بلاك بيري الجديد 9900و9930
كشفت شركة “ريسيرتش إن موشن” الكندية المصنعة لأجهزة البلاك بيري النقاب عن هاتفيها الذكيين الجديدين بلاكبيري بولد 9900 و9930” أمس، مع تحديث جديد لنظام تشغيل الهواتف المتحركة التابع لها “بلاك بيري أو إس”. وعلق المراقبون على هذا الحدث بإيجابية، معتبرين الشركة الكندية وُفقت في اختيار توقيت الإطلاق. لكن السؤال المطروح تزامناً مع هذا الإطلاق هو هل سيُساعد الابتكاران الجديدان الشركة الكندية على استعادة ألقها ووهجها السابق ويغفر لها سقطة “البلاي بوك” التي ما زالت لم تتعاف منها؟
في الأشهر القليلة الماضية، توارت شركة “ريسيرتش إن موشن” قليلاً عن الأنظار لصالح الأجيال الجديدة من أجهزة الهواتف المتحركة مثل أجهزة “أندرويد” و”آي فون” التي نجحت في خطف الأضواء منها. ولذلك فإن إطلاق ابتكارين جديدين من الهواتف الذكية هو خطوة ذكية قد تساعدها على استرجاع ألقها السابق واستقطاب الاهتمام الإعلامي من جديد.
رسوميات سيالة
ما تزال التفاصيل المحيطة بهذين الجهازين غير معلومة للجميع، إذ ما زال الجمهور إلى الآن ينتظر تلقي معلومات جديدة عن مواصفات هذين الجهازين اللذين لا يعلم عنهما إلا كونهما أرفع هاتفي بلاك بيري تنتجهما “ريسيرتش إن موشن” إلى الآن وأقلهما سماكةً. وتُركز الشركة على الترويج للمعالج الذي يستخدمه هذان الجهازان بتردد 1,2 جيجاهرتز وشاشة لمس من نوع “الرسوميات السيالة” وتكنولوجيا “الاتصال المجالي القريب/nfc” التي تتيح للمستخدم الاستمتاع بالعديد من التجارب الغنية والمثيرة. ومن المقرر أن يُعرض البلاك بيري بولد 9900 و9930 في الأسواق العالمية صيف العام الحالي، ولم يُعلن بعد عن السعر الذي سيُباع به.
آراء الخبراء
يقول خبير الإلكترونيات ساشا سيجان من مجلة “بي سي ماجازين” الإلكترونية تعليقاً على المولودين الجديدين للبلاك بيري “إن هذين الهاتفين هما تحديث وتطوير بسيطين يجمعان بين مواصفات “البلاك بيري بولد” و”البلاك بيري 6”. فبعد قضائي مدة 20 دقيقةً في استخدام كل واحد منهما، لم ألحظ أي جديد جوهري يُذكر أتيا به”. ويضيف “أعتقد أن الأمر أبسط من الدعاية التي قد يسوق بها. فجهاز “البلاك بيري 7 أو إس” كان مخيباً للآمال، ولم أجد فيه ما يكفي من الوظائف والخيارات لجعله يحظى بتسميته الجديدة “بلاك بيري 7”، فهو يشبه إلى حد كبير جهاز “البلاك بيري 6.1”. ويستطرد سيجان بالقول “إذا كانت شركة “ريسيرتش إن موشن” ما زالت تتصدر قائمة الشركات المصنعة للهواتف الذكية في السوق، فإن جهاز “بولد” الجديد كان ليكون امتداداً لها ومدعاةً للفخر لعلامتها التجارية الناجحة. فتطوير كل صغيرة أو كبيرة تُحسب لها في هكذا حال، فالذي يعلق في الذهن في نهاية المطاف هو أنه مهما يكن ضيق هامش التحديثات والتطويرات، فإن هاتفاً ذكياً جديداً هو في الغالب أفضل من سابقيه، وهذا ينطبق إلى حد ما على “بولد 9900” وبولد 9930”، فكل جهاز منهما يبدو جميلاً ويعمل بسلاسة ومرونة متناهية، وهو ما ينبئ بأنه سيلج عالم الخوادم بسهولة ويسر. لكن لابُد من التذكير أيضاً بأن هذا لا يفي بمتطلبات عالم اليوم الذي يشهد تغيرات متسارعة ويتطلع المستهلكون فيه دوماً للأفضل والإضافات الجوهرية الحقيقية. والواقع أنه لم يمض الكثير من الوقت عن إطلاق البلاك بيري بلاي بوك، وما زال المراقبون والمحللون التكنولوجيون يعبرون إلى الآن عن سخطهم وتذمرهم من البلاي بوك، وما يزال المدونون يوجهون سهاماً لاذعةً للشركة المصنعة للبلاك بيري عبر مدوناتهم ورسائلهم المتهكمة في المنتديات الاجتماعية، مع بعض الاستثناءات القليلة التي ذهبت في اتجاه معاكس لهذا التيار.
بين التفاؤل والتشاؤم
كان من الممكن لشركة “ريسيرتش إن موشن” أن تستجمع أمرها وتستعيد ثقلها وتنزل بقوة في السوق بهاتف “ذكي” حقاً وجديد بالفعل ومن النوع الذي يستحق وسمه بـ”آخر صرعات البلاك بيري” الناجحة، وليس بهواتف توصف بـ”الذكية والجديدة” ويُطلق عليها تسميات مبتكرة لا تعكس في الواقع محتواها، بل تكون نُسخاً تحاكي سابقاتها، مع روتوشات بسيطة جداً. ولذلك فإن البوادر الأولى تشير إلى أن البلاك بيري 9900 لا يجُب للبلاك بيري سقطتها السابقة مع البلاي بوك، بل قد يرتد بمفعول عكسي يؤدي إلى تراجعها لصالح الشركات المنافسة الأخرى. لكن ربما تكون تقديراتنا غير دقيقة، وربما يُستحسن بنا أن نتريث ونتروى ولا نتسرع في الحكم، فقد نكون غير مطلعين على كل خبايا البلاك بيري بولد 9900 و9930. فدعنا نترقب ما ستحمله لنا الأيام القادمة وكلنا أمل في أن تفاجئنا الشركة الكندية بما يثلج صدور محبي البلاك بيري ويرد منتقدي مبتكراتها الجديدة إلى نحورهم.
