الصيام هو وسيلة مثالية للشفاء من العديد من الأمراض. فالكثير من الفيروسات والخلايا المرضية تتغذى على السموم التي نستهلكها يومياً في طعامنا، والمختزنة في جسدنا ولذلك، ما إن نبدأ بالصيام، حتى تتراجع الأعراض المرضية التي نعاني منها، ذلك بالطبع إن ابتعدنا عن العادات الغذائية الخاطئة.
فخلال الأيام الأولى لشهر رمضان، قد يشعر الصائمون بالدوار وبألم في الرأس بعد ساعات من الامتناع عن الطعام. وهذا دليل على بدء جسمهم باستهلاك السموم المخزنة، وما الألم والدوار سوى أعراض لتصريف الجسم لهذه السموم التي تبدأ بالخروج منه تدريجاً. لذلك، أفضل نصيحة نوجّهها للصائم، هي بالامتناع تدريجاً عن استهلاك الكافيين في المشروبات، والتقليل قدر الإمكان من الأغذية غير الصحية قبل أيام من بدء الشهر الفضيل، حتى لا تكون الأيام الأولى للصيام شديدة الصعوبة عليهم.
العطش، كيف يمكن تجنّبه؟
فضلاً عن مشكلة الدوار الناتجة عن الامتناع عن الأكل، يصدف أن يحلّ علينا الشهر الفضيل هذا العام في عزّ فصل الصيف، حيث تطول ساعات النهار وترتفع درجات الحرارة، ما يعرّض الصائم للشعور بالكثير من العطش خلال النهار.
ولتفادي هذه المشكلة والتخفيف من الحاجة إلى شرب الماء خلال الصيام، يشير علم الغذاء المتوازن، الماكروبيوتيك، إلى ضرورة التخفيف من تناول اللحوم والمأكولات الجاهزة المالحة، والتركيز قدر الإمكان على تناول الخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات بشكل متوازن. لماذا؟
إليكم هذه الحقائق العلمية:
الشعور بالعطش يحدث عن طريق هرمون في المخ، فعندما تقل نسبة الماء في الجسم، يُفرز هذا الهرمون، وبالتالي يحسّ المرء بالعطش. والشعور بالعطش لا يكون ناجماً عن جفاف الحلق فقط، لكن هناك أسباب أخرى لهذا الشعور، فإذا حدث خلل بين نسب الماء والملح الموجودة في الجسم، كارتفاع الملح عن الحدود الطبيعية، يُفرز ذلك الهرمون، وتُرسل إشارات عصبية لجفاف الحلق، فيبدأ الشعور بالعطش.
ولذلك، يفضّل على الصائم الابتعاد عن الأطعمة العالية المحتوى من الملح (كلوريد الصوديوم)، وأملاح الصوديوم الأخرى كالأطعمة المعلبة والجاهزة، مثل الشوربة الجاهزة، ومكعّبات المرق، والمكسّرات المملحة، واللحوم المحفوظة بالتمليح والأسماك المملحة، والأجبان المملحة، والوجبات الخفيفة المملحة كالتشيبس، والزيتون، والمخللات، وصلصة الصويا والأطعمة الصينية.
كذلك تسبّب الأطعمة الغنية بالتوابل شعوراً بالعطش، فيجب الابتعاد عنها خصوصاً خلال فترة السحور، وتجنب المشروبات المحتوية على السكر المضاف أو على الكافيين مثل الشاي، والقهوة، والشوكولاتة، والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة لأنها مدرة للبول.
وفي النهاية لا بد من الإشارة إلى أن تناول اللحوم أيضاً يرهق الجسم ويستهلك الطاقة المختزنة فيه، إضافة إلى ترك الكثير من السموم داخل الأمعاء، الأمر الذي يتطلب زيادة حاجة الجسم للماء حتى يتخلص من تلك السموم، وبالتالي يجب التخفيف قدر الإمكان من تناول اللحوم بجميع أنواعها حتى لا نشعر بالعطش الشديد.
صياماً مقبولاً
المفضلات