مما ابتليت به هذه الأمة البعد عن دين الله جلَّ وعلا
ومن ثمار بعدنا عن ديننا هو عدم محبتنا الحقيقية لإخواننا في الله وعدم السؤال عن أحوالهم إذ لو كنا نحبهم كما ندعي ونزعم لبذلنا لهم أقل شيىء وهو الدعاء لهم والسؤال عن أحوالهم لكن إلى الله المشتكى.
والغرض من طرح الموضوع هو التعرف على أحوال المسلمين في تلك الأمكنة وأرجو من القراء التمعن والتأمل وأن يتخيل القارىء أنه مكان هؤلاء فما هو صانع والذي سيبذله...
هذه المرة الحديث عن جزء عزيز من أراضي الإسلام في أفريقيا، القارَّة الإسلامية السوداء, التي تتعرض لغزو رهيب يستهدف استئصال الإسلام فيها, ابتداءً من حرب العقيدة والفكرة, وانتهاء إلى حرب السفك والإبادة.
وتدليلًا على ذلك نقول:
إن المبشرين قد انتهزوا فرصة ما تتعرَّض له أفريقيا من جفاف في غربها, بعد أن توقَّفت الأمطار عن النزول خمس سنوات متتاليات، ومن تسلُّط الجراد على شرقها, مع زحف كثبان الرمال تغطي الأراضي المستصلحة للزراعة. انتهزوا هذا وذاك ليقدموا المساعدات والأطعمة المقرونة بالدعوة إلى اعتناق النصرانية؛ لأنها دين إغاثة الملهوف وإطعام الجائع، وتجاوزوا ذلك إلى إقامة المستشفيات والمدارس وغير ذلك من الوسائل المستخدمة للدعوة إلى اعتناق النصرانية, وذلك كله في الوقت الذي تقاعست فيه الحكومات الإسلامية, وتخبَّطت فيه المنظمات الإسلامية, وتفرقت بسياسات مرتجلة؛ لتقدِّم للجائعين المصاحف والنشرات,فلا تجد إلا نظرات التعجُّب والسخرية والانصراف.
وذلك بالإضافة إلى الغزو الصهيوني الرهيب الذي تتعرَّض له أفريقيا, وقد تَمَّ ذلك بوسائل ثلاثة:
1- الإكثار من دعوة القادة الأفريقيين.
2- عرض خدماتها في المشاريع المختلفة.
- الإكثار من دعوة المبعوثين من أهل البلاد الأفريقية:
وتدليلًا على ذلك نقول:
إن مذابح المسلمين في تشاد على أيدي الحكومة النصرانية الحاكمة، ومذابح المسلمين قبلها في "تنجانيقا" لتكرهها زائير النصرانية على الوحدة، ومذابح المسلمين في الحبشة، وهجمتهم الأثيمة على إرتريا "وفيها أكثرية مسلمة", كل ذلك وغيره دليل على حرب السفك والإبادة التي لم يعدل عنها بعد أعداء الإسلام في أفريقيا, ظنًّا منهم أن العالم لا يسمع بما جرى في أفريقيا، ولئن سمع لا يتحرك, فإنها بلاد الملوَّنين غير المتحضِّرين.
- واختيار الحديث عن إرتريا راجع إلى أكثر من سبب:
إنه بلد تتمثّل فيه حرب السفك والإبادة للمسلمين هناك.
إنه رغم ذلك يجاهد.. يجاهد دولة متعصبة دينيًّا، كثيفة سكانية، مستندة إلى الصليبية والصهيونية والشيوعية دوليًّا.
إنها كذلك صورة لتدخل التيارات العالمية لتفسد عليها جهادها، ولتجهض ضربة أبناء إرتريا لجيش الحبشة الصليبية المستعمر.
وأخيرًا فإن إرتريا بموقعها الاستراتيجي على امتداد ألف كليو متر على شاطئ البحر الأحمر، وعلى مسافة عشرة أميال من الجزيرة العربية، ثم بما تحوي من ثروات في باطنها, تمثل أهمية للمسلمين وخطرًا على أعداء الإسلام.
المفضلات