لماذا تفوقت اسبانيا والمانيا وتراجعت البرازيل
في الفتره الاخيره رأينا تفوق الكرة الاوروبيه على نظريتها كرة جنوب امريكا وبدا هذا واضحا من خلال كأس العالم الاخيره التي اقميت في جنوب افريقيا,لم تحقق المنتخبات الجنوب امريكيه ما كان مأمول بل لم تصل إلا الاروجواي الى الربع نهائي وفي كوبا امريكا الاخيره وكأن جرس الانذار قد دق بالنسبه لعريقين كالارجنتين والبرازيل ملكة الكرة العالميه.ما التغير الذي حصل لتتراجع كرة جنوب امريكا لماذا تفوقت اوروبا لكي نجيب على هذه الاسئله لابد ان ننظر إلى العوامل والعناصر الموجوده في الملعب وهي المساحة واللاعبين الكرة ومن خلال هذه العوامل نرى ان الكرة والمساحة لم تتغير وهي ما زالت على حالها في جميع دول العالم ولكن الذي تغير هو نوعية اللاعبين.فخصائص لاعبي اوروبا تختلف عن لاعبي جنوب امريكا وهذا الاختلاف يأتي من خلال التغييرات التي حدثت في الكرة الاوروبيه في الالفيه الجديده اختفت نوعيه معينه من اللاعبين وظهرت نوعيه اخرى بخصائص معينه وهذا ه سبب تفوق الكرة الاوروبيه حاليا ولكن كرة البرازيل ستعود قريبا لانها اصبح لديها لاعبين لديهم تلك الخصائص ولكن بدرجة اقل او تنخصهم الخبره.
اولا سأبدأ مع اسبانيا:
اسبانيا هي بطلة امم اوروبا 2008 وبطلة كاس العالم 2010 المتابع للكرة الاسبانيه سيجد ان تشكيلة اسبانيا هي كالتالي
كاسياس
كابدفيا بويول بيكيه راموس
بوسكيتس
الونسو تشافي
انيستا سيلفا(سيسك)
فيا(توريس)
هذه تقريبا التشكيله الاساسيه بوجود البدائل من خلال هذا التشكيل نلاحظ ان اسبانيا تلعب بخطة 4-1-2-2-1 او 4-2-3-1 وهذه تشكيله هجوميه وهي نفس تشكيلة ريال مدريد مورينهو بوسكستش هنا يؤدي دور المحور الدفاعي والونسو صانع الالعاب الخلفي من امامه تشافي وهو صانع العاب كلاسيكي حيث انه يعمد إلى الدخول من العمق في حين يخرج انسيتا ليفتح اللعب على الجناح للتنويع وسيلفا هو صانع العاب حديث حيث يستلم في العمق ويخرج على الاطراف حيث يأتي تشافي من الخلف وفيا هو راس الحربة.اذا هذه التشكليه مثاليه ومتنوعه وممتعه جدا حيث تمتلك الخصائص الحديثه فريق لديه هذه التشكيله من اللاعبين لابد انه سيحقق الالقاب ويتربع على عرش الكرة الكرة العالميه فهو فريق مزج القديم بالجديد بأدور مختلفه الونسو في المنتخب الاسباني لا يعوض ابدا لانه لاعب من طينة نادره هذه الايام فمن هم مثله يعدون على الاصابع مركز الونسو جدا حساس وهو احد اسباب تفوق اسبانيا حاليا
تشكيلة المانيا
المانيا هي وصيفة اسبانيا في امم اوروبا الخيره وهي التي اخرجت انجلترا والارجنتين من المونديال الاخير بنتائج مدويهوايضا السبب هو بوجود نوعيه من اللاعبين فهي على غرار اسبانيا لديها باستيان شفانشتايجر فهو يلعب نفس مركز الونسو صانع العاب من الخلف يكون تشكيل المانيا كالاتي
نوير
بادستوبر ميرتسكر فرديتش لام
خضيره شفانشتايجر
بودولسكي اوزيل مولر
كلوزه
هذه هي التشكيله الاساسيه لالمانيا اي انها نفس تشكيل اسبانيا 4-2-3-1 ولكن مع اختلاف خصائص اللاعبين في المراكز فدور خضيره هو ارتكاز دفاعي ولكن ايضا له دور box to box لكن بميول دفاعيه اكبر وهو نفس دور فابريغاس ولكن سيسك موجود في الجبهه الهجوميه لانه افضل هجوميا شفاينشتايجر هو صانع الالعاب الخلفي لكن ما ينقص تشكيله اسبانيا هو عدم وجود صانع كلاسيكي كاتشافي في اسبانيا والاعتماد على اوزيل وهو صانع العاب حديث وايضا يلعب كماجم 10.5 اي عكس الادوار بينه وبين كلوزه الذي يعود للخلف احيانيا ويسحب معه مدافع الخصم(صانع الالعاب الحديث يستلم الكره ويذهب الى الطرف بعكس لكلاسيكي الذي يعمد الى الاختراق والتمرير في العمق) بودولسكي هو جناح معكوس اي يستلم على الطرف ويدخل في العمق وهذه الطريقه تعمد إلى تفكيك وتشتيت دفاع الخصم حيث ان اوزيل يستلم ويخرج على الطرف وبودولسكي يدخل في العمق هنا نشاهد متعه كبيره حيث يحدث تبادل في الادوار.
في الناحيه الاخرى سنرى تشكيلة البرازيل في كأس العالم الاخيره والتي تغيرت بتغيير المدرب
جوليو سيزار
باستوس خوان لوسيو مايكون
ميلو جيلبيوتو
روبينهو كاكا ايلانو
فابيانو
في تشكيلة البرازيل غاب صانع لالعاب الخلفي تشكيلة 4-2-3-1 هي تشكيلة حديثه وتحتاج الى لاعبين يمولون الكرة من الخلف وفي غياب مثل هذا اللاعب حيث ان جيلبيرتو دفاعي في حين ان كاكا يلعب كجناح معكوس كما في الريال الان اذا لم يكن هناك صانع العاب خلفي في حين خطة 4-2-3-2 نجاحها يعتمج على صانعة اللعب من الخلف وحين ان البرازيل لا تستطيع اللعب بخطة 4-3-3 لان اللعب بها يعبر عن منظومه اكثر من كونها خطة فإن اللعب بــ4-2-3-1 لم ينجح والتي هي اصلا تطوير لخطة 4-2-2 لذلك فإن تطور الكرة الاوروبيه اجبر البرازيل على اللعب بتلك الخطه لمجاراتهم سيقول البعض البرازيل خرجت على يد هولندا وليس المانيا او اسبانيا هذا صحيح تماما فإن هولند لديها دي يونج وهو ليس سيئا جدا في التمويل والصناعة اي انه تفوق على نظيره البرازيلي الذي يتواجد امامه سنايدر حيث التشكيل والتنويع كان اكبر من البرازيل وهذه هي احدى عوامل نجاح هذه الخطة التنويع وتبادل المراكزاذا خيارات المدرب البرازيلي دونغا حينها كانت محدوده ولا تتعدى القدره على اللعب او المغامره باللعب بخطط اخرى.
لذلك فإن تفوق اوروبا من خلال هذه التشكيله تبرز اهمية صانع الالعاب الخلفي ولذلك نرى ان مانشستر يونايتد يعاني ف هذه الفتره لان السير كان يعتمد على تطوير خطة 4-4-2 وكان يشغل هذا الدور اللاعب بول سكولز الذي اعتزل ورغم انه عاد الان لكن لا احد يستطيع ان يصلح ما افسده الزمن في الانتر سابقا كان يلعب هذا الدور تياغو موتا وكامبياسو وبيرلو في اليوفي وشفايني في البايرن الونسو في مدريد مودريتش في توتنهام.
اذا سر التفوق الاوروبي هو صانع الالعاب او الممر الخلفي الذي اختفى فترة من الزمن في بداية الالفيه الجديده حيث كان الاعتماد في امم اوروبا 2000 على صانع الالعاب الكلاسيكي كروي كوستا في البرتغال وزيدان في فرنسا توتي في ايطاليا ودينس بيركامب في هولندا وكانت هذه الفرق الاربعه هي التي نشطت الربع نهائي تلك الفترة.اذا لكل زمن طريقة ورجال وهذا الوقت هو لـــ4-2-3-1 وصانع الالعاب من الخلف,ربما سيتسأل البعض عن برشلونه في الحقيقه برشلونه لديها ثلاثة من هؤلاء وهم تشافي انيستا وسيسك وبوسكيتس لكن بسبب قوة الالتحامات في هذه المنطقه فإن بيب عمد لان لاخراج انيستا وسيسك من تلك المنطقة للعلب في رأس المثلث بينما بوسكيتس وهو ارتكاز دفاعي اكثر منه ممول فإن مركزه ابعده تلقائيا عن تلك المنطقة بقي تشافي وهو الذي يقوم بهذا الدور بوضوح في البارسا لكن باختلاف طريقة اللعب طبعا.
وكانت جماليه هذا الاداء تتجلى في ليفربول حيث كان ماسكيرانو قاطعا للكرات والونسو ممرا وجيرارد صانع فعلا كانت متعه كرة قدم حقيقه في ذلك الوقت.
اذا كرة القدم تتطور وتتغير تذهب خطط وتكتيكات وتظهر اخرى مكانها ما علينا سوى النظر إلى الميركاتو الصيفي ونرى من هي الاسماء التي يطلبه السير ومورينهو وبيب لنرى ما هم اللاعبين المهمين والذين يخدمون الخطط الجديده.
من خلال كلامي السابق اذا اقول اقول ان تفوق الكرة الاوروبيه كان بسبب نوعيه معينه من اللاعبين الذي عمل المدربين على تكييفهم على خطط معينه ليحققوا نتائج ايجابيه هذه النوعيه حاليا هم الاسماء التي وردت في الاعلى في حين انه هذه النوعيه من اللاعبين لا تملكهم كرة جنوب امريكا وهذا ادى لتراجعها.