تأهل المنتخب الإسباني إلى المباراة النهائية من كأس القارات لكرة القدم المقامة في البرازيل إثر فوزه على نظيره الإيطالي بركلات الترجيح 7-6 بعد تعادلهما سلبا في الوقتين الأصلي والإضافي من مباراة نصف النهائي في فورتاليزا .
وكانت البرازيل تأهلت إلى المباراة النهائية بفوزها على الأوروغواي 2-1 .
وتلتقي البرازيل مع إسبانيا بطلة العالم في النهائي غداً الأحد، فيما تلعب إيطاليا مع الأوروغواي على المركز الثالث .
على ملعب بلاسيدو اديرالدو كاستيلو في فورتاليزا أمام أكثر من 62 ألف متفرج، كانت المباراة اعادة لنهائي كأس أوروبا 2012 الذي انتهى بفوز إسباني ساحق 4-صفر، ولم تستطع إيطاليا رد الاعتبار ب “الشجاعة وحدها” على حد تعبير مدربها تشيزاريبرانديلي . والفوز هو العاشر لإسبانيا مقابل 10 هزائم و13 تعادلاً .
واعتمد مدرب إسبانيا فيسنتي ديل بوسكي الذي أقر بأفضلية إيطاليا في الوقت الأصلي وتفوق رجاله في الوقت الإضافي، تشكيلة هجومية بخط رباعي في الدفاع و3 في الوسط و3 في الهجوم هم بدرو رودريغيز ودافيد فيا وفرناندو توريس الذي حل محل روبرتو سولدادو، فيما حل دافيد سيلفا محل فرانسيسك فابريغاس في الوسط .
في المقابل، زج برانديللي مدرب “الأزوري” بتشكيلة دفاعية (3-5-1-1) معتمداً على ألبرتو جيلاردينو وحيداً كرأس حربة محل ماريو بالوتيللي الذي أصيب وعاد الى بلاده .
وسيطر الطليان وتكررت محاولاتهم من الجهة اليمنى وعكس دانييلي دي روسي كرة موزونة تابعها ماجيو برأسه سيطر عليها الحارس إيكر كاسياس (147 مباراة دولية) بخبرته الكبيرة (17)، أتبعها أندريا بيرلو بكرة موزونة من ركلة حرة طار لها دي روسي برأسه مرت بجانب القائم الايمن (19) . ومرر ايمانويلي جاكيريني كرة من الجهة اليسرى الى ماجيو في اليمنى ناولها الأخير برأسه الى كلاوديو ماركيزيو فتابعها برأسه طائراً الى جانب القائم الأيمن (20)، استوعب بعد ذلك الإسبان الفورة الإيطالية والدرس وأمسكوا بمنتصف الملعب دون تشكيل خطورة على مرمى جانلويجي بوفون (132 مباراة دولية) .
ولم تدم السيطرة الإسبانية طويلاً، وعاد التهديد للطليان، ومرر جاكميريني كرة موزونة الى ماجيو المتألق فوق العادة تابعها الأخير برأسه وانقض عليها كاسياس وأبطل مفعولها على دفعتين مفوتاً فرصة افتتاح التسجيل وحامياً عرينه من هدف محقق .
ورد الإسبان بعد دقيقة واحدة بأخطر فرصة له في الشوط الأول بعدما أرسل تشافي هرنانديز كرة الى فرناندو توريس فالتف حول نفسه وهرب من ظله وسدد باتجاه الزاوية اليسرى بعيداً عن بوفون انحرفت قليلا عن القائم .
وفي الشوط الثاتي، أخرج برانديللي المدافع اندريا بازاغلي ليأخذ مكانه في الدفاع دي روسي ويدخل محله ريكاردو مونتاوليفو، فيما أخرج ديل بوسكي لاعب الوسط دافيد سيلفا وأدخل خيسوس نافاس السريع . وتلاعب ماجيو بالدفاع وعكس كرة الى ماركيزيو عند نقطة الجزاء تابعها الأخير بقوة ووضع جيرارد بيكيه جسمها أمامها خرجت الى ركنية .
وأبعد بيكيه كرة برأسه الى ركنية أخرى إثر ركلة حرة نفذها اندريا بيرلو الذي وضع الكرة مرة ثانية على رأس جورجو كيليني وسقطت بعد ذلك على سطح الشبكة من الاعلى، وكسر بدرو مصيدة التسلل وانفرد بالحارس بوفون الذي خرج من عرينه ووقف في وجهه ليسدد الإسباني متسرعاً بعيداً عن المرمى .
وخرج بدرو ودخل خوان ماتا من إسبانيا، وألبرتو الكويلاني بدلاً من ماكيزيو (79) .
واهدر بيكيه فرصة حسم النتيجة بعد تمريرة من توريس الى نافاس الذي عكس الكرة عرضية بالمقاس إلى بيكيه اطلقها بقوة فذهبت عالية، وأنهت صافرة الإنجليزي هاورد ويب الوقت الأصلي بتعادل سلبي .
وحصل نافاس على ركنية ارتدت من بوفون الى نافاس خارج المنطقة أطلقها قوية خادعة سيطر عليها الحارس الإيطالي (91)، ومرر سيباستيان جوفينكو بديل جيلاردينو كرة الى جاكيريني فأصاب الأخير القائم الأيمن (92)، وخرج توريس ونزل خافي مارتينيز . واهدرت إسبانيا من الفرص في دقيقتين أكثر ما سنح لها في الوقت الأصلي عبر بيكيه (اثنتان) وراموس (واحدة) إثر 3 ركنيات متتالية، وأخرى بعد تمريرة من تشافي الى جوردي ألبا غير المراقب الذي أطلقها برعونة (99) .
وفي الشوط الإضافي الثاني، جاءت الفرصة الأولى عن طريق خوان ماتا الذي وضع الكرة على يمين المرمى (109)، وعسكر الطليان في المنطقة الإسبانية لثلاث دقائق دون نتيجة حاسمة، وسدد تشافي كرة مركزة صدها بوفون وأخرجها القائم الأيسر لتعود الى اللاعب نفسه حاول متابعتها أرضية ومرت من أمام خوان ماتا .
وعاد الضغط إسبانياً، وأرسل نافاس عرضية من الجهة اليمنى ابعدت بشق النفس الى ركنية (116) تبعتها فرصة إسبانية جديدة لم تستغل (118) فاحتكم المنتخبان لركلات الترجيح التي ابتسمت للإسبان 7-6 .
وفي التنفيذ سجل لإيطاليا انطونيو كاندريفا واكويلاني ودي روسي وجوفينكو وبيرلو ومونتوليفو واضاع ليوناردو بونوتشي .
وسجل لإسبانيا تشافي وانييستا وبيكيه وراموس وماتا وسيرخيو بوسكيتس ونافاس .
برانديللي ينصح لاعبيه بـ “تيكي - تاكا”
استقطب أسلوب الإسبان استحسان العالم بأجمعه ومن بينهم مدرب إيطاليا تشيزاري برانديللي الذي نصح لاعبيه بالاقتداء بلاعبي “لا فوريا روخا” وبأسلوب “تيكي-تاكا” الذي أسر العالم بفضل جمالية التمريرات الإسبانية ان كان في المنتخب الوطني أو مع فريق برشلونة .
وأضاف برانديللي الذي ترك فعلاً أثره في الأداء الإيطالي منذ ان تسلّم الاشراف على “الأزوري” خلفا لمارتشيلو ليبي بعد خيبة مونديال جنوب إفريقيا ،2010 “كانوا (الإسبان) منتخباً رائعاً في الاعوام الخمسة الاخيرة، أظهروا استمرارية في طريقة لعبهم ونحن نأمل أيضاً أن نحقق الاستمرارية في طريقة لعبنا” .
وواصل مدرب فيورنتينا السابق الذي انتزع الصبغة الدفاعية من المنتخب الإيطالي وحوله الى فريق هجومي ممتع، “ كنا على قدر المسؤولية تمكنا من مجاراتهم . حاولنا أن نبقي الكرة على الأرض وأظهرنا شجاعة وإرادة كبيرتين” .
ورأى برانديللي أن الاداء الذي قدمه لاعبوه أمام إسبانيا سيمنحهم ثقة متجددة بأنفسهم ستساعدهم في التحديات التي تنتظرهم، مضيفاً “هذه المباراة كانت اختباراً رائعاً بالنسبة لنا وهذا امر لا شك فيه، ونحن تجاوزناه بنجاح رغم الخسارة في النهاية .
كاسياس: إيطاليا جعلتنا نبحث عن أسئلة
اعترف الحارس القائد ايكر كاسياس بان المنتخب الإيطالي جعل ابطال العالم يبحثون عن اسئلة، مضيفا “لقد وضعوا خطة عقدت فعلاً الأمور بالنسبة لنا . إيطاليا كانت منظمة جداً مع وجود ظهيرين ينطلقان كثيرا نحو الهجوم ويتوغلان أيضاً في الوسط . أنا مقتنع بأن البرازيل لن تلعب بهذه الطريقة” . وتابع كاسياس الذي تألق في المباراة واختير أفضل لاعب فيها: “العالم بأجمعه أراد أن يرى البرازيل وإسبانيا في النهائي، وفي النهاية الفريقان اللذان بلغا هذه المباراة يستحقان ذلك . في الواقع ستكون هذه المباراة بمثابة رفع الستار عن كأس العالم (العام المقبل) وكل من يحب كرة القدم يوافق على أنها ستكون مباراة رائعة” . .
وفي تحليله للأعوام الخمسة الرائعة التي عاشتها إسبانيا، رأى كاسياس أن سبب هذه النجاحات يعود الى التخطيط التدريبي المميز الذي أنتج مؤخراً الفوز بكأس أوروبا تحت 21 عاماً على حساب إيطاليا بالذات .
لايوجد أعذار في مباراة البرازيل
ديل بوسكي : إسبانيا امتلكت حظ العالم كله
أكد فيسنتي ديل بوسكي المدير الفني لمنتخب إسبانيا أن الماتادور امتلك حظ العالم كله حتى يفوز على إيطاليا، معترفاً أن فريقه كان أكثر تفوقاً على خصمه خلال “الشوطين الإضافيين” من مباراة قبل النهائي .
وعقب انتهاء القمة الأوروبية صرح ديل بوسكي “إيطاليا كانت أفضل في الشوط الأول، بعدها عاد التوازن للقاء في الشوط الثاني، وتفوقنا نحن كثيراً في الوقت الإضافي” .
وعن الفوز بركلات الترجيح، قال المدرب المخضرم “إنها لعبة حظ، امتلكنا حظ العالم كله، إيطاليا لعبت ركلاتها بشكل جيد” .
وفسر ديل بوسكي قراره بالدفع بلاعب الوسط المدافع خافي مارتينيز على حساب المهاجم الوحيد فرناندو توريس مع بداية الشوط الثالث بأن “مارتينيز يجيد اللعب في أكثر من مركز، كما يجيد ألعاب الهواء”، واعتبره “خيار مناسب للغاية خلال الوقت المتبقي” .
وشدد ديل بوسكي على ضرورة ألا يأخذ لاعبوه من عامل التعب عذراً لكي يبرروا أي فشل محتمل أمام البرازيل .
وستستفيد البرازيل من يوم إضافي من الراحة بعد أن لعبت مباراتها أمام غريمتها الأوروغواي (2-1) كما ان لاعبيها معتادون على الاجواء المناخية لبلادهم، لكن ديل بوسكي أكد أنه غير قلق بشأن الافضيلة التي يتمتع بها “سيليساو” على أرضه، مضيفاً “أنا لا أبحث عن أعذار . لا يجب ان نتذرع بذلك . انها مباراة مختلفة . امامنا 72 ساعة (قبل النهائي)، الآخرون (البرازيل) امامهم المزيد من الوقت لكننا نريد ان نقدم عرضاً جيداً” .

منقول من جريدة الخليج