يوميات مغترب

سوف أرحل لأمكنة أخرى هناك بعيداً حيث يسود الضجيج فانا الآن سئمت الصمت ..أخشى ان افقد عقلي وقدرتي على التفكير حيت يسود الروتين القاتل ..
يراودني إحساس بأنه لا بأس بشيء من تجربتي لغير المألوف ،لابأس بان أسلك درباً آخر قد يُضفي عبيراً مختلفاً.. ويمنحني أُفُقاً أوسع قد يوقظ روح سنيني ..فمجرد الجلوس هنا و الاستغراق في أفكار لا تنتهي عن أشياء ربما لن تحصل أبدا قد يقتلني وفي أحسن الأحوال قد يُثير جنوني ... حسنا إذاً.. سأخرج...
في منزلي غالبا ما تنجز الأعمال بهدوء، و يحدث كل شيء بتلقائية لا تخلو من بعض الفوضى المحببة أحياناً. ففي الخارج غرفة المعيشة خالية كما هي معظم الوقت إلا من صوت التلفاز الذي كثيراً ما أصبحنا ننسى أمر إطفائه مؤخراً.
لكن هذا الهدوء السائد اليوم يزيد الأمر صعوبة و تعقيداً، و يشعرني برغبة في الانسحاب إلى الداخل مرة أخرى. و ها أنا ذا أرمي وراء ظهري كل قراراتي الحاسمة و أتجرد من كل وسام منحته لنفسي هذا الصباح!
أغلقت الباب و عدت لأجلس على سريري بين أوراقي المبعثرة .. وبطريق الصدفة سقطت ورقة من دفتر الأمس القريب ..ماضٍ يأبى الا ان يحضر ويُطل بوجهه بين الفينة والأخرى كعجوز تروي قصصاً نسكنها وتسكننا في اللاوعي ..قصصاً تطرق أبوابي بينما أطفئ شموعي في وجهها وأطردها ..حكايات المساء التي ترسم بالحبر أشياء أشبه ببقايا القهوة على محيط الفناجين فتنتهي القهوة لكن خطوط حضورها تأبى الا ان تتجذر في محيط مزاجنا وردود أفعالنا ..لتدفعني قسرأً الى ان أتشدق برحيلي ..

"لا توجد أرض جديدة، يا صديقي، لا أنهار جديدة، لأن المدينة ستلاحقك، ونفس الشوارع ستمضي فيها للأبد..." قُنسطنطين بيير كافافي..

24/9/2013


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..