البحرين الدولة المستضيفة تفشل في تحقيق فوز على ارضها أمام أبناء مسقط
تعادل منتخبا البحرين وعمان سلبا اداء ونتيجة اليوم السبت على الاستاد الوطني في افتتاح مباريات المجموعة الاولى من دورة كأس الخليج الحادية والعشرين لكرة القدم التي تستضيفها البحرين حتى 18 الجاري. ويلتقي منتخبا الامارات وقطر على استاد مدينة عيسى الرياضية اليوم ايضا في المجموعة ذاتها ، وكان تعادل اليوم الثامن بين المنتخبين في تاريخ لقاءاتهما في دورات كأس الخليج، التي تتضمن فوز البحرين 8 مرات مقابل 3 لعمان. وكانا تعادلا ايضا في افتتاح مبارياتهما في النسخة الماضية في عدن 1-1. وفي الجولة الثانية الثلاثاء المقبل، تلعب عمان مع قطر، والبحرين مع الامارات.
وتحتضن البحرين دورة كأس الخليج للمرة الرابعة بعد الدورة الاولى (عام 1970) والثامنة (1986) والرابعة عشرة (1998)، وفي المرات الثلاث كان اللقب من نصيب المنتخب الكويتي. يذكر ان البحرين لم تحصل على شرف الفوز باللقب حتى الان، اما عمان فظفرت به مرة واحدة على ارضها عام 2009 ، ويقود منتخب عمان الارجنتيني غابرييل كالديرون الذي خلف قبل شهرين الانكليزي جون بيتر تايلور المقال من منصبه بسبب سوء النتائج. ويلم كالديرون (52 عاما) جيدا بكرة القدم الخليجية والعمانية بالذات بعد ان قاد منتخب عمان عام 2007، كما سبق له ان قاد المنتخب السعودي الى نهائيات كأس العالم 2006، وله تجربتين مع ناديي الاتحاد والهلال السعوديين ايضا. في المقابل، يقود منتخب عمان الفرنسي بول لوغوين الذي تولى المهمة خلفا لمواطنه كلود لوروا صاحب انجاز اللقب الاول في "خليجي 19".
ولم يرق الشوط الاول الى المستوى المطلوب من الطرفين خصوصا من المنتخب العماني، وغلب عليه الحذر كما في سائر المباريات الافتتاحية، فلم يشهد فواصل فنية تذكر من منتخبين تميزا في الاعوام الماضية بتقديم عروض هجومية ممتعة ، وكانت الافضلية لمنتخب البحرين في نصف الساعة الاول الذي اندفع الى الهجوم لكن من دون خطورة كبيرة على مرمى مازن الكابسي بديل علي الحبسي، افضل حارس في اربع دورات متتالية بين خليجي 16 و19، بعد ان رفض ناديه ويغان الانكليزي تحريره للمشاركة في البطولة .وعمد المنتخب العماني في المقابل الى التكتل في منطقته للحد من خطورة لاعبي منتخب البحرين وخصوصا فوزي عايش ومحمد سالمين واسماعيل عبد اللطيف، ولم تكن له اي محاولات هجومية ،وسنحت فرصتان فقط للبحرين في الشوط الاول عبر فوزي عايش، الاولى في الدقيقة التاسعة حين ارتقى لمتابعة كرة من عبد اللطيف من الجهة اليمنى لكنه اكملها برأسه فوق المرمى، والثانية حين تهيأت امامه كرة على مشارف المنطقة فسددها قوية مرت قريبة من القائم الايمن في الدقيقة 22.
وبقي الاداء عقيما مع اخطاء في التمرير وبطء في التحركات طوال الدقائق المتبقية من الشوط الاول خصوصا من العمانيين. ولم يحمل الشوط الثاني جديدا من حيث الاداء الفني رغم الايقاع الاسرع لكن من دون اي خطورة تذكر على المرميين ودفع كالديرون بعيد الفارسي بدلا من احمد حديد مع صافرة الشوط الثاني لتنشيط الناحية الهجومية، ثم دفع لاحقا بجمعة درويش مكان يعقوب عبد الكريم، خاصة وان جميع الهجمات المرتدة في الحصة الاولى كانت مقطوعة، ورد عليه لوغوين باشراك سامي الحسيني بدلا من حسين سلمان غير الموفق في خط المقدمة. وارتفعت وتيرة الاداء تدريجيا من الطرفين مع بعض المحاولات من هنا وهناك لم تشكل خطورة كبيرة على المرميين.
وتبدلت حال المنتخب العماني تماما وتحول من فاقد للنزعة الهجومية او السيطرة على الكرة كما حصل في الشوط الاول، الى مبادر لتهديد مرمى سيد محمد جعفر. وتراجعت هجمات منتخب البحرين وتنبه كالديرون الى تواضع عطاء عبد اللطيف فاشرك فيصل حسن بدلا منه لمنع العمانيين من اخذ المبادرة في ربع الساعة الاخير ، واكمل المدربان تبديلاتهما بنزول حسين الحضري مكان رائد ابراهيم في منتخب عمان، وحسين بابا بدلا من فوزي عايش الذي تعرض الى الاصابة في صفوف منتخب البحرين. وكانت الدقائق الاخيرة عقيمة تماما كما كانت معظم مراحل الشوط الاول فانتهت المواجهة الاولى بتعادل سلبي.
وتدفق عشرات الالاف من المشجعين الذين تزينوا باللون الاحمر على الاستاد الوطني في الرفاع في اجواء احتفالية لحضور افتتاح كأس الخليج لكرة القدم في البحرين اليوم السبت. وشهدت الشوارع التي تحيط بالاستاد اجراءات أمنية صارمة وانتشر أفراد الامن أمام الابواب الرئيسية قبل وصول الملك حمد بن عيسى بن سلمان ال خليفة الذي حضر حفل الافتتاح. واحتشد نحو 20 الف مشجع في الاستاد الذي تبلغ سعته 24 الف شخص وغمره اللون الاحمر المميز لقميص المنتخب البحريني الذي خاض مباراة الافتتاح ضد عمان في بداية سعيه لانتزاع اللقب الاول في تاريخه رغم أنه سبق أن استضاف البطولة ثلاث مرات من بينها النسخة الاولى في 1970.
وهتف المشجعون باسم البحرين عند وصول الملك حمد بن عيسى وسيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم -الفيفا- قبل دقائق من انطلاق مراسم الافتتاح. وبدأ الحفل بدخول ثماني كرات ملونة قبل أن تستقر في وسط الملعب وتظهر لوحات الكترونية بداخلها صور مسابقات كأس الخليج الماضية ولوحات تراثية بحرينية. ودخلت أعلام ضخمة للدول الثماني المشاركة وحمل كل علم حوالي 20 شابا قبل أن تنطلق الالعاب النارية داخل الملعب ثم خارج محيط الاستاد وفي السماء.
ورحب الشيخ سلمان بن ابراهيم ال خلفية رئيس الاتحاد البحريني بضيوف البطولة وقال "تترفع مملكة البحرين باستضافة أول نسخة لكأس الخليج العربي في 27 مارس 1970." وأضاف "لقد شهدت دورات الخليج عبر مسيرتها التاريخية لقطة مضيئة نحو القمة الخليجية وتجمع الاشقاء تحت مظلة اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي." وأظهرت الكرات شعار كأس الخليج في البحرين "قوتنا بوحدتنا" بينما تفاعلت الجماهير مع أغنية "أنا البحرين" بقيادة المغني الاماراتي حسين الجسمي.
وقال عبد الله وهو مشجع بحريني "احضر الى الاستاد بانتظام لكن أول مرة اشاهد هذا العدد من الجماهير منذ مباراة ترينيداد وتوباجو -في تصفيات كأس العالم عام 2005-." واضاف "اتمنى بالطبع فوز البحرين لكن كلنا اشقاء وعرب سواء فازت البحرين أو فازت عمان." وقال نواف حمادي وهو مشجع سعودي يقيم بالبحرين "احضر المباريات هنا في الاستاد الوطني دائما. حضرت اليوم لتشجيع البحرين." وتفاعلت الجماهير من جديد مع نزول لاعبي البحرين للاحماء قبل انطلاق المباراة الافتتاحية للمسابقة.