اللجنة الوطنية للشباب بين رعاية المواهب وتدريبها في مسندم
واصلت اللجنة الوطنية للشباب فعالياتها في محافظة مسندم لليوم الرابع على التوالي، حيث تواجدت لأول مرة في ولاية مدحا يوم أمس الأول ، وقدمت حلقة تدريبية حول التعامل مع الذات قدّمها الأستاذ محمد المكتومي وذلك في نادي مدحا.
• كلمة "واحة"
وفي حوار مع المكتومي قال: "الدورة تناولت عدة محاور. وكانت محاولة للولوج إلى الذات البشرية. وقد سهلتُ لهم المسألة عبر كلمة واحدة، هي كلمة "واحة" فلكل حرف من هذه الكلمة معنى. الواو "الوناسة". الألف "احترم نفسك" الحاء تعني "الحب"، التاء تعني "التشجيع". كما تناول فكرة .. كيف من الممكن لنا أن نتعامل مع الذات لو كانت شخصا آخر أو ظلا على سبيل المثال، بمعنىأن نترك بيننا وبين ذواتنا مسافة. وعرج على موضوع : كيف احترم نفسي.. كيف اجازي نفسي في حالة الانجاز، فقليل منّا من يُجازي النفس، بما ينشطها اكثر للعمل القادم.. في الوقت المناسب وبما هو غير مضر للنفس. وتحدث المكتومي أيضا عن قيمة حياة الفرد منا عبر سؤال: لو كنت في غابة، وطلب منك أن تُفصح عن 10 اسباب مقنعة لتبقى على قيد الحياة .. ماذا كنت ستقول؟.
• تفاعل إيجابي
وعقب المكتومي حول النماذج المشاركة بأن "نسبة كبيرة من الشباب لا تُقدر الذات كما ييننا"، وتابع قائلا: "تكلمنا عن انت والآخر، وعن نظرية النافذة البشرية وهي نظرية عالمية تعتمد على أربع مناطق.. المطنقة الواضحة التي يعرفها الجميع، والمنطقة الخفية التي تعرفها انت والآخرون لا يعرفونها، وتلامس عادة الضمير. والمنطقة العمياء التي لا تعرفها أنت، والاخرون يعرفونها. والمنطقة المجهولة التي لا أحد يعرفها.
وقد وجد المكتومي أنّ تقدير الذات منخفض بين أوساط الشباب، "ولكن لاحظتُ بالمقابل الحماس فوجودهم من الساعة 8 في المسرح ، وتفاعلهم ونقاشهم وردود فعلهم الجميلة في الاستبيان الذي قدم لهم عقب الجلسة يعكس روحهم الايجابية".
كما قدّم محمد بن مرهون المعمري حلقة عمل أخرى حول غرس المهارات والقيم الأخلاقية لدى الأبناء في مدرسة تماضر بن عمر في مدحا. وهو باحث وكاتب في العلوم النفسيه وقد تطرق المعمري إلى عده نقاط ابرزها مصطلحات الذات والاتزان النفسي كما عرّج على أهم المباديء النفسيه للتعامل مع الذات ومفاتيح الدخول إليها.
• مواهب وابتكارات
افتتح معرض المواهب والابتكارات يوم أمس الأول ، برعاية السيد كامل بن حمود بن يعرب البوسعيدي عضو اللجنة ونائب رئيس لجنة الأنشطة والبرامج، وقد رأى البوسعيدي: "أنّ التنظيم الذي أعده وقدمه الشباب في أبهى صورة، يُعطي دلالة كافية على قدرة الشباب على خوض تجارب تنظيمية على مستويات عالية من الاتقان، بفضل روح التعاون فيما بين الأفراد". كما حدثتنا منيرة الكمالي المشرفة على المعرض قائلة : "المعرض كان فرصة حقيقة لإبراز العديد من المواهب الشابة، وقد برز على وجه الخصوص الرسم والتصوير الفوتوجرافي وتصميم الفوتوشوب، وبعض الابتكارات العلمية والمشغولات اليدوية والسعفيات.. حيث شاركت للفتيات و والشبان على حد سواء، وأبدع كل منهم في تقديم ما لديه .. وقد استطاعوا لفت أنظار الزوار إليهم وإلى ما لديهم من مواهب.. وأهم مكسب حظى به هؤلاء الشباب هو اكسابهم الثقة بالنفس، وقد عبروا عن ذلك قائلين:"اسئلة الزوار، وتفاعلهم معنا يزيد من ثقتنا بأنفسنا، وبما ننجز".
وتابعت الكمالية قائلة: "أول مرّة اشترك في تنظيم معرض، وأظن أن الجنود الذين يقفون وراء المعرض، وهم جنود مجهولين قدموا أقصى ما لديهم.. وبصدق تفاجأت على سبيل المثال ظهيرة النبهاني التي صممت ديكور المعرض، ومواهب أخرى، فالعماني لديه الكثير ، ويستطيع أن يقدم عندما تتاح له الفرص المناسبة".
• الانسان يرسم حياته
قدمت الفنانة التشكيلية نعيمة السيابية حلقة عمل خاصة بالرسم للمبتدئين، وقد اختارت موضوع "عمان الأمس وعمان الحاضر وعمان الغد" ، حيث تناولت الأعمال بيئة محافظة مسندم، فبرزت تضاريس الجبل. كانت السيابية تحاول أن تستشف الرؤية المستقبلية للطفولة ، فوجدت فيها الكثير من التفاؤل والاشراق، فالألوان المستخدمة كانت خلابة وتعكس نفسيات ايجابية. وتابعت السيابية قائلة: "وأيضا في الحوار الذي دار بيننا لأول مرة، وجدت شفافية كبيرة كما هي شفافية اللون فقد اعطيتهم الحرية فكان هنالك تنوع كبير.. بالرغم من أن أعمارهم كانت بين الثامنة والحادية عشر".
واضافت قائلة: " للكبار قدمت تشكيلات في الخط العربي الهندسي، ووجدت أنّ الرؤية واضحة معهم، وهنالك نضج في النظرة إلى المستقبل".
وتابعت قائلة: "بعض اللوحات تعبر عن رسائل واضحة في اللوحة.. من مثل أنّ الانسان يستطيع أن يرسم حياته ويخطط لها.. من يختار الجنة يصل إليها ومن يختار النار يصل إليها.. وهنالك لوحات كانت تنطق بحياة البيئة في مسندم". من جهة أخرى هذه هي أول مرة يستخدم فيها الشباب بعض الخامات الجديدة عليهم، وهي خامات مستخدمة في تقنيات الفنون التشكيلية.
في نهاية المعرض أهدى شباب مسندم مجموعة من لوحاتهم لأعضاء اللجنة الوطنية للشباب.
