بسم الله الرحمن الرحيم
النكبة النسائية
لا يخفى على مَن له إلمام ولو بشئ يسير من تاريخ النظم
السياسية في القرن الماضي أن النظام الاشتراكي النازي في ألمانيا , وكذلك النظام
الاشتراكي الفاشستي في إيطاليا , كانا من أعتى النظم الديكتاتورية الاستبدادية في
العالم , ويكفي أن رأس النظام الأول الطاغية ( هتلر ) ورأس النظام الثاني أخوه (
موسوليني ) ويكفي ذكر هذين الاسمين في إثارة كل معاني البطش والعنف والاستبداد
والدموية التي قلَّ نظيرها في البشر .
هذه هي الصورة القاتمة لهذه النظم
الشمولية الدموية , لكن ثَمَّةَ نقطة ًبيضاءَ تلوح في صفحات هذه النظم قد لا يعرفها
الكثيرون , وهذه النقطة البيضاء ليس لها وجود اليوم في العالم الغربي – فيما أعلم –
بل ربما لا تراها أيضاً حتى في بعض الدول الإسلامية - مع الأسف - .
وقد أشار إلي
هذه النكتة البيضاء الأستاذ المؤرخ / محمد عبدالله عنان أثناء حديثه عن حركة
النازيين في ألمانيا فقال :
وقد بذلت الحكومة الوطنية الاشتراكية ( النازية )
جهودا لا بأس بها لمكافحة العَطَلَة ( البطالة ) وإنعاش الزراعة والتجارة , وحذت
حذو الفاشستية ( في إيطاليا ) في العناية بأخلاق النشء ومطاردة ألوان الفساد
الاجتماعي الجنسي , وتعزير الميول الرياضية والأخلاق المحافظة , وفي الحد من حرية المرأة وتدخلها في الشئون العامة , وتوجيهها إلى
المنزل والأسرة , وتلك من عناصر قوتها وتقدمها . اهـ ( مجلة الرسالة 2/91
)
ودونك أيها القارئ بعض الأوامر والتعليمات التي أصدرها الزعيم موسوليني -
في هذا الصدد - فيما يجب على من يرتاد الشواطئ الإيطالية أن يحترمها ويسير بموجبها
:
1-يحرم على النساء أن يغتسلن في البحر في نفس المكان الذي يغتسل فيه الرجال .
2-يحرم على كل من يغتسل في البحر ، رجلاً كان أو امرأة أن يرتدي ثوبًا يترك
جسمه عاريًا أكثر مما يجب ، فلباس الحمام ينبغي أن يغطي الجسم كله ما عدا اليدين
والقدمين .
3- يحرم على من يغتسل في البحر ، رجلاً كان أو امرأة ، أن يضع عليه
لباسًا لاصقًا بالجسم .
4- يستولي البوليس على كل لباس لا يكون جامعًا لهذه
الشروط ويساق صاحبه إلى نقطة البوليس لكتابة محضر مخالفة .
5- يحرم قطعيًّا على
كل من يغتسل في البحر أن يرقص وهو بلباس الحمام .
نقل هذه التعليمات
الموسولينية الشيخُ محمد رشيد رضا في مجلة المنار (29/779 ) وكتب التعليق التالي
:
من العجيب أن تنشر جرائدنا العربية في مصر وغيرها مثل هذه الأخبار الحسنة عن
أعظم رجال أوربة ، ثم ترى أكثرها تدعو إلى إطلاق العنان للنساء في الخلاعة والتهتك
، وتسمي هذا - وما هو شر منه - النهضة النسائية ، وتثني على الحكومة التركية
الجديدة في إباحتها الكفر والإلحاد والسكر والزنا والقمار وتسميه إصلاحًا وتجديدًا
، وما هو بجديد ، بل هو الذي أهلك الشعوب القديمة كلها . اهـ
قلت : وهذه
النكبة النسائية التي يسمونها نهضة (!) , هي التي تُحاك خيوطُها اليوم للنساء في
بلاد الحرمين الشريفين , على أيدي رجال ونساء من أبناء وبنات هذا البلد الذي شرَّفه
الله بأقدس بقعة على وجه الأرض، يريدون تدنيسها بالفساد الخُلُقي والاجتماعي ,
والله من ورائهم محيط .
كتبه/ عبدالحميد بن خليوي الجهني
الخميس 24
المحرم 1432هـ
ينبع
http://www.al-afak.com/showthread.php?t=4346
المفضلات