كيف يعرف الرجل البلاء إذا نزل به من المصيبة؟
كيف يعرف الرجل البلاء إذا نزل به من المصيبة؟
يعني إذا نزل بالعبد شيء هل يعتبره بلاء أم يعتبره مصيبة؟ هو في الواقع أراد أن يقول هل هو بلاء أم عقوبة؟ فيما يظهر. أم هو: بلاء أو مصيبة؟ هو يكون بلاء وهو مصيبة في نفس الوقت؛ لأنّ المصيبة يبتلى بها، لكن الذي يقارن يقال هل هو بلاء أم عقوبة، هذا الذي أفهم أليس كذلك؟ ليشتبه هل هذا بلاء أم عقوبة هل هو ابتلاء أم عقوبة، أما المصيبة فالله جل وعلا يبتلي بالمصائب كما هو معلوم.
الأصل أنّ المسلم ما يصيبه ابتلاء لقول النبي عليه الصلاة والسلام «عَجَباً لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ. إِنّ أَمْرَهُ كُلَّهُ له خَيْرٌ. إِنْ أَصَابَتْهُ سَرّاءُ شَكَرَ. فَكَانَ خَيْراً لَهُ. وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرّاءُ صَبَرَ, فَكَانَ خَيْراً لَهُ» السراء والضراء صارت خيرا للمؤمن، فتكون إذن من الابتلاء أبتلي بالسراء فشكر فكانت خيرا له، وابتلي بالضراء فشكر فكانت خيرا له، هذا الأصل بالمؤمن أنه يبتلى بذلك، ويقال يُخشى أن تكون عقوبة، فإن كان المسلم في نفسه يعلم أنه من أهل العصيان فقد يترجّح له أنه من أهل العقوبة، كما قال بعض السلف حينما أُصيب بمرض شديد في آخر عمره، قال مما أصبتُ بهذا؟ فجعل يتذكر هل له ذنب يعاقب عليه، هل له ذنب يعاقب عليه، فتذكر فقال: ربما كانت من نظرة نظرتُها وأنا شاب، هذا مما يخشاه العبد، يخشى أن يكون ما أصابه عقوبة وهو ابتلاء يصبر عليه فإذا كان ذلك يتذكر معصيته وذنبه فليبادر بالتوبة والإنابة؛ لأن هذه المصائب كفارات وتذكر العبد وتمحو الخطايا، ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يدعه وليس عليه خطيئة، فقد جاء في البخاري وغيره «من يُردِ الله به خَيراً يُصبْ منه».
فإذن نقول الأصل أنه ابتلاء لكن ما يجوز أن نقول هذه عقوبة، عاقب الله فلانا؛ لأنّ هذا ما تدري أنت، عاقب الله أهل البلد الفلاني، ما تدري هل هي عقوبة أم لا، لأن هذا علمه عند الله جل وعلا، تحديد هل هي ابتلاء أو عقوبة، قد تكون ابتلاء وقد تكون عقوبة، وقد تكون هذه وهذه جميعا في حق البعض كذا وفي حق البعض كذا.
من الأجوبة الجلية على أسئلة العقيدة الوسيطية
للشيخ صالح آل الشيخ