النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حُـكم عِبارة " لا تكن أنت والزمان علي "

  1. 1
    إدارة المنتدى - مسندم نت
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    معدل التقيم
    36
    التعليقات
    21,266
    قصيد غير متواجد حالياً

    افتراضي حُـكم عِبارة " لا تكن أنت والزمان علي "


    حُـكم عِبارة " لا تكن أنت والزمان علي "
    ما رأي فضيلتكم في هذه العبارة : ( لا تكون أنت والزمان علي )
    حيث أن البعض يقولها إذا كان يمر بضغوط نفسية وظروف مالية حرجة ثم ألح عليه شخص
    بمطالبته بحقه والضغط عليه فيقول هذه العبارة ؟
    الجواب :
    الذي يَظهر أن هذا لا يخلو من نسبة التعاسة إلى الدّهر والزمان ، بل ونسبة الفقر والديون إليه ،
    وهذا خطأ من جهتين :
    الأولى : نسبة الأفعال إلى الزمان ، وهذا قد يصِل بصاحبه إلى الشرك ، إذا اعتقد أن الزمان يفعل كذا .
    وهذا كَحَال الذين قالوا : (مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ
    مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ) .
    الثانية : أنه مُتضمّن لِسَبّ الدّهر المنهي عنه ، كما قال تعالى في الحديث القدسي : يَسُبّ بنو آدم الدهر
    ، وأنا الدهر بيدي الليل والنهار . رواه البخاري ومسلم .
    وكما في قوله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : يؤذيني بن آدم يقول : يا خيبة الدهر . فلا يقولن
    أحدكم يا خيبة الدهر ، فإني أنا الدهر ، أقلَّب ليله ونهاره ، فإذا شئت قبضتهما . رواه البخاري ومسلم .
    قال ابن القيم رحمه الله : في هذا ثلاث مفاسد عظيمة :
    إحداها : سَـبّه مَن ليس بأهل أن يُسَبّ ، فإن الدهر خَلْق مُسَخّر مِن خَلْق الله ، مُنْقَاد لأمْرِه ، مُذَلّل
    لتسخيره ؛ فَسَابّـه أولى بالذم والسب منه .
    الثانية : أن سَـبّه مُتَضَمّن للشرك ، فإنه إنما سبه لظنه أنه يَضُرّ وينفع ، وأنه مع ذلك ظالم قد ضَرّ مَن
    لا يستحق الضرر ، وأعطى من لا يستحق العطاء ، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحَرَم مَن لا يستحق
    الحرمان ، وهو عند شاتميه مِن أظلم الظَّلَمة . وأشعار هؤلاء الظلمة الخونة في سَـبّه كثيرة جدا ، وكثير مِن
    الْجُهّال يُصَرّح بِلَعْنِه وتَقْبِيحِه .
    الثالثة : أن السبّ منهم إنما يَقَع على مَن فَعل هذه الأفعال التي لو أتبع الحق فيها أهواءهم لَفَسَدَتِ السماوات والأرض ، وفي حقيقة الأمر فَرَبّ الدهر تعالى هو المعطي المانع ، الخافض الرافع ، الْمُعِزّ الْمُذِلّ ، والدهر ليس
    له من الأمر شيء ؛ فَمَسَبّتهم للدهر مَسَبّة لله عز وجل . اهـ .
    مع ما فيه أيضا من سوء الأدب مع الله ، لأن هذا يُشبه حال الذي قال : أهانن ، كما في قوله تعالى :
    (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فليس كل مَن وُسّع عليه رزقه يكون مُكرَما ، ولا كل من قُدِر عليه
    رزقه يكون مُهانا ، بل قد يوسّع عليه رزقه إملاء واستدراجا ، وقد يقدر عليه رزقه حماية وصيانة له
    ، وضيق الرزق على عبدٍ من أهل الدِّين قد يكون لِمَالَه مِن ذُنوب وخطايا ، كما قال بعض السلف :
    إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه . اهـ .
    وقال الإمام القرطبي في تفسيره : فليس ضيق الرزق هَوانا ، ولا سَعة الرزق فضيلة .
    والله تعالى أعلم .
    المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
    عضو مركز الدعوة والإرشاد


    منقول



    قصيد


  2. 2
    المشرف العام
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    معدل التقيم
    14
    التعليقات
    621
    صعب المنال غير متواجد حالياً

    افتراضي رد: حُـكم عِبارة " لا تكن أنت والزمان علي "

    راق لي ما خطته يداك اختي قصيد

    فميزان حسناتج ان شاء الله


    مودتي لج

  3. 3
    إدارة المنتدى - مسندم نت
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    معدل التقيم
    36
    التعليقات
    21,266
    قصيد غير متواجد حالياً

    افتراضي رد: حُـكم عِبارة " لا تكن أنت والزمان علي "

    تسلم أخوي صعب المنال على المداخلة الطيبة

    أسعدني تواصلك



    قصيد


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •