الخير في القرآن
الخير : اسم لكل ممدوح ومرغوب فيه .
وذكر أهل التفسير أن الخير في القرآن على اثنين وعشرين وجها :
أحدها : الإيمان .
ومنه قوله تعالى في الأنفال :
} وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ{
وفيها
}إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ {
أي إيمانا وتصديقا،
وفي هود :
} وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا { .
أي: توفيقا وإيمانا وأجرا .
والثاني : الإسلام .
ومنه قوله تعالى في نون :
} هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ { ،
قيل إنها نزلت في الوليد بن المغيرة منع ابني أخيه
من الدخول في الإسلام .
والثالث : المال .
ومنه قوله تعالى في البقرة :
} إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ {
وفيها
}يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ {.
والرابع : بنعمة وعافية .
ومنه قوله تعالى في الأنعام :
} وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ
وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ { ،
وفي يونس :
} وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ { .
· الخامس : الأجر .
ومنه قوله تعالى في الحج :
} وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ { .
أي: المهدي وغيره، من الأكل، والصدقة،
والانتفاع، والثواب، والأجر.
والسادس : الأفضل .
ومنه قوله تعالى في المؤمنين :
} وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ {
ومثله :
} وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {
و
} وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ { .
والسابع : الطعام .
ومنه قوله تعالى في القصص :
} رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ {
والثامن : الظفر في القتال .
ومنه قوله تعالى في الأحزاب :
} وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ {.
والتاسع : الخيل .
ومنه قوله تعالى في ص :
} فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ { ،
أي : حب الخيل .
والعاشر : القرآن .
ومنه قوله تعالى في البقرة :
} مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ
أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ { .
والحادي عشر : الأنفع .
ومنه قوله تعالى في البقرة :
} مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا {،
أي : أنفع .
والثاني عشر : رخص الأسعار .
ومنه قوله تعالى في هود :
} وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ{ .
والثالث عشر : الصلاح .
ومنه قوله تعالى في النور :
} فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ { ،
أراد صلاحا ، وقيل المال
والرابع عشر : القوة والقدرة .
ومنه قوله تعالى في الدخان :
}أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ { .
والخامس عشر : الدنيا .
ومنه قوله تعالى في العاديات :
} وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ {.
والسادس عشر : الاصلاح .
ومنه قوله تعالى في آل عمران :
} وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ { .
والسابع عشر : الولد الصالح .
ومنه قوله تعالى في سورة النساء :
} فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا { ،
أي : بما رزقتم من الزوجات المكروهات أولادا صالحين .
والثامن عشر : العفة والصيانة .
ومنه قوله تعالى في النور :
} لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا {
والتاسع عشر : حسن الأدب .
ومنه قوله تعالى في الحجرات :
}وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {
أي : أحسن لأدبهم .
والعشرون : النوافل .
ومنه قوله تعالى في الأنبياء :
} وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ {
والحادي والعشرون : النافع .
ومنه قوله تعالى في الأعراف :
} وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ {
والثاني والعشرون : الخير الذي هو ضد الشر .
ومنه قوله تعالى في آل عمران :
} وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {
وجه آخر، وهو الخير بمعنى الكفاية، قال الله:
} مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ {
أي: كفاية، وأنت تقول: فلان فى خير أي: في كفاية.
منقول