انها النسخة الأولى لأكبر أطلس في العالم، "إيرث بلاتينم" وصل بهذا الحجم الضخم، إلى المركز الوطني للوثائق والبحوث في أبوظبي، من بين 31 نسخة فقط، طبعتها دار النشر الأسترالية ميلينيوم هاوس". هذا ما أشار إليه الدكتور عبدالله الريس مدير عام المركز الوطني للوثائق والبحوث خلال مؤتمر صحافي عقده صباح أمس في مقر المركز، للكشف عن أكبر أطلس في العالم، بحضور موين أنور مدير التجارة و الاستثمار بمكتب حكومة أبوظبي، وجوردون تشيز ممثل دار "ميلينيوم هاوس".
مرجع جغرافي
وأوضح الريس أن هذه النسخة ستكون متاحة لجميع الباحثين في الإمارات وغيرها من دول العالم، وسيخصص لها المركز مكانا مناسبا. وأضاف: يشكل اقتناء هذه النسخة منعطفا تاريخيا في عمر المركز، تعكس رؤية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة المركز. الذي يوجه دائما باقتناء النوادر من الكتب، وهو ما يجعلنا نزود المركز بالمجموعات والكنوز الوثائقية التي تعود بالفائدة على الجميع وكان آخرها اقتناء العديد من الكتب النادرة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
مرجع نادر
وأشار الريس: يعتبر الأطلس كتابا نادرا ومرجعا أساسيا، وجزءا من أهم المجموعات المكتبية، وسوف يستهوي هواة الكتب والباحثين، ولا سيما المتخصصين في علم الجغرافيا، فالجغرافيا هي التاريخ الساكن. مؤكدا: من أولى من المركز بهذا التاريخ الذي رصده كبار رسامي الخرائط في العالم، وأكثر العدسات مهارة لتوثقه في هذا الإنجاز العظيم الذي سوف يقدم فائدة كبيرة في مجال علوم الطبوغرافيا.
فن الخرائط
وقال جوردون تشيز: قد يحتاج الأمر إلى 350 عاما قبل أن يصبح ممكنا إنتاج أطلس بحجم وعظمة "إيرث بلاتينم"، ومن المحتمل ألا يحدث ذلك أبدا، فرسامو الخرائط، شأن صانعي الساعات وغيرهم من أصحاب الحرف التقليدية، باتوا عملة نادرة، وأوضح أن فنه لا يقتصر على تمثيل ما تتيحه التقنيات وفن رسم الخرائط، بل هو نافذة كبرى على العالم الذي نعيشه اليوم سياسيا وجغرافيا.
واستعرض تشيز بعضا من صفحات الأطلس العملاق، قائلا عن الصفحة 2 و3 بأنها تظهر نصف الكرة الغربي، كما كان في الماضي، باستخدام النموذج الرقمي الأرضي، ويمكن مشاهدته كما لو كان الشخص على متن سفينة فضاء. وأضاف: في الصفحتين 18 و19 خريطة للعالم الطبيعي وفيه استخدمنا جهاز عرض "ميلر" الأسطواني الذي هو نسخة معدلة، من جهاز "مركاتور" وأجهزة أخرى تظهر إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
ألف صورة
كما استعرض تشيز صفحات أخرى جمع فيها ألف صورة لإنتاج صورة واحدة، بدون برامج حاسوب، أو صور مأخوذة من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أو صفحات تبرز مزيج الألوان اللافتة، التي وصل إليها فريق من المصممين الرسامين. وأعلام الدول التي تظهر أن هناك 195 دولة بعد تأسيس دولة جنوب السودان، وتفاصيل جغرافية أخرى لها علاقة بالنفط ومصايد السمك في العالم، وأشهر العلامات الجغرافية البارزة في العالم مثل صخرة آيرز وجبال الهمالايا، وغيرهما.
كما رتبت المدن بسبع فئات بدءا من التي يقل عدد سكانها عن 10 آلاف نسمة، وحتى التي تضم 5 ملايين نسمة. وأخيرا تحدث موين أنور نيابة عن سفير أستراليا لدى الدولة بابلو كانج، قائلا: إن الأطلس يحتوي في صفحاته على صور عالية الدقة وفريدة لها مغزاها في العالم، وخرائط دقيقة مقسمة حسب الموضوعات.
معطيات
يبلغ طول الأطلس 2.75 متر، وعرضه، 1.8 متر، ويصل وزنه إلى 150 كيلو غراما، وصمم غلافه وأعد يدويا، بينما وصل عدد صفحاته إلى 128 صفحة 61 صفحة للخرائط، وأكثر من 27 صورة كبيرة، عمل عليه أكثر من عامين ونصف، وبلغ عدد العاملين فيه أكثر من 120 شخصا، أما سعر النسخة الواحدة فيصل إلى 100 ألف دولار أميركي.
المفضلات