E دوحةُ العلمِ وارفةٌ .. و"تعظيم سلام" لرايةٍ ترفرف e
كان صباحاً حاشداً .. ذا حِراكٍ حيٍ و حيويٍ.. مُفعّمٍببراءةِ الطفولةِ و عاطفةٍ جياشةٍ للعِلمِ و الوطن..هنالكَ طوابيرٌ من المجدِ القادمِمصطفةٌ في نسقٍ مترونقٍ و في رونقٍ متناسق..هنالك طفولةٌ صادحةٌ يسمو صدى أصواتِهاإلى فضاءات الوطن.. تحلقُ مع الطيورِ المتراقصةِ تحت مظلة السماء الزرقاءالصافية..و لن أبالغَ حينما أقولُ إن العصافيرَ استعارت تلك الأصوات من الأطفاللتزقزق بها في نشاط وهم يهتفون بِحُريةِ "عُمان" و بحياةِ"السلطان".
هكذا رأيت المشهد في صباح الثلاثاء 14 مارس الجاري حينماتشرفت بزيارة مدرسة " دوحة العلم للتعليم الأساسي 1-4" عضوا في لجنةالزيارات التشاركية.. حاولت أن أُزاحمَ أطفالَ المدرسةِ و هم في طابورهم الصباحيبشيء من الحب للوطن فوجدت انه لا مجال للمنافسة..فالأطفال لا يُزَاحَمونَ في حبِ أوطانهم!.. و لا يمكن لأحد أن يقيس حجم ذاك الحب وان يزاحمه ..الوطن الذي تتنفسهُ صدورهم و تهيمُ به عواطفهم.. تلك الحشود الثمانمائة المنتصبةأمام ساريةِ علمٍ سامقةٍ باسقةٍ و كأنها صِنوان نخلٍ أو صاريةِ شراع ..علمٌ سيرفرفُ بشموخٍ و بذخٍ بعد أن تنتهيمعلمة الرياضة المدرسية من تمارينها الصباحية..علمٌ ألوانهُ تنعكسُ و تنسكبُ فيعيون أولئك الأطفال الذين يتحدون ضوءَ الشمسِ حينما يرمقون بفخر و افتخار جلالها..أبيضهاو أحمرها و أخضرها.
تفننت و أتقنت معلمةُالرياضةِ المدرسية في إدارة تلك الحشود المباركة بكمية من التمارين الصباحية اللاهبةللطفولة في حماسها و وطنيةِ أحاسيسها..ألقت المعلمة مجموعة من التعليمات على الأطفالالذين أبدعوا في توحيد الحركة في مشهد بتنا لا نراه إلا في الطوابير العسكرية ..يلتف الطلبة حول أنفسهم في حركات دائرية منتظمة خابطين بتلك الأقدام الصغيرة التيتحملها أجسام ذات أحجام صغيرة على أرضية الطابور الصلبة المفروشة بالانترلوك وأنني على يقين انها لو كانت مفروشة بتراب لرأينا غبار الطابور و كأنه عجاج الحروبحينما تستثيرها أقدام و حوافر المدافعين عن أوطانهم. انتهت معلمة الرياضة المدرسيةمن إحماء الطلبة و جاء ثلاثة من أشبال المدرسة يتقدمون نحو سارية العلم..ليناديثالثهم بعد أن يرفع العلم "تعظيم سلام!"..فترتفع الأرجل إلى الرُكبِ وتنزلُ مُزلزلةً أحجار الانترلوك تأهُباً لتحية العلم و السلام السلطاني في حركةواحدة.. بحماس مُتّقدٌ و زهوٍ بالوطن يدفعه شعارُ "كن مستعد"..بدأتعازفةُ البيانو عزفها المُتقَن جداً لدرجة الإبداع..يرددُ معها الأطفال السلامالسلطاني ثم يهتفون بعدها بَحُريةِ عُمان و حياة السلطان.
بدأت بعدها الإذاعةُ الصباحية.. أشتغل المسجل بتلاوةللشيخ "المنشاوي".. آياتٌ من الذكر الحكيم انخفضت لها رؤوس جميعالطلبة..الجميع يخفض رأسه و جناحه..طلبة الموسيقى و الطلبة المصطفين في الطابور..وأشبالُ العَلَم.. بعد فقرة القُرآن الكريم.. تقدمت معلمةٌ إلى ساحة الطابور و بدأتفي توجيه أسئلة عن الصلوات و عددها و سننها و فرضها و هيئتها و أركانها.. أعقب تلكالأسئلة محاكاة واقعية لصلاة العصر في مشهد مهيب حيث أن ذلك كان تطبيق لمشروع"صلاتي ..حياتي" و الذي أكثر ما شدني فيه أنه كان فكرة و تنفيذ معلمةمجال ثاني!
الأستاذة "سميرة" المعلمة الأولى المبدعة قامتمشكورة بتنسيق جدول الزيارة الذي تضمن حصتين للمشاهدة الصفية.. حيث أبدعت المعلمة" سليمة " مع طلبة صف 2 / 7 في توظيف خيوط الصوف لتعليم الطلبة مفردة"spider web" ..الخيوط التي تعاركت لتشكل"شبكة عنكبوت" كانت نِتَاج تشاركِ مجموعةٍ من الطلبة في تصميمها..إضافة إلىخيوط الصوف الملونة .. استخدمت المعلمة الفرص المرن (السي دي) و الصور في تدريسأسماء الحيوانات و أصواتها للطلبة.
حصة المشاهدة الثانية التي نفذتُها كانت مع المعلمة"فاخرة" مع طلبة صف 2/2 و التي قرأ طلابُها الكلمات التي بها magic "e" .. و في النهاية جاء الطالب"عبد الوهاب" ليقرأ poster بما فيه من عبارات قد نظنأنها طويلة بعض الشيء وصعبة على طالب الصف الثاني الأساسي لكنها لم و لن تكن طويلةأو صعبة على معلمة تتقن التدريس و على طالب يتعلم بين يديها.
انتهت الزيارة لكن مشهد الطابور الصباحي لأطفال دوحةالعِلم و حماسهم الرائع و استمتاع الطلبةبالحصص الدراسية التي توظف فيها المعلمات وسائل جاذبة و هادفة لم ينتهي من الذاكرةالتي أبت ألا أن تسجل كلمة شكر لإدارة المدرسة و للهيئة التدريسية بها و لفريقمعلمات اللغة الإنجليزية و للأباء والأمهات المتعاونين مع المدرسة في تحقيق كماترسمه من أهداف لأجل الأطفال و لأجل الوطن.ولهذا أقول.. فليسعد الوطن بدوحة العلم الوارفة الظلال.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
