يريدون إخراج المرأة من خدرها لتزاحم الرجال !!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقطع من تفريغ ( التمسك بالإسلام والإتِّباع ) لفضيلة الشيخ الدكتور محمد المدخلي حفظه الله

.....وصنف آخرمن هؤلاء ولون آخر شهواني ، دعاة شهوة وإباحية وقد سمعنا كلامهم وقرأناه ولتعرفنهم فيلحن القول - نسأل الله العافية والسلامة - والآن بعض منهم يصرِّح في جميع وسائل الإعلام ( فضائية ، مرئية أو إذاعات مسموعة أو صحف مقروءة ) في العالم كله ، يُرى ويُقرأ ويُسمع ويُنشر ، دعاة إلى الباطل والفسق والفجور ، يريدون هذه البلاد أن تكون كالبلاد الكافرة ، تبرج النساء ، خروج النساء ، تعري النساء بدعوى المساواة بين الرجل والمرأة !!

ومنذ متى والمرأة مظلومة في الإسلام حتى تدّعوا أنتم أيها الكذَبة المساواة ؟

إنه لم تعرف المرأة قيمتها في عصر من العصور كما عرفتها في عصرالإسلام وفي شريعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهي الأم وهي البنت وهي الأخت وهي العمَّة والخالة ولكن هؤلاء جاؤوا بقول حق أرادوا به الباطل ولا بد أن يأتوابالعبارات المزخرفة التي تنطلي على السذج من الناس وإنما أرادوا إخراج هذه المرأة من خدرها الذي هي فيه كالجوهرة المكنونة فإن الجوهرة المكنونة تزداد تألقا وبريقا وهكذا اللؤلؤ المكنون يحافظ على صفائه وبريقه ، فاللؤلؤة في صدفتها تحفظ بياضها ونقاءها وصدفة المرأة هي بيتها قال الله جل وعلا ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى )) فأمر الله النساء بالوقور في البيوت في هذه الآية العظيمة (( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ))

فهذا أمر الله وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - ويقول - عليه الصلاة والسلام - :" المرأة كلها عورة وإذا خرجت استشرفها الشيطان " ويقول - عليه الصلاة والسلام - :" ما تركت على أمتي بعدي فتنة هي أشد عليهم من فتنة النساء وإن فتنة بني إسرائيل أول ما كانت من النساء فاتقواالنار واتقوا النساء " يقوله - عليه الصلاة والسلام –

وتقول أسماء رضي الله عنها لو رآى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أحدث الناس بعده لمنعهن المساجد وذلك لأنه قد جاء عنه في الصحيح " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن " حتى في الصلاة البيت خير ، فالمرأة المؤمنة ليست ولاّجة خرّاجة وإنما هي قارّة في بيتها عفيفة بأمر الله لها ليست مبدية مفاتنها إلا لزوجها ولمن يحل لها أن تكشف عليه ولكن هؤلاء المجرمين إنما أرادوا لهذه المرأة أن تخرج لينالوا منها ما ينالوه ويشبعوا غرائزهم ويشبعوا شهواتهم ورغباتهم الفاجرة بما حرمه الله وحرمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاؤوا بهذه الدعوة ، دعوة خروج المرأة وأن المجتمع الإسلامي معطَّل نصفه كانوا يقولون هذا ،

الآن يقولون المجتمع السعودي وصلوا إلينا معطل نصفه !

لما ؟

نصفه نساء ، معطل نصفه عن العمل ، المرأة عندنا تعمل ولله الحمد لكن تعمل فيما يصلح وأنوثتها ولأنوثتها ويوافق طبيعتها أما أن تسترجل المرأة كالرجل فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لعن هذه المرأة كما لعن العكس المتشبهين والمتخنثين من الرجال - فنسأل الله العافية والسلامة - هؤلاء يريدون للنساء أن يكنّ مع الرجال في كل باب حتى على الشواطئ كما هو في البلدان الكافرة الفاجرة ، إختلاط كامل على النحو الذي حرمه الله وحرمه رسوله - صلى الله عليه وسلم - وسفر للمرأة بدون محرم والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد حرم ذلك " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة غلا مع ذي محرم " وفي لفظ " إلا ومعها ذو محرم " لأن هذا المحرم يدفع عنها من أراد بها سوءاً فيقطع يده ويكسر رجله والمرأة ضعيفة مهما كان ، إذا خرجت من غيرما محرم طمع بها الذي في قلبه مرض والله سبحانه وتعالى قد خاطب نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله (( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِيقَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً )) فإذا كان القول إذا تكسَّر من المرأة يُطمع الذي في قلبه مرض فيها فكيف إذا رأى مفاتنها ؟ كيف إذا رآها متبرجة - عياذاً بالله من ذلك - هذا هو التحضر الذي يريده هؤلاء ، في حين أن الغرب أصبحوا يضجون ويصيحون ويجأرون إلى الله من هذه الحال

بل والعاقلات في الغرب والكاتبات العاقلات العارفات بمشكلات المجتمعات الغربية أصبحن الآن يُقرِرْن بفضل تعدد الزوجات في الإسلام ويكتبن ذلك وهؤلاء عندنا لا يريدون هذا ، يريدون أن ينطلقوا ببناتنا وأخواتنا وأمهاتنا وعماتنا وخالاتنا إلى ما انتهى إليه الغرب وأصبح يصيح منه ، أين العقل ؟
أين الدين ؟

أين الغيرة على دين الإسلام وعلى محارم المسلمين ؟

ولكن من يطمس الله على بصره وبصيرته ويأخذ منه النور فما له من نور قال جل وعلا (( وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ )) فالذي لا يسمع آيات الله أو إذا سمعها أعرض عنها هذا لا خير فيه ولا يُرجى منه إلا أن يغيِّر الله سبحانه وتعالى حاله .

هؤلاء هم الذين ينادون بما يسمونه الحضارة والتقدم والإنفتاح والتغيير كما يقولون - تغييرإلى الباطل وإلى الأسوأ

مدنية لكنها جوفاء وحضارة لكنها أفياء أوحت إلى الجنس اللطيف بأنه هو والرجال لدى الحقوق سواء

إلى أن قال ...

وإذا غشيت المستحم رأيت أفواجاً من الناس احتواها الماء
فإذا التهامس والتلامس والشذى تتكهرب الأعضاء

ماذا يأتي بعد هذا إلا الفجور والعهر الذي انتهى إليه أهل الكفر والباطل - عياذا بالله - فهؤلاء إنما أرادوا إشباع غرائزهم فهم ذئاب جائعة أرادوا إخراج هذه الجوهرة وهذه اللؤلؤة المكنونة من حصنها الحصين ومن بيتها وحِرزها المكين ليتمتعوا منها بما حرمالله تبارك وتعالى وحرم رسوله - صلى الله عليه وسلم –

ويعجبني في هذا وأحب أن أذكره لكم القياس الصحيح في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي خرجه أحمد وغيره بسند حسن من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه في قصة الشاب الذي جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ائذن لي في الزنى فَهَمَّ به القوم وفي لفظ " فابتدره القوم " - يعني الصحابة - رضي الله عنهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم " - دعوه ثم قال له :" أدنو " فدنا منه فقال :" أترضاه لأمك ؟ قال : لا والله والذي بعثك بالحق يا رسول الله لا أرضاه . قال :" وكذلك الناس لا ترضاه لأمهاتها " ثم قال له :" أوترضاه لابنتك ؟ " قال : لا والله ، والذي بعثك بالحق يا رسول الله لا أرضاه . قال :" وكذلك الناس لا ترضاه لبناتها " أترضاه لأختك ؟ قال : والذي بعثك بالحق يا رسول الله لا أرضاه قال :" وكذلك الناس لا ترضاه لأخواتها " أوترضاه لعمتك ؟ قال : والذي بعثك بالحق يا رسول الله لا أرضاه قال :" وكذلك الناس لا ترضاه لعماتها " أوترضاه لخالتك ؟ قال : لا والذي بعثك بالحق يا رسول الله لا أرضاه قال :" وكذلك الناس لا ترضاه لخالاتها " ثم قال له : " ادنه " فدنا فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال :" اللهم اغفر ذنبه وحصِّن فرجه وطهر قلبه " فانظروا لهذه الدعوات الثلاث ،دعا له بما ؟ دعا له بغفران الذنب لأن هذا ذنب ( دعوة إلى الذنب ) فالدعاة إلى هذا دعاة إلى الفجور ، إلى الذنوب والآثام والمعاصي - عياذاً بالله من ذلك والمرأة إذاطلعت فقد انفتح باب الشر على هذا النحو الذي يريده هؤلاء المجرمون ثم قال :" اللهم حصن فرجه " فمنى ذلك أن هذه الدعوة دعوة إلى الخنا إلى إطلاق وفتح أبواب الفجورالتي يقع فيها الناس فيهلكون ويهلك الحرث والنسل - نسأل الله العافية والسلامة - فالرجل إذا رأى المرأة لا حامي لها ولا راعي لها طمع بها والمرأة إذا لم يكن الدين يحميها والمحرم بعد توفيق الله معها ربما تضعف فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يحصَّنَ فرج هذا ثم قال : " وطهر قلبه " فدل ذلك إلى أن من يسعى إلى مثل هذه الأمور مريض القلب ، نجس القلب ، وسخ القلب بغيض القلب عياذاً بالله من ذلك

فهؤلاءحقيقة الذين يدعون إلى مثل هذا قلوبهم مريضة ، قلوبهم بغيضة ، قلوبهم وسخة نجسة وإن تظاهروا بما تظاهروا به فالعبرة بالحقائق فإن هذا لا يرضاه العاقل السوي .....اه

المصدر:http://vb.noor-alyaqeen.com/t15475/