لا تريد أن تحب برشلونة.. عليك باليوغا!
لست برشلوني الهوى، ولست من عشاق الريال أيضاً.. لابد من هذا الاعتراف قبل الاسترسال في هذا المقال.
لكني لا أفهم، كيف يمكن أن تتابع برشلونة في السنوات الأخيرة، ولا تحب هذا الفريق، أو على الأقل تحب مشاهدة مبارياته.. كيف يمكن ألا تحب برشلونة؟ سؤال صعب, لكني وجدت له بعض الحلول؟
أولاً، اغمض عينيك ولا تشاهد أي مباراة برشلونة طرف فيها! وبما أنك على هذه الحال استغل الوقت ومارس اليوغا، فهي مفيدة جداً، تقلل القلق والتوتر.. إلخ.
ثانياً, أمسك بالـ"ريموت كنترول" وغير القناة، وعليك بقنوات الأفلام، فقد أصبحت أكثر من محلات البقالة في هذه الأيام، ولابد أن تجد فيلما تشاهده في إحداها.
ثالثاً، غير هوايتك، انسى كرة القدم مؤقتاً، وأقترح لك الصيد فهو يعلم الصبر، أو المراسلة، وإن فعلت أخبرني! فلم أعرف في حياتي شخص يمارس هذه الهواية، كنت أشاهد صورهم في المجلات فقط.
هذا ما توصلت إليه، إذ كيف يمكن ألا تحب أو تحب مشاهدة الفريق الأكثر إمتاعاً في العالم.. صحيح أن عشاق الأندية الأخرى والتي شربت من كأس برشلونة المر لا يحبون الفريق الكتالوني، وصحيح أن "عين الرضا عن كل عيب كليلة.. وعين السخط تبدي المساوئا"، إلا أن ذلك لا يعني أنهم لا يستمتعون بلعب برشلونة.. وحب متابعة برشلونة لا يعني أنك أصبحت من أنصاره.. فتلك مسألة أخرى.
لو اعتبرنا كرة القدم مثل الأفلام السينمائية، يسهل شرح الأمر؛ فهناك من يعتبر أهم ما في الفيلم حواراته، وثان يستمتع بطيران الأبطال والسيارات وسقوط الطائرات. وثالث يركز على أداء الممثلين ويعتبره المعيار الأهم, ورابع يركز على عمل المخرج، وخامس يهمه فقط وجود جينيفر لوبيز في الفيلم!
أهم شيء بالنسبة لي في الفيلم هو الحوار ومن ثم أداء الممثلين، لكن ذلك لا يعني أبداً أنني لم أستمتع بفيلم الإثارة "فاست أند فيوريس" أو "أوشن" بجميع أجزائهما، رغم أن أداء الممثلين في كل هذه الأفلام لا يضاهي أداء "دانييل دي لويس" أو "فيليب سيمور هوفمان" في أفلامهما الأخيرة.. سلسلة "أوشن" كانت ممتعة، لأنها تحتوي على شيء من كل شيء، بالإضافة إلى أنها مدججة بالنجوم.
في كرة القدم قد تشجع الفريق لأنه يقدم كرة هجومية ويسجل الأهداف، وقد تعشقه لأن لديه حارس عملاق يمتهن تخييب آمال المهاجمين، أو لأن مدافعيه يشكلون سداً يصعب اختراقه, وقد تحبه لأنه يبدي انضباطاً تكتيكياً عالياً، أو لأنه يملك روحاً قتالية تجعله قادراً على قلب الطاولة والملعب على رأس الخصوم في الثواني الأخيرة، وقد يشجع أحدهم فريقا لأن لاعبيه وسيمين!
وبرأيي المتواضع برشلونة يملك شيء من كل شيء، كما أنه مدجج بالنجوم.. لذلك عليك الاستمتاع بلعبه حتى لو حمل صدرك وشم يتكون من ثلاثة أحرف هي "إم سي إف" بداخل دائرة يعلوها تاج !
...
