتماعية رائدة بجوٍ تمتزج فيه فرحة العيد مع الطفل، فعاليّة ترفيهية بمناسبة عيد الفطر السعيد للنساء والأطفال، ويتخلل تلك الفعاليات منظومة رائعة من الترفيه، تبدأ أولا بتعريف شامل عن أهم الفعاليات التي تنضمنها احتفالية «فرحة عيد» معلنةً بذلك عن بدء الأمسية التي ينتظرها جمعٌ غفير.
سيكون مصاحبًا لهذه الفعاليات ركن خاص يعنى بالرسم على الوجوه، وستخصص إدارة الجمعيّة عددا من العضوات اللاتي يعملن في فن الرسم، كما ستشتمل الفقرات على مسابقة القدرات من أجل التنافس بين الأطفال وإبراز قدراتهم في العديد من الألعاب، وسيتخلل الاحتفاليّة مواهب فنيّة سيقدمها الطفل في المسرح بتشجيعٍ من أسرته لينتهي بتكريم من إدارة الجمعيّة، للشخصيات الكرتونيّة .
وأعربت بدرية بنت خليفة الحسنيّة عن شكرها للمساهمين في هذه الفعالية المجتمعية منهم نادي جعلان الرياضي لمساهمته الدائمة في الشأن المجتمعي للرقي بالعمل التطوعي وفق نهج يساير العصر الحديث.
الجدير بالذكر أن إدارة الجمعية أخذت عنوانا لهذه الأمسيّة وهو «فرحة عيد» إيمانًا منها أن يعم الأسرة العُمانية والمجتمع بأسره فرحًا وعطاءً في هذه الأيام لخصوصية المشهد الاجتماعي، كما أن جمعيّة المرأة بجعلان بني بوحسن شريكة دائمة في البرامج المجتمعية وتقديم كل ما هو متفرد عبر أثير برامجها المتنوعة والتي تلقى استحسانًا منقطع النظير.
كما تقام في ولايات جعلان بني بو علي وجعلان بني بو حسن والكامل والوافي فنون عمانية مغناة خاصة بالرجال وأخرى خاصة بالنساء وتفعل هذه الفنون أيام العيدين والمناسبات السعيدة ويحرص الأهالي على ممارستها ابتهاجا بهذه المناسبات وتنفرد النساء بولايات جعلان بفنون تقليدية ذات طبيعة تتناسب وميولهن ومن أبرز هذه الفنون فن (الحنبورة) أو فن البساير كما يحلو للبعض أن يسميه وهو فن نسائي صرف تجتمع النساء في حلقة دائرية وتصطف جلوسا بشكل متزن على أن تقوم النساء في الصف بالبدء بالشلة من الشعر الشعبي بأصوات زمرية مجتمعة تمثل الصف وبعد انتهاء صوت الشلة يردد الصف الثاني الشلة نفسها وتتناول القصيدة موضوعا اجتماعيا أو حماسيا أو عتابا أو موضوعا وطنيا أو غيره من الموضوعات الشعرية وفي نهاية الشلة تكون الخاتمة (الكسرة) المصحوبة بوقع طبلي الكاسر والرحماني ثم تقوم النساء بأداء رقصات تتناغم مع صوت الشلة والطبل وتتفنن النساء في ذلك أما فن البوزلف هو أيضا من الفنون النسائية قديما وإن كان في العصر الحديث أصبح فنا مشتركا بين الرجال والنساء وينفذ وقوفا في صفين متقابلين صف من النساء وآخر من النساء أو صف من النساء وآخر من الرجال ويعتمد على الشعر الشعبي أو الشعر النبطي بصورة تنافسية بين الصفين فيتقدم الصف في القصيدة المغناة ثم يرد عليه الصف الثاني وتكون الخاتمة (الكسرة) مصحوبة بدقات الكاسر والرحماني أيضا ويختلف أداء الرقصات بين الرجال والنساء فالنساء تدخل بشكل ثنائي أما الرجال فيدورون حول الصفين بشكل جماعي متناسق يؤدي الرقصة نفسها أما فن (الشحشح) فهو فن قديم مشترك بين الرجال والنساء ويعتمد على أداء صوت خاص لا يختلف مهما مر عليه من زمن أو وقت بعكس فن الحنبورة أو فن البوزلف الذي يتغير فيهما صوت الأداء من حين لآخر وفق ألحان جميلة يستمتع بها الجميع وتمثل الفنون العمانية المغناة خصوصية متفردة وخاصة عند النساء فتقام هذه الفنون بشيء من الخصوصية وفي أماكن خاصة تحافظ على الكينونة النسوية كما أن أيام عيد الفطر المبارك أيام تشهد الكثير من تنظيم هذه الفنون سواء على المستوى الأسري أو على مستوى الأفراح في الأعراس أو المناسبات السعيدة الخاصة كما أن النساء تتزين بلبس البريسم هذه الملابس التي تضفي خصوصية جميلة على هذه الفنون.
بهلا
تواصلت الافراح والاهازيج التي يقيمها أهالي ولاية بهلا ابتهاجا بعيد الفطر السعيد،وقد انطلقت الأفراح التقليدية التي ينظمها أهالي الولاية منذ صبيحة اليوم الأول من أيام العيد وقدمت فرقة الفنون التقليدية لوحات تراثية من الفنون العمانية المغناة لفني الرزحة والعازي والتي تشتهر بهما محافظة الداخلية، وتناغمت هذه الفنون مع عرضة الخيل ومهارات الفروسية التي قدمتها جمعية الخيل بهلا حيث استعرض المشاركون مهاراتهم في الفروسية . وانطلقت بمقر العيود أماكن بيع حلويات العيد الشهيرة كالقشاط والحلوى والمكسرات وألعاب الاطفال.
فنون تقليدية
واستمرارا لهذه الأفراح واصلت فرقة الفنون التقليدية بولاية بهلا إدخال البهجة والسرور على أبناء الولاية والسياح القادمين إليها من خلال تقديم رزحات للفنون العمانية المغناة في الساحة الخارجية المجاورة لقلعة بهلا، لترسم لوحة فنية تناغمت فيها كلمات الفرح مع حب الوطن والتعبير عن السعادة التي يعيشها أبناء الولاية بمناسبة عيد الفطر السعيد، وتقدم فرقة الفنون التقليدية بقيادة محمد بن سليمان الشكيلي رئيس الفرقة رزحاتها التقليدية مثل فني الرزحة والعازي طيلة إجازة العيد ويأتي إقامة هذا الفن التراثي بجانب قلعة بهلا ليمزج التراث بالتاريخ ويقدم صورة من الموروث الحضاري والفكري لأبناء ولاية بهلا.
عادات تراثية
ويجسد أهالي الولاية عبق الماضي التليد من خلال العادات التراثية العريقة التي يتمسك بها ابناء الولاية فبعد أن قضوا يومهم الاول في أداء صلاة العيد وتبادل الزيارات والتهاني مع أهاليهم وأقاربهم وجيرانهم، ونحر الذبائح تعبيرا عن الفرحة بمقدم العيد، يتميز العيد بالولاية بصفاء في القلوب والترابط الوثيق بين أبناء المجتمع وبتبادل الزيارات والتهاني وفي احتفالية رائعة تجسد الفرحة التي تملأ القلب بهذه المناسبة ويرتدي الجميع الجديد من الملابس حيث يرتدي الرجل الدشداشة والمصر والخنجر العماني وتتزين النساء بملابس العيد المطرزة بالنقوش الجميلة، ويرتدي الأطفال أجمل الثياب ويفرحون بالعيدية التي يتمتعون بها لشراء بعض الألعاب والقشاط والحلويات من العيود.
أكلات عمانية
تتعدد وتتنوع الأكلات العمانية بولاية بهلا خلال أيام العيد وتجد لها نكهة خاصة ومذاقا فريدا ، حيث يتمتع الجميع بلحوم العيد في تشكيلات رائعة ومتنوعة بأطباقها المتميزة تبدأ بصباح اليوم الأول قبل صلاة العيد بتناول (العرسية أو الهريس والقبولي) و(المقلي) مضافا إليه العسل العماني و الخبز العماني، ويتفنن أبناء الولاية في صنع مشاكيك العيد بطريقة المضبي حين تقلب على الجمر ، و الشواء الذي يتم دفنه في تنور العيد الذي يتجمع فيه أهل الحي بوضع رأس ذبيحة العيد وبعض اللحوم فيما يسمى (بالخصفة) مع وضع بهارات خاصة مضافة إليها الخل العماني ويتم فتح التنور ثالث أو رابع أيام العيد في طقوس تقليدية تشاركية بين أبناء المجتمع مجسدين لحمة الترابط والتعاون بين أفراد المجتمع.
فعاليات مختلفة
من جانب آخر تتعدد المظاهر والاحتفالات التي تقام ببهلا بمناسبة عيد الفطر السعيد حيث تنظم أغلب الفرق الاهلية التابعة لنادي بهلا مهرجان العيود والأمسيات والمسابقات الرياضية والترفيهية، حيث ينظم فريق الصحراء مهرجانا منوعا يتضمن فعاليات رياضية وثقافية واجتماعية، كما ينظم فريق النصر أمسيات ومهرجانا ترفيهيا للاطفال بمناسبة العيد، وينظم فريق الطليعة بمنطقة الشرع بالخطوة احتفالا بهذه المناسبة يتضمن عرضا للمواهب وألعابا ترفيهية ورزفة تقليدية ومسابقات رياضية وأسئلة ثقافية.
العوابي
احتفلت ولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة كباقي ولايات السلطنة بعيد الفطر السعيد وسط تأثير إيماني وروحاني ساد قلوب أبناء المجتمع خاصة بعد تأديتهم لفريضة صيام شهر رمضان المبارك، وتتعدد الوجبات التقليديّة التي اعتاد أبناء الولاية إعدادها وتناولها في هذه المناسبات منها وجبة التقلية في أول ايام العيد ووجبة المشاكيك ثاني أيام العيد وهي من الوجبات التقليدية المفضلة على مستوى الولاية ويتم إعدادها بكميات كبيرة منها، ما يتم تناوله في اليوم نفسه ومنها ما يدخر لبقيّة الأيام، كما اعتاد الاهالي ان يتناولوا وجبة الشواء ثالث ايام العيد والتي يتم إعدادها في أول أيام العيد وهي من الوجبات التقليدية المعروفة والتي يحرص الجميع إلى إعدادها ، كما يتم في رابع أيام العيد تناول وجبة القبولي المكونة من الأرز واللحم.
من جانب آخر يواصل الأهالي زياراتهم المكثفة حرصا منهم على التواصل الأسري خاصة للأقارب والأرحام، مما يجسد بينهم روح التلاحم وينقي النفوس ويساعد على الألفة والمحبة والوئام، وهكذا الحال في جميع القرى بولاية العوابي. بينما أقام أهالي قرى وادي بني خروص الرزحة العمانية كواحدة من الموروثات التراثية والتي لا يزال الأهالي محافظين عليها ويتمتع الأطفال بكافة مظاهر الفرح والسرور بهذه المناسبة فقد عمدت الكثير من الأهالي الشراء العديد من الألعاب لأطفالهم كتعبير عن الفرحة بهذه المناسبة وإدخال البهجة والفرح للبراعم الصغيرة ويقضي الأطفال الصغار هذه الفترة مستمتعين بألعابهم كما ويجدون ببراءتهم الطفولية رغبة فيما يحصلون عليه من الكبار خلال أيام العيد من النقود لما تسمى بالعيدية، وتتمثل الوجبات التي يتم تناولها في ولاية العوابي في التقليّة : يتم تناولها أول أيام العيد وما يتبقى منها يتم تقديمها للضيف أو للادخار ويتم إعدادها بتقطيع اللحم إلى قطع صغيرة بحجم قطع لحم المشاكيك وبعد التقطيع يتم غسله ثم توضع اللحوم في القدر مع البهارات وأهمها في البداية الجزع والثوم والملح وتطبخ حتى تظهر بوادر أول نضجها ثم تضاف إليها البهارات من الفلفل الأسود والهيل والقرفة والسنوت إلى أن تنضج تماما.
المشاكيك: يتم تناولها ثاني أيام العيد ومعروف حجم قطع اللحم المستخدم ثم يضاف إليها البهارات التي أضيفت لوجبة التقلية وبعض الأسر تستخدم لها البهارات نفسها المستخدمة لوجبة الشواء وهذا بالطبع بعد أن يتم غسلها وشويها بواسطة جمر السمر وتقلب على النار حتى يظهر نضجها ويتم تناولها أثناء الشوي وعند وجبة الغداء مع الخبز والرخال وعسل النحل والسمن البلدي وما يتبقى منه يدخر يتم لاحقا لتناوله في المرق أو القبولي ويتبادل الأهالي المشاكيك وقت إعدادها وهي من العادات المتوارثة منذ القدم كما يجتمع الجيران في مكان واحد في بعض الأحياء لإعدادها .وبعض الأسر تفضل إعدادها منفردة مع تجمع أفراد الأسرة.
الشواء : يتم تناولها ثالث أيام العيد ويبدأ الترتيب والإعداد لها قبل أيام العيد ويتمثل ذلك في إعداد الحفرة الخاصة بها والمعروفة (بالتنور) واعادة تأهليها وصيانتها لتكون صالحة للاستخدام قبل العيد بيوم وبعد أداء صلاة العصر يجتمع الأهالي (كل محله أو تجمع سكاني على حدة) لجلب الحطب أو جذوع النخيل اليابسة ووضعها في الحفر وتعرف هذه الطريقة (بتعشيّة الشواء) وفي صبيحة اليوم التالي أي في أول أيام العيد يتم تخصيص بعض أجزاء الأضاحي وغالبا ما يستخدم الرأس والرقبة للشواء ثم يتم وضع البهارات عليها وهي غالبا المستخدمة للوجبات المذكورة سابقا مع إضافة الخل والمعروف (بخل المزة) وهذا الخل يتم إعداده بوضع كميّة من التمور والغالب استخدام تمور صنف نخلة النغال في آنية وتوضع كمية من المياه فيه مع إضافة الفلفل الأحمر والثوم ويحكم فيه الغطاء لمدة أربعين يوما ثم يتم فتحه وتصفيّة المياه منه (أي يستخرج منه الماء وترمى البهارات وبقايا التمور الموضوعة فيه من قبل) ثم يؤتى بالماء والذي أصبح خلا فيعجن بالبهارات جميعها من الثوم والفلفل والقرفة والهيل والسنوت والجزع وغيرها ويتم وتخلط باللحوم المراد رميها بالتنور وبعدها يتم وضعها في خصفة الشواء وهي شبيهة بخصفة الجراب المصنوعة من سعف وخوص النخيل والتي تستخدم لحفظ التمور ثم يضاف إليها ورق الموز لحفظه من حرارة النار المتوقدة وورق الشحس (شجر جبلي يتمتع برائحة طيبة) وتحكم بطريقة جيده لضمان حفظ اللحوم بداخلها حتى لا تتأثر أثناء رميها في التنور أو عند استخراجها منه ويجتمع عصر أول أيام العيد الأهالي ليرمي كل واحد الشواء الخاص في التنور في وقت واحد وبصورة سريعة جدا خوفا من اشتعال النار عليه ثم يغطى التنور بغطاء من الحديد ويوضع عليه التراب ويحكم إحكاما دقيقا حتى لا يخرج منه الهواء وإلا فإن الشواء بأكمله سيحترق فالنار عند وضع الغطاء وعند وجود هواء خارجي لها تنطفئ مباشرة ويبقى لهيبها وحرارة في التنور فقط وهي التي تقوم بتنضيج اللحوم.
عبري
يقيم أهالي ولاية عبري بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك أهازيج وفنونا عمانية تقليدية وسباقات للخيول العربية الأصيلة. ويعبر الأهالي عن بهجتهم وفرحتهم بقدوم العيد السعيد من خلال الفنون العمانية التقليدية كفن الرزحة والعيالة وإقامة سباقات للخيول العربية الأصيلة ومن خلالها يقام سباق لعرضة الخيل والذي يستعرض الفرسان من خلاله مهاراتهم الفائقة في امتطاء الخيل ويتسابقون بخيولهم مع الريح في مشهد رائع ومهيب يلهب المشاعر.
الأهالي بولاية عبري يستعدون لعيد الفطر السعيد منذ فترة مبكرة حيث يحرص الأهالي على شراء الأضاحي من عرصة سوق عبري القديم الذي يقع بالقرب من حصن عبري، وكذلك يحرصون على شراء الحلوى العمانية، وشراء كافة المستلزمات التي تحتاجها الأسرة، وكذلك النساء والفتيات يستعددن للعيد من خلال تفصيل أحسن الملابس النسائية وشراء الحلي والمصوغات الفضية والذهبية.
مظاهر وعادات العيد
تجدر الإشارة إلى أن هناك مظاهر متعددة للعيد بولاية عبري فعند إعلان رؤية هلال العيد يطلق الأهالي من بنادقهم الأعيرة النارية وذلك فرحة وبهجة بقدوم العيد السعيد، بعد تأدية صلاة الصبح جماعة يذهبون إلى مصلى العيد لتأدية صلاة العيد ، وبعدها يتبادلون التهاني والتبريكات بمناسبة حلول العيد السعيد، وبينما يذهب بعض الأهالي والفتية والنساء والفتيات والأطفال إلى ساحة العيود التي يوجد بها مختلف أنواع البضائع وكافة الألعاب الخاصة بالأطفال والحلويات والقشاط.
وبعد تأدية الأهالي لصلاة العيد تقوم الأسر بذبح أضاحي العيد وفي اليوم الثاني للعيد يتم أكل اللحم المقلي، وبعض القرى تعمل المشاكيك، وفي اليوم الثاني كذلك يتم تجهيز لحم الشواء، وغالباً ما ويتعاون كافة أفراد الأسرة في تجهيز الشواء حيث يتم دهن اللحم بمادة الشذرة والتي هي عبارة عن مجموعة من البهارات والبزارات والفلفل، وتمر الفرض وفيها نسبة من الماء وكل هذه الخلطة تعطي مذاقا رائعاً وطيباً للشواء، وبعد ما يتم تجهيز اللحم ودهنه بالشذرة يتم وضعه في كيس خاص مصنوع من سعف النخيل يطلق عليها اسم (الوخيفة) وفي فترة العصر يتم وضع الوخيفة في (التنور) وهو عبارة عن حفرة كبيرة يوضع فيها الحطب وبعدما يصير الحطب ناراً ويهدأ نوعاً ما، يتم وضع الوخيفة داخل التنور ويتم دفنه لمدة يوم كامل، وفي اليوم الثالث يتم فتح التنور واستخراج الشواء من التنور، وفي فترة الظهيرة يتم أكل الشواء مع الجيران وبحضور كافة الأهل والأحباب والفرحة والبهجة ترتسم على وجوههم بحلول العيد السعيد.
المصنعة
تعيش ولاية المصنعة فرحة العيد السعيد كسائر ولايات السلطنة وتعد العيدية والشواء والمشاكيك والعرسية والقلية وزيارة الاقارب من اهم مظاهر العيد في الولاية. وبعد تأدية صلاة العيد تظهر الملامح الاجتماعية من خلال الزيارات بين الاهل والاقارب والاصدقاء لتبادل التهاني.
بعد ذلك تتم عملية الذبح وذلك استعداداً لتجهيز الوجبة الرئيسية ليوم العيد وهي العرسية والترشة العمانية حيث تقوم ربة المنزل بإعدادها استعداداً لاستقبال الضيوف وقد تطهى العرسية قبل صلاة العيد وذلك حسب نظام الزيارات في كل قرية ويجمع أهالي القرية في منزل احدهم وعادة ما يكون شيخ القبيلة لتناول العرسية . وكما يتنقل أهالي القرية من منزل الى اخر وتستمر هذه العادة حتى يحين موعد العشاء ليتجمع الاهالي مرة اخرى في منزل احدهم وغالباً ما تكون الوجبة هي (المكبوس مع لحم).
وفي اليوم الثاني يستعد الأهالي إلى عمل الشواء وهنا تختلف العادة من قرية لأخرى حيث يكتفي البعض منهم بعمل المشاكيك أو لحم المقلي والمتعارف عليها (بالقلية) في اليوم الثاني ويؤجل اعداد الشواء إلى عيد الاضحى. وتنشط في اليوم الثالث الرحلات السياحية فتقصد العائلات أماكن الترفيه والترويح عن النفس لقضاء اوقات ممتعة برفقة الاهل وكما تختلف الوجبة في هذا اليوم فيحاول أهالي المصنعة الاستمتاع بالسمك المشوي مع الارز أو الخبز وذلك كنوع من التغيير.
القابل
احتفلت ولاية القابل بعيد الفطر السعيد حيث تتنوع مظاهر العيد في هذه الولاية التي تبدأ مع بداية الهبطات وشراء مختلف مستلزمات العيد لتأتي بعد ذلك مظاهر العيد وفي هذا الجانب يقول سعيد بن راشد الحارثي من قرية المضيرب: تعيش ولايات السلطنة خلال هذه الأيام أفراح عيد الفطر المبارك ولليوم الثالث على التوالي تغمرها الفرحة والسعادة بما تحمله هذه الأيام المباركة من معان خاصة فهي تضفي طابعا روحيا ومعنويا على المواطنين مما يجعل الجميع نفسا واحدة يملؤها الحب والصفاء وحول استعدادات المواطنين للعيد اشار الى أنه تبدأ نفحات عيد الفطر المبارك مع بداية الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان في تجهيز الذبائح وما يتبعها من مستلزمات كالحبوب والخضار والفواكه وكذلك تجهيز الملبوسات المختلفة موضحا أن من ضمن العادات القيمة النبيلة التي تتأصل يوما بعد يوم بهذا المجتمع هو ما تشهده مختلف قرى الولاية خلال الأيام العشرة الأخيرة من هذا الشهر المبارك التي تسبق كل عيد من تكافل اجتماعي حيث يقوم عدد كبير من المقتدرين باستقطاع جزء من أموالهم لتوزيعها على من هم بحاجة إلى مساعدة.
أما علي بن عبدالله المصلحي من قرية المنجرد بمنطقة وادي نام قال: إن أفراح العيد تبدأ مع نهاية مراسم صلاة العيد حيث يتم خلالها تبادل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة وتزداد خلالها أواصر المحبة حيث تشكل هذه اللقاءات أهمية كبيرة ليس على مستوى الأسرة فحسب بل على مستوى كافة شرائح المجتمع باعتبارها تجسيدا للترابط الاجتماعي فيما بينهم وأضاف المصلحي: إن هناك شريحة كبيرة من المواطنين بولاية القابل تحرص على إخراج زكاة الفطر تحقيقا لقول الله عز وجل: (وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) يخرجها الأغنياء للفقراء حيث تبدأ بعد الإعلان عن هلال شهر شوال مباشرة حتى إلى ما قبل صلاة العيد.
فرصة للتواصل
ومن العادات الحسنة التي لا يزال بعض الأهالي يتمسكون بها هي توزيع جزء من لحوم الأضاحي وهذا يتم بطريقتين الأولى أن يقوم المواطنون القادرون باستقطاع أجزاء من هذه اللحوم وتوزيعها على الفقراء والمساكين وذلك كنوع من التكافل الاجتماعي أما الطريقة الأخرى فتتمثل في إعداد وجبة متكاملة من اللحوم ويدعى إليها الأهل والأقارب وهذه تشكل فرصة طيبة للتواصل والترابط الاجتماعي حيث تتواصل هذه اللقاءات لدى اكثر من أسرة على مدى أيام العيد.
اليوم الأول
ويقول عبدالله بن محمد الحارثي: إن استعدادات الأهالي للعيد السعيد تبدأ مع بداية الهبطات التي تتوالى على ولايات المحافظة والتي يتوفر بها مختلف السلع التي يتطلبها البيت العماني خلال أيام العيد.
وعن اليوم الأول يقول: إن من عادة الأهالي تناول وجبة العرسية باعتبارها الوجبة الرئيسية لأهالي الولاية حيث تلتف الأسر لأكثر من بيت لتناول هذه الوجبة وقد تتجمع حول هذه الموائد مختلف الأسر في بيت واحد دون النظر إلى درجات التقارب الأسري وعادة ما يكون ذلك قبل تأدية صلاة العيد.
بعدها تبدأ المراسم الاحتفالية للعيد السعيد بقيام شرائح كبيرة من المواطنين من مختلف مناطق وقرى الولاية بالتوجه إلى مكتب والي الولاية لتقديم التهاني والتبريكات وتجديد العهد والولاء لقائد هذه النهضة المباركة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- بعد ذلك تتواصل هذه اللقاءات بين مشايخ الولاية ومختلف شرائح المجتمع في جو تسوده أواصر الألفة والمحبة بين أبناء الولاية الواحدة.
اليوم الثاني
بعد ذلك يبدأ الأهالي في ذبح المواشي يكون لإعداد مختلف الوجبات من اللحوم منها المقلي والمضبي وغيرها من الوجبات مع استمرار الزيارات الأسرية ويقوم الأهالي بإعداد وتجهيز اللحوم الخاصة بوجبة الشواء التي تمر بعدة مراحل أبرزها عملية وضع التوابل اللازمة ومن ثم حفظها بطرق مختلفة منها ورق القصدير أو ورق الموز تمهيدا لوضعها داخل التنور باعتباره المرحلة النهائية لهذه العملية.
اليوم الثالث
وحول فعاليات اليوم الثالث يقول خلفان بن مبروك المالكي: يبدأ الأهالي في صباح اليوم الثالث بتناول وجبة لحوم الشواء ليتواصل بعدها تبادل الزيارات الأسرية للأهل والأقارب خاصة تلك التي تكون خارج الولاية ومن ثم تتوجه بعض الأسر إلى بعض المزارات السياحية لقضاء أيام سعيدة سواء أكان ذلك داخل الولاية أو خارجها.
اضافة الى احياء جانب من التراث العماني والذي يتمثل في الفنون التقليدية كالرزحة والعازي الى جانب الالعاب المسلية لعل ابرزها شد الحبل التي تحييها بعض قرى الولاية.
مسندم
نظمت إدارة السياحة بمحافظة مسندم تزامنا مع الاحتفال بعيد الفطر السعيد مهرجانا للفنون الشعبية وذلك بولايتي خصب ودباء بهدف إيجاد أنشطة وفعاليات متنوعة للمجتمع والزوار خاصة مع ما تشهده فترة العيد من إقبال كبير لزيارة المحافظة إضافة إلى أن مثل هذه الفعاليات تعد نوع من أنواع الجذب للسياح الهادفة إلى إحياء الموروث الثقافي من خلال تنظيم مجموعة من الفنون الشعبية التي تشتهر بها محافظة مسندم.
بركاء
نظمت وزارة السياحة ممثلة بإدارة السياحة بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة بالتعاون مع جمعية المرأة العمانية بولاية بركاء فعاليات متنوعة بمناسبة عيد الفطر المبارك وذلك امام حصن الولاية. حيث شهدت الفعالية العديد من الفقرات من بينها الفنون الشعبية التى توارثها الابناء من الاباء والاجداد وهي نتاج تفاعل بين الافراد والجماعات ومن هذه الفنون التي تشتهر بها ولاية بركاء والتي يحافظ عليها الأهالي منذ زمن فن الرزحة والعازي والميدان وغيرها من الفنون حيث قدمت الاحتفالية في اليوم الأول فن الرزحة وفن الدان. كما قدم عدد من شعراء الولاية القصائد الشعرية المعبرة بهذه المناسبة المباركة. كما اشتمل الاحتفال على عرض بعض الحرف التقليدية العمانية التي تشتهر بها الولاية وذلك من منطلق أن الحفاظ على التراث العماني الاصيل يشكل ركيزة اساسية للدولة العصرية وملحمة من الملاحم المميزة للمجتمع العماني باعتبار أن التراث عنصر اساسي في تشكيل الهوية الوطنية. حيث شارك اصحاب الحرف التقليدية المشاركة اخوانهم في بهجتهم ببعض الحرف التقليدية العمانية والتي تشتهر بها الولاية مثل صناعة الحلوى العمانية والصناعات السعفية وصناعة الحلى والفضيات والفخار والغزل.
حيث شاركت أمهات ولاية بركاء وبالتعاون مع الجمعية العمانية بالولاية إخوانهم وِأخواتهم ببعض الأكلات التقليدية العمانية القديمة.
ويهدف الاحتفال وفي هذا الوقت بالتحديد يهدف لتعريف السائح المحلي والدولي بمناشط وفعاليات وزارة السياحة (إدارة السياحة لمحافظتي شمال وجنوب الباطنة) خلال فترة الأعياد. وتحفيز الشباب لإحياء الفنون التقليدية وممارسة العمل الحرفي والحفاظ عليه وإبراز الجانب السياحي والفني والتراثي والثقافي لمحافظتي شمال وجنوب الباطنة. وتعريف الأجيال الناشئة والسائح بالمنتجات الحرفية والفنون التقليدية وما تمتلكه السلطنة من إرث حضاري فريد إلى جانب إيجاد روح التنافس بين المشاركين (الحرفيين والمعارضين)
الجدير بالذكر يستمر حتى اليوم امام حصن ولاية بركاء من الساعة الخامسة مساء وحتى الساعة التاسعة ليلا.
منقول
المفضلات