امتثلت للأوامر
حضرت الى مكتب الضابط المناوب
قال لي : بأن أحد افراد الاسره المالكة طلبك بالاسم
فقلت في نفسي : ماذا حصل ايضا .. في بداية دوامي مع احد افراد الاسره ( طويلة العمر ) وألحين ما أعرف من بعد ...
فذهبت معهم وأنا في قرارة نفسي ألوم حالي
حاولت ان استفسر عن الموضوع من السائق
الا انه أبى ان يبوح بأي شيء
وصلنا الى مزرعة كبيره وكانت غاية في الجمال
يتوسطها قصر كبير وأمامه حوض سباحة
وكان العشب يلتف حول كل بقعه من المزرعة
كانت الخيول منظرها جميل وهي تركض حول القصر
والعصافير بشتى أنواعها
كتمت بهجتي بالمنظر في داخلي
توقفت السياره أمام باب القصر
فتحوا لي الباب
نزلت وقام بإستقبالي شخص بمقتبل العمر
وهم ينادونه ( ولي العهد )
كانت له هيبته في القصر
سلم علي ورددت عليه السلام
فقال لي تفضل ولا تخف
فقلت له ( ياطويل العمر ) ما لحضوري هنا
فقال لي ستعرف عما قريب
جعلني في غياهب الفكر لا أعرف ما الذي يجري
دخلت الى ذلك القصر الذي كان من الرخام من الداخل
والتصاميم التي وضعت فيه
لم أتمالك نفسي من النظر الى كل جزئية فيه
وانا امشي مع ( طويل العمر ) الى ان وصلنا الى المجلس
جلست وانا اتأمل كل شي
وقدموا لي القهوة العربية الاصيلة
قام هو بالسؤال عن أحوالي بعد ان شربت القهوة
فقلت له بأحسن حال
قال لي : الذي فعلته مع طويلة العمر اثر فينا
وبهذا لابد أن نكرمك
اجبته : اني لم اعمل الا ما وجب علي
وما كان مني الا كل خير
ولم ألقى الا كل خير
فسألته عن نفسه .. في تلك اللحظه جاءه هاتف
وأستأذنني بأن يرد على الهاتف
فذهب الى خارج المجلس
وبتلك اللحظه وقفت وانا أتأمل في المجلس
والى التحف الموجودة به
وإذ بصوت من خلفي
السلام عليكم
ألتفت وإذا بتلك المرأة الجميلة الحسناء
التي لم يظهر الا جمال عينيها
لا أدري ماذا أجيب فقلت : بخير
تلعثمت لحظتها
فضحكت ولكنها أخفت ابتسامتها خلف نقابها
فقالت لي : استريح
فجلست ... وأنا لا ادري من هي ؟
كان الاستحاء واضحا في عينيها
لم ترى ربكتي وتلعثمي وخجلي
فقالت لي : كيفك وكيف عملك ؟؟
فقلت لها : الحمد لله كل شي بأحسن حال
كانت نظراتها لي وكلامها تؤثران على ردودي
حيث ان عينيها جميلاتان وطريقة كلامها رقيق جدا
فقلت لها ومن أنتي؟؟
فكشفت عن وجهها وانصدمت برؤيتها
كانت ( طويلة العمر)
ولكن .. يالروعتها .. سبحانه الخالق
قلت لها أعذريني لم أعرفك
فقالت : لا تتأسف
فتداركت الحديث وقالت انا آسفة عن الذي حصل لك
فقد كنت لا أعلم ماذا أفعل لحظتها
أجبتها : يا ( طويلة العمر ) لا يوجد ما تتأسفين عليه
الحمد لله انك في أتم الصحة
بانت على عينيها لحظة صمت وبها عبرة
تغير صوتها حين قالت : الحمد لله
لم استطع ان اسألها
الى ان قالت : المهم اليوم راح تتغدى معنا
لم أستطع ان اتجنب طلبها
فقلت لها ان شاء الله
استأذنتني بالخروج وانها سوف تقابلني بعدها
قلت لها على الرحب والسعه
فذهبت وأنا في جيرة من أمري
هي التي كانت بالمستشفى
جلست مع تفكير عميق بها
الى ان دخل علي أبوها ووالدتها
وكانت والدتها تشكر فيني وعينيها غارقتان بالدموع
وانا اصبرها وابلغها ان الدموع ليس لها داعي
وان الفرحة اكبر بسلامة (طويلة العمر)
جلسا معي وهم يتحدثون
احسست انني بين أهلي
لم تكن المقامات بيننا
بطيبتهم وكرمهم واسلوبهم الراقي
للقصة بقية...