الأمانة..
يجب أن تعرف كل امرأة أنها عندما تخرج من منزل أهلها أو منزل زوجها فإنها تحمل معها شرفها وشرف أهلها… فعليها ألاّ تفرط في هذا الكنز الثمين تحت نزوة شيطانية، وأن لا تُقدم على أي عمل يخدش هذه السمعة.
وهذه الحقيقة ليست غائبة عن الكثيرات، ولكن بعض النساء تتغافل أو تتجاهل هذه الحقيقة، فما إن تسمع داعيَ الرذيلة من أهل المعاكسات إلا استجابت لهم، ونسيت أمراً مُهِمَّاً، وهو أنه لابد في هذا الطريق من ضحية، والضحية ستكون (هي)، لأنها ستجد الوعد بالزواج الذي سمعته من ذلك المعاكس لم يكن إلا استدراجاً لسذاجتها، وللحصول على مبتغاه منها، فإذا أخذ ما يريده منها ألقاها، وقد تلوثّت سمعته، وهذا ليس بمستغرب، لأن (العِلْكَ) يُمضغ حتى إذا ذهبت حلاوته أُلقِيَ في أقرب صندوق قمامة.
تقول إحدى الضحايا:
"مشكلتي أنني تعرّفت على شاب ونشأت بيننا قصة (حب)!! واتفقنا على الزواج، ولكنه قال لي: إنه يريد أن يعرّفني على والدته قبل الزواج، فلم أمانع، واتفقنا على موعد محدد لكي أذهب معه، ومن سذاجتي وغبائي ذهبت معه إلى المنزل، وعندما وصلنا ودخلت المنزل لم أجد فيه أحدا، وأقنعني بأن والدته خرجت وستعود بعد زمن قصير، وأخذنا نتحدث وأخذ يتغزّل بي ويشرح لي مقدار حبه، واستدرجني حتى حدث ما حدث!!، واكتشفت أنه كان على اتفاق مع زملائه بأن يحضروا إلى المنزل، وبعد أن تحقق ما أراده تركني في الغرفة وأنا في منظر فاضح، وأحضر أحد زملائه، فكانت الصدمة عندما شاهدته وعرفت بأنه صديق شقيقي الأكبر!!، وللمعرفة التي بيننا أرجعني إلى المنزل، وبعد ذلك اليوم تبت إلى الله، بعد أن أصبحت حياتي جحيماً، وقررت أن أبدأ حياة شريفة نظيفة، ولكن ما يقلقني ويزيد من عذابي أن صديق شقيقي يهددني دائماً بأن يفضح أمري أمام أسرتي إن لم أجب مطلبه القذر…" ا هـ.
صدق رسولنا الكريم حيث قال صلى الله عليه وسلم: "لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان"[5].
ولتأخذ الفتاة من هذه القصة عبرة، فمن كان يريد العفة يأتي البيوت من أبوابها ولا يتسلق الجدران، ولتحذر المرأة العفيفة من هذه المكائد، ولا يغويها الشيطان فتستجيب لحيل أهل المعاكسات، لأن من كان بعيداً عن طاعة الله لا يؤمن جانبه، ومن لا دين له لا أمانة له.
وأفقت من غفلتي…
هذه ورقة خاصة أَرْسلَت بها إحدى الأخوات، وهي تتكلم عن ضحية من ضحايا المعاكسات، وتبَيِّن مدى ما كانت عليه من قبل، وكيف أعرض الخُطّاب عنها، عندما علموا بسوء سمعتها حتى أنقذها الله سبحانه من الطريق المظلم، وهداها إلى التوبة والالتزام بأوامره، وقالت معلقة في رسالتها:
"أرسل لك هذه الكلمات وقد شعرت أنها تستحق النشر، فهي تُبَيِّن إلى أيّ مدى وصلت إليه بعض الفتيات تحت مسمى الحريّة والاختلاط!!، ومع الأسف الشديد على مرأى ومسمع من أوليائهن، وأكتبها ليقرأها ويتّعظ بها كلّ رجل قبل كل امرأة، ليحافظ الرجال على محارمهم، ويمنعوا بناتهم من التسيّب والانحلال، والوقوع في حبائل الشيطان.
فهذه الضحية التي أنقذها الله سبحانه قبل السقوط في الهاوية التي لا قعر لها تُدعى: (ف.ع.ق)، كانت تتحدث عن قصتها مع المعاكسات، والحال المتردّي الذي وصلت إليه، إلى أن مَنَّ الله عليها بالهداية، فقالت:
"لقد كنت متحلّلة إلى درجة كبيرة، حتى إنني كنت أقيم علاقات مع جيراني الشباب، وأغريهم بالتحدث معي وألاطفهم.
كنت على درجة عالية من السخافة، وكنت أستخدم الهاتف لمعاكسة الشباب، حتى إن أحد الشباب نوى أن يخطبني عندما رآني، ولكن عندما سمع ما يتردد عني على ألسنة شباب الحي تركني وتزوج بأختي التي تصغرني.
لم أكن أؤدي الصلاة، ولا ألتزم بأي نوع من أنواع العبادات.
وفي يوم من الأيام تعطلت سيارتي في الطريق، فوقفت ألوح بيدي عسى أن تقف لي إحدى السيارات المارة، وبقيت على هذه الحال فترة، رغم أنه في كل مرّة ينـزل الشباب، بل ويسارعون ليتمتعوا بابتسامتي والنظر إلى جسدي شبه العاري.
وهناك.. توقفت إحدى السيارات، ونزل منها شاب (عادي)، لا يظهر عليه سيما التدين، وتعجّبت عندما لم ينظر إليّ، وعمل بجد على إصلاح السيارة، وأنا أتساءل مندهشة كيف لم يعجب بي، ولم يحاول أن يلاطفني كبعض الشباب؟!..
فحاولت ألاطفه وأبتسم له، وهو لا يرد علي، وعندما أنهى مهمّته وقام بإصلاح السيارة قال لي: "ستر الله عليك، استري نفسك"، ثم مضى وتركني مذهولة أنظر إليه وأسأل نفسي: ما الذي يجعل شاباً فتياً في عنفوان شبابه ورجولته لم يفتن بي، وينصحني أن أستر نفسي؟!.
وظللت طوال الطريق، أتساءل: ما القوة التي يتمسك بها ذلك الشاب؟، وأفكر فيما قاله لي، وهل أنا على صواب؟، أم أنني أمشي في طريق الهلاك؟.
وظللت أتعجب حتى وصلت إلى البيت، ولم يكن فيه أحد في ذلك اليوم، وعندما دخلت جاء بعد قليل زوج أختي الذي كان يريدني، وتلاطف معي… وعلى عادتي تجاوبت معه بالنظرات والكلام حتى حاول أن يعتدي عليّ، وهنا تذكرّت وهانت عليّ نفسي لدرجة لم أجربها من قبل، وأخذت أبكي، وأفلتُّ من هذا الذئب سليمة الجسد معتلة النفس، لا أدري ما الذي أفعله؟ وما نهاية هذا الطريق الذي أسير فيه؟..
وأخذت أبحث عما يريح نفسي من الهمّ الذي أثقلها.. لم أجد في الأفلام أو الأغاني أو القصص ما ينسيني ما أنا فيه، ومرضت عدة أسابيع، ثم بعد ذلك تعرّفت على بعض الفتيات المتدينات ونصحتني إحداهن بالصلاة، وفعلاً عند أول صلاة شعرت بارتياح لم أجرّبه من قبل، وبقيت مداومة على الصلاة وحضور الدروس والقراءة، والتزمت بالحجاب الشرعي، حتى تعجّب أهلي الذين لم يروني أصلي في يوم من الأيام.
ومنذ ذلك اليوم سلكت طريق الهداية والدعوة إلى الله، وودّعت طريق الضلال والغواية..
والآن ألقي الدروس عن التوبة، وعن فضل الله جل وعلا ومِنَّته على عباده أن يَسَّر لهم سبل الهداية…والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات"" ا هـ.
=----------------------------------------------=