النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تعرَّف على أوضاع إخوانك في إرتريا(2)

  1. 1
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    معدل التقيم
    15
    التعليقات
    154
    أبوحمزة غير متواجد حالياً

    22 تعرَّف على أوضاع إخوانك في إرتريا(2)

    ولنبدأ القصة من أولها إن شاء الله.

    أولًا: إسلام إرتريا
    :

    دخل الإسلام إرتريا مع شعاعه الأول, حين هاجر إليها المسلمون فارِّين بدينهم نازلين على نصيحة نبيهم "صلى الله عليه وسلم" أنَّ بها ملكًا لا يُظْلَم عنده أحد.
    وانتشر الإسلام على أيدي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الفطرة السائدة في المكان, وتوالت هجرات المسلمين، ورحلات التجار إلى موانئ إرتريا على شاطئ البحر الأحمر في مواجهة الجزيرة العربية التي عمَّها الإسلام، وظلَّ الشعب مستمسكًا بإسلامه رغم ما تعرَّض إليه من غزوٍ دحر أكثره.
    ثانيًا: إرتريا في وجه الغزو
    - خضعت إرتريا لسلطان الخلافة الإسلامية العثمانية التي انتقلت بعد ذلك إلى خديوي مصر سنة 1866 "على سبيل الحكم المحلي المعروف في هذا العصر" بموجب الاتفاقية التي وقَّعها الخديوي مع السلطان العثماني في 3/ 5/ 1865, وكثر طمع الأوربيين فيها, وبدأ التخطيط لاحتلال إرتريا.
    - وبدأ الاحتلال الإيطالي بمسرحية طريفة, اشترى فيها المبشِّر الإيطالي الدكتور جزيبي سابيتو قطعة أرض من السلطان إبراهيم بن أحمد, سلطان عصب، باسم الشركة روبا تينو للملاحة, وذلك لتحتمي فيها السفن وتتزوَّد بالفحم في رحلتها إلى الهند، كان ذلك في عام 1869, وعلى مدى أربع وثلاثين عامًا تَمَّ الاحتلال للأراضي الإرترية "1869-1903", وأعلن في حينه "تصريحاتنا وتتاكيداتنا بصدد الطابع الوقتي لاحتلالنا, وكذلك احترام العلم وسيادة السلطات, وقد كانت واضحة. إن هدفنا ليس سوى الإسهام في الحفاظ على الأمن في هذه الأماكن".
    ووضح التواطؤ بين الاستعمار الإيطالي والاستعمار البريطاني الجاثم على صدر مصر فيما كتبه وزير الخارجية الإيطالي ماتتشيني إلى وزير الحربية ريكوتي:
    "بإمكان القائد الأعلى لقواتنا العسكرية في مصوع الاستفادة من خدمات "السيد نشير مسايد" الحاكم المصري في مصوع, وهو ضابط برتبة مقدِّم في الجيش الإنجليزي, سيحتجّ المذكور في البداية على احتلالنا لمصوع, إلّا أن لديه التعليمات من حكومته باستقبالنا هناك, وتقديم المعونة التي تلزمه.
    وانتهى الأمر بتشكيل "مستعمرة إرتريا الإيطالية بالمعاهدة الإنجليزية-الإيطالية-الأثيوبية, وفي ظل الاحتلال مُورست إجراءات القمع الشديد ضد الشعب الإرتري؛ فنصبت المشانق، وارتبكت المجازر، وأعدَّ سجن تخرة في دهلك؛ لاستقبال المطالبين بالحرية والاستقلال.
    - وعلى أثر تمكين قوات الحلفاء من إنزال هزيمة نهائية بالقوات الإيطالية في شرق أفريقيا عام 1941, قامت إدارة عسكرية على إرتريا من قِبَل الاحتلال البريطاني, ثم بدأ التسلل الأثيوبي إلى إرتريا, على النحو الذي نفرد له الكلمات التالية:
    ثالثًا: الغزو الأثيوبي لإرتريا
    كان ذلك في البداية من خلال جمعية حب الوطن, التي تأسست عام 1938 تضم المسلمين والنصارى "بعدد متساوٍ", وأدت دورًا وطنيًّا في ظل الاستعمار البريطاني, إلى أن تمكَّنت أثيوبيا من احتوائها والإحاطة بها, والانحراف بها عن أهدافها، فأصبح شعار الجمعية منذ 1943 "أثيوبيا أو الموت".
    وتأسَّس حزب الوحدة الإرترية الأثيوبية في 5/ 5/ 1941, واتخذ شكلًا منظَّمًا في إبريل 1946, بعد أن اندمجت معه جمعية حب الوطن إثر انحرافها عن مبادئها الأولى.
    وفي نفس العام 1946 أسَّس المسلمون والنصارى حزبين: حزب الرابطة الإسلامية، وحزب الأحرار والتقدّم، ثم اندمجا تحت اسم "وحدة إرتريا للإرتريين", ثم انضمَّت إليه أحزاب أخرى, وتكوَّنت "الكتلة الاستقلالية" لتنادي باستقلال إرتريا التامّ مع احتفاظ كل حزب بكيانه المستقل.
    ثم تأسَّست أحزاب أخرى موالية لإيطاليا "رابطة المحاربين القدماءالإرترية، الرابطة الإيطالية الإرترية", ثم حدث انشقاق داخل الرابطة الإسلامية تشترط الوصاية البريطانية بعد فترة أو بعد عشر سنوات.
    وفي 2/ 12/ 1950 تَمَّت مصادقة الجمعية العامَّة على مشروع قرار بإنشاء اتحاد فيدرالي أثيوبيا وإرتريا نصَّ على:
    1- تتمتع الحكومة الإرترية بسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية في ميدان الشئون الداخلية.
    2- اعتبار إرتريا وحدة تتمتع بحكم ذاتي في اتحاد فيدرالي مع أثيوبيا تحت التاج الأثيوبي.
    3- حصر اختصاصات الحكومة الفيدرالية بشئون الدفاع والخارجية والعملة والمالية والتجارة والمواصلات الخارجيتين وبين البلدين.
    وفي مارس سنة 1952 تَمَّ انتخاب أول برلمان "68 عضوًا", وانتخب البرلمان حكومته في أغسطس 1952, وأزيل العلم البريطاني في 15/ 9/ 1952 ليرتفع علم أثيوبيا.
    ومارست أثيوبيا إغراءها وتهديدها لأعضاء البرلمان الأثيوبي، وفي ظلّ تعاون من رئيس الحكومة الإرترية ورئيس البرلمان الجديد, بدأ تنفيذ المخطَّط الجديد الرامي إلى ضم إرتريا إلى أثيوبيا، وتَمَّ إجراء انتخابات جديدة؛ لتعلن الجمعية الوطنية المزيفة في 14/ 11/ 1962 دمج إرتريا في أثيوبيا.

    رابعًا: إعلان الجهاد ضد أثيوبيا

    في عام 1958 نشأت حركة تحرير إرتريا لتنظيم الشعب وتوعيته لنيل الاستقلال التام، وفي عام 1960 تكوَّنت جبهة التحرير الإرترية من أعضاء الأوساط المثقَّفة وخاصَّة من الطلبة.
    - وفي الفاتح من سبتمبر سنة 1961 أعلنت الجبهة ثورتها المسلحة, ولم تكن تملك غير بندقية إنجليزية واحدة عيار "303", وخمس بنادق إيطالية ماركة قديمة, ومجموعة من السلاح الأبيض، لكنها لم تلبت أن جذبت إلى الساحة شباب إرتريا, وطوَّرت سلاحها, وراحت تنتزع تراب إرتريا من أيدي المستعمرين الأثيوبيين.
    - وكانت أهم أهداف الجبهة طبقًا لميثاقها الأول:
    1- استقلال إرتريا استقلالًا كاملًا.
    2- وضع سياسة اقتصادية سليمة.
    3- وضع سياسة تعليمية تتفق والتراث القومي.
    4- الداخل والخارج.
    وابتداء من السبعينات بدأ الشقاق ثم الانشقاق داخل الجبهة.
    وفي عام 1965 حدثت أول خيانة للثورة الإرترية؛ إذ أعلن قائد المنطقة الخامسة "في محافظة حماس" المدعو ولداي -وهو نصراني- أعلن الانضمام إلى حكومة هيلاسلاسي مسلِّمًا نفسه ومن معه من القيادة إلى حكومة هيلاسلاسي, وكان ينوي تقديم جميع الأسلحة لولا أن تنبَّه نائب القائد المسلم.

    خامسًا: جهاد إرتريا يتهدده الفناء

    بعد ثماني عشرة سنة من الكفاح المسلَّح ضد أثيوبيا, ومنذ بضع سنين دبَّ الخلاف والشقاق بين أبناء إرتريا, حتى لقد انشقَّت الجبهة الواحدة إلى ثلاث جبهات رئيسية دبَّ بينها الشقاق, وجرت فيما بينها التصفية التي لجأت إلى العنف
    والاعتقال والتعذيب, ووقفت أثيوبيا تترقَّب الثورة الناشئة أن تهلك نفسها بنفسها, وتخرِّب بيتها بأيديها.
    وتحوَّلت قوات الحبشة من الدفاع إلى الهجوم لاسترداد الأراضي التي كسبتها الثورة الإرترية, يساندها في ذلك قوات الاستعمار الجديد من كوبا وروسيا المساندة للحكم الشيوعي القائم في أديس أبابا.
    وبدأت مع هذا محاولات الالتفاف السياسية لتصفية الثورة الإرترية, وللانتكاس بها إلى ما قبل سبعة عشر عامًا أو يزيد. بدأت القوى الدولية وفي مقدمتها الاتحاد السوفيتي تطرح فكرة الحل السلمي للمشكلة, وتجاوبت مع الاتحاد السوفيتي بعض البلاد العربية التي رأت في ذلك التجاوب مصلحة سياسية لها, وبدأت الضغط على الجبهات المتنافرة لقبول الحل السلمي.
    والحلّ السلمي يقترح إقامة اتحاد "كونفدرالي" بين الحبشة وإرتريا واليمن الجنوبي والصومال, وبذا تضمن الكتلة الحمراء قيام حزام آخر محيط بمدخل البحر الأحمر.

    فإذا كان لنا من تقويم للثورة الإرترية فإننا نقول بعون الله:
    1- إنها بدأت خاطئة. شأن غيرها من الثورات التي كُتِبَ لها الفشل في المنطقة الإسلامية؛ إذ تصوَّرت أن البداية الوطنية خير بداية، فكانت أوَّل خيانة من هذه البداية الوطنية من جمعية حب الوطن إرتريا إلى حب إثيوبيا لترفع شعاره: إثيوبيا أو الموت, واستمرَّ الخطأ بعد ذلك حين قبلت الرابطة الإسلامية الانضواء مع الحزب النصراني تحت لواء واحد، ثم حين راحت تنقسم على نفسها إلى قسمين آخرين يطالبان بالوصاية البريطانية على إرتريا.
    2- إنها بدأت خاطئة, وانتهت نهاية أشد خطأً, حين راحت تنقسم على نفسها إلى جبهات ثلاث يحارب بعضها بعضًا أكثر مما يحاربون الأعداء, ويهدد بعضهم بعضًا بالفناء والإفناء, وهي النذر التي أشار إليها رب العالمين حين حدَّثنا عن عوامل النصر في مواجهة أي فئة:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 45 وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 44, 45] .
    فجعل ربنا أحد عوامل النصر الخمسة ألّا تتنازع، وجعل عاقبة التنازع المباشر الفشل، وذهاب الريح وضياع القوة والسطان.
    3- لا مخرج للثورة الإرترية من الفشل والضياع المحقَّقَيْن إلّا أن تصحِّح مسيرتها, وتفصح عن هويتها، وترجع إلى إسلامها، فتضيف إلى قوة النجاح قوة هائلة يرهبها الأعداء.
    وإلّا فحتَّى إذا نجحت ثورة إرتريا في طرد أثيوبيا, وهو أمر مستبعد بعد التنازع الحالي, فلسوف يكون فيها ما كان في ثورات أخرى انحرفت عن طريق الإسلام, سوف يصير من أبناء البلد نفسه من يسلك سلوك أثيوبيا, ويحقق نفس أهدافها بغير خسارة لأثيوبيا, وبكل الخسارة لإرتريا, وفي التاريخ المعاصر شواهد كثيرة.
    قال بعض العلماء:"إلزم السكوت فإن فيه السلامة، وتجنب الكلام الفارغ فإن عاقبته الندامة"

  2. 2
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,276
    الحب خالد غير متواجد حالياً

    افتراضي

    جزاك الله خيراً ونفع الله بك

    قال الإمام الأوزاعي - رحمه الله تعالى- :
    "اصبر نفسك على السنة ؛ و قف حيث وقف القوم ؛ و قل بما قالوا ؛ و كف عما كفوا ؛ و اسلك سبيل سلفك الصالح ؛ فإنه يسعك ما وسعهم "
    قال ابن عمر - رضي الله عنهما - :" كل بدعة ضلالة ؛ و إن رآها الناس حسنة"


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •