{ تتوبَ وتعودْ تتوبَ وتعودْ } إليڪّ آلحلُ !
http://www.rakwolf.org/images/1zerfunu3juzcohaumb.jpg
يقول أحدهم : "أتوب وأعود .. فما الحل؟"
ويقول الآخر : "أصر على الصغائر .. فما الحل؟ "
كما تقول ثالثة : "أفكر في خلع الحجاب .. فما الحل؟"
ويقول آخر :" يراودني الإحساس للتقهقر .. فما الحل؟"
نعم تساؤلات وشكاوى عبرعنها الكثير بانها مصائب
والبعض يقول مللت وكلما اتوب اعود احس بالضيق ....الخ
من العبارات التي اصبحنا نقراها بشكل شبه يومي
تعدد اسلوب التعبير ولكن المشكلة واحدة
ولاملامة فهذا ابتلاء واختبار من الله سبحانه وتعالى
ونسال الله لنا ولهم الهداية والتوفيق والثبات
ولكن لابد من وقفه مع هذه المشكلة التي يعاني
منها اخواننا وهي :
http://www.rakwolf.org/images/voq3k4qhrj7lr0bnnv78.jpg
لايستمر بالتوبة والتوجه لله تعالى
مع انه يتوب ويعود ويعيش فعلا مع الطاعة
ولكنه سريعا مايعود للمعصية والذنب
ثم يعاوده شعور الهم والغم والضيق بسبب
عودته
http://www.rakwolf.org/images/t1xhxyyhvw86188qn5h.jpg
عندما يغرق في الشهوة واللذة لايحس
بشئ ويتبلد احساسهوتصم اذانه وتعمى ابصاره
الا من هذه اللذة والشهوة الا من رحم الله
ثم
ما ان ينتهي منها الا ويفيق من سكرة
هذه الشهوة واللذةوتبدا معها الندامات والحسرات
والضيق وسريعا مايبحث عن الحل وربما وهو
/ وهي في مكان الشهوة واللذة وقبل ان تتحرك
http://www.rakwolf.org/images/8xd883cucp094rii8uig.jpg
هو طريق التوبة الذي اعتاد عليه عندما يذنب
سبحان الله اقول لمن هذا حاله هنيئا لك وعزائي لك ايضا
لانك تصيب وتخطئ في نفس الوقت
كيف ؟
تصيب بعودتك الى الله تعالى وتوبتك مما وقعت فيه
وتخطئ لتكرر نفس الذنب والوقوع بنفس الحفرة السابقة
التي نجوت منها بالامسنقول لكل اخ وأخت تكررت
منه التوبة مهما كثرة ذنوبه
توبتك اذا كملت شروطها وصدقت واخلصت لله تعالى فباذن الله تعالى توبتك صحيحه
http://www.rakwolf.org/images/lnxl9w4lk678o2ytx1c.jpg
كما جاءت في القرآن و السنة ؛
http://www.rakwolf.org/images/yg7yfwet44szmhtf83y.jpg
وكل توبه تتكرر بشروطها فهي لاتفسد
ولكن تحتاج الى تجديد بالعزم والصدق والاخلاص وبكامل
الشروط ومن يتوب وفي نفسه شيئا لهذا
الذنب وعودة اليه فهذه سميت بتوبة الكذابين نسال
الله العافيه والسلامة اذا لانيأس ولو تكرر
الذنب ولو عاد الانسان للذنوب بعد التوبة مرات
تلو مرات .
ولكن لايكون هذا معينا على التكرار فكما ذكرنا
ان التوبة بكامل شروطها ولكن هناك امور لابد الانتباه لها
للاستمرار على هذه التوبة والثبات عليها لابد من
فعل الاسباب المعينه على الاستمرار
ليكن لسان حالكِ يقول :
يا من يرى مدَّ البعوض جناحها *** في ظلمة الليل البهيم الأليَلِ
ويرى نياط عروقها في نحرها *** والمخَّ في تلك العظام النُّحَّلِ
امنن علي بتوبة امحو بهــــــا *** ما كان مني في الزمان الأولِ
قال تعالى:
الم{1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{2} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ{3}
كن من الصادقين لكي تنال ماعند الله تعالى ولا
تستسلم من اول الطريق وتخسر ماوعد الله تعالى كل
من جاهد وصدق في المجاهدة
قال تعالى:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69
تريد الهداية استمر على الطريق ولاتتنازل مهما
كانت المغريات نعم ستواجه العقبات والصعوبات في
بداية الطريق ولكنها ايام ثم تعيش عيش السعداء
باذن الله تعالى ، وتبدأ تلوم نفسك وتقول كيف
تجرات على مافات وأضعت ما فات من عمري في
معصية الله سبحانه وتعالى !
http://www.rakwolf.org/images/we0i7ee9iq2t0jx2uhlt.jpg
قال تعالى:
"إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ..."
تبت ؟
عدت ؟
سلكت طريق الله تعالى ؟
غيرت نمط حايتك كلها من اولها لاخرها ؟
صحبه ؟
معاملة ؟
في العمل ؟
في المدرسه ؟
في السوق ؟
في كل حركه من حركاتك اجعلها تتغير مباشرة بعد التوبة ؟
واعلنها صادقة نصوح لله تعالى كيف ؟
من التغيير هو ان تكون في بيئة صالحة تكون
معينه لك على كل خير وتدلك عليه لنقرأ خطاب الله تعالى للمصطفى صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم
الذي غفر له ماتقدم من ذنبه وماتاخر !
قال تعالى :
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28
فاذا كان هذا المعصوم صلى الله عليه وسلم
الذي غفر له ماتقدم من ذنبه وماتاخر يؤمر بهذا الامر
فكيف بحالي وحالك !!!
وحال من يقيم على المعاصي والذنوب ليل نهار ؟؟؟؟؟؟
اهجر كل مكان يذكرك بالمعصيه *
http://www.rakwolf.org/images/lp7l98gip67lffdofjj.jpg
اجعل القران العظيم كل حياتك
اجعله داخلا في كل امورك صغيرها وكبيرها فهو
تبيانا لكل شئ سر على خطى الحبيب صلى الله عليه
وسلم بكل ماتعنيه الكلمة اتبع الذي ارسل رحمة
للعالمين وبشيرا ونذيرا والذي من سار على نهجه واتبع
سنته فاز في الدنيا قبل الاخرة بعد توفيق الله تعالى
طبق وجاهد واحرص على تطبيق
كل سنة جاء بها المصطفى صلى الله عليه وسلم
قف عند كل نهي منه
وسارع بفعل كل امر منه
لاتتردد ولاتسوف اعمل واصدق واخلص لله
ستجد الصعوبه في البداية
ولكن والله ان العاااااقبة طيبه مباركة في الدنيا قبل الاخرة
وتذكر متاع الحياة الدنيا الى فناء وزوال مهما طالت لذته
وخير من هذا كله هو قوله تعالى :
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }آل عمران15
الله اكبر
http://www.rakwolf.org/images/7a3wevcx42d08td6dxw4.jpg
جنات تجري من تحتها الانهار !
والفضل العظيم والكبير رضوان من الله
اتستحق هذه الدنيا وشهواتها ان نضيع هذا كله لاجلها ؟؟؟
http://www.rakwolf.org/images/bz3mfe6lskcw8m8awvjz.jpg
http://www.rakwolf.org/images/sssy77glpqz1cg4lm2.jpg
لنصبر على الطاعة ولنصبر عن المعصية مهما بلغ الامر فنحن من معاشر التائبين لاننسى ذلك ابدا ولاننسى اننا نريد الثبات
http://www.rakwolf.org/images/r5xbhmbyejgdiudt24wk.jpg
لنصدق في اقوالنا واعمالنا لله تعالى في ظاهرنا وباطننا فلا نتشكل في كل مكان على حسبه وليكن توجهنا واحد في كل الاحوال وهو التوجه لله تعالى
http://www.rakwolf.org/images/zdjg3geft8tffes6lfxu.jpg
نعم لنكن مداومين على الطاعة بكل خضوع لله تعالى وخشوع ونجاهد انفسنا في هذا الباب
http://www.rakwolf.org/images/92c2ob9kzblhttgm2g.jpg
لننفق في كل احوالنا ان كنا نجد فلا نبخل وان لم نجد لانحقر من المعروف شيئا
http://www.rakwolf.org/images/rkj1rt1i7i03yalhhspq.jpg
http://www.rakwolf.org/images/3sbghwqy4nl4wf1bgaf.jpg
كل هذا العمل يحتاج الى مجاهدة وصبر ومصابرة والنتيجة طيبه
قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران200
النتيجة :
الفلاح
الا تريد ان تكون من الفالحين ؟
فلنصبر
ولنصابر
ولنرابط
ولنتق الله تعالى
فماهي الا ايام وربما ساعات ودقائق ويقال فلان مات !
ثم ماذا الى قبر. . . اما نور ورحمة ونعيم الى قيام الساعة !
واما ضيق وهم وغم وعذاب الى قيام الساعة نسال الله العافيه والسلامه :(
فلنحرص الا يختم لنا الا بخير وعلى خير وعلى طاعة
فكم من قصة سمعنها وقد ختم للبعض بالخير وهنيئا لهم
وقصصا ايضا ختم لصاحبها بشر نسال الله العافيه والسلامه
ونحن بشر مثلهم وسنلقى مالقوا ولكن على اي حال
الله اعلم فليكن همنا الوحيد وفي قلوبنا هو الله تعالى والطريق
اليه ليختم لنا بالصالحات بحوله وقوته !
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم :
الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات : كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة : إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب . الراوي: النعمان بن بشير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 52
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فلنعمل ونحرص لنصلح قلوبنا بكل طاعة يحبها الله ويرضاها
http://www.rakwolf.org/images/rv6xy5dceybi7gl8k3ac.jpg
http://www.rakwolf.org/images/dnygifn43h0jqq62m31.jpg
لماذا غاب هذا الإحساس المهم
الذي هو من شروط التوبة الصحيحة !
http://www.rakwolf.org/images/i4y4yujvfsq87fuqgjty.jpg
غياب الندم على ما فات من معاصٍ وتقصير ..
إنه البرود والمطلوب إذن تسخين القلوب .. والمطلوب إذن دموع ساخنة تذيب هذا الجليد من غياب الندم .. !
http://www.rakwolf.org/images/d0vu646jcpb4mkc18.jpg
1- تعظيم الحق جل جلاله ومعرفة مقامه ومعرفة ذاته وصفاته وتعبّده بها .
2- و معرفة النفس وإنزالها منزلتها ومعرفة أن سبب كل شر يقع فيه ابن آدم من نفسه .
http://www.rakwolf.org/images/fqg86l174oaoblitdbg7.jpg
تعظيم الحق جل جلاله
فإذا أردت أن تعرف عظم الذنب فانظر إلى عظمة من أذنبت في حقه.
أكبر آفة وقع فيها أهل عصرنا وأكبر معصية ارتكبتها قلوب أمتنا :
أن زالت هيبة الله من القلوب
هذه هي المأساة .. !
إننا صرنا نخاف من البشر أكثر من خوفنا من الله
ونستحي من البشر أعظم من حيائنا من الله
ونرجو البشرأعظم من رجائنا في وجه الله
لذا لما هان الله علينا هُنّا عليه والجزاء من جنس العمل !
ثم يعلق ابن القيم فيقول :
من أعظم الظلم والجهلَ ! أن تطلب التوقير
والتعظيم لك من الناس وقلبك خال من تعظيم
الله و توقيره !
فإنك توقر المخلوق ،وتجله أن يراك في حال،
ثم لا توقر الله ،فلا تبالي أن يراك سبحانه وتعالى عليها..
أيحب أحدكم أن يراه الناس وهو يزني؟
إذن فكيف ترضى أن يراك الله على هذه الحالة؟
ألا تستحي منه؟
وصدق الله تعالى:
يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً{108} هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً{109}
والله علمنا؛ قال سبحانه لنا لينبهنا إلى تلك القضية أتم تنبيه
لفت نظرنا إلى شيء نستشعره ، شيء موجود عندنا وجوداً ماديا
لأننا ننسى استشعار نظر الله ومراقبته..
الم تعلم ان الله سبحانه وتعالى الجبار المنتقم
يفرح بتوبتك وهو الغني عنك ! ("=
ثبت في الصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال :
لله أشد فرحا بتوبة عبده ، حين يتوب إليه ، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة . فانفلتت منه . وعليها طعامه وشرابه . فأيس منها . فأتى شجرة . فاضطجع في ظلها . قد أيس من راحلته . فبينا هو كذلك إذا هو بها ، قائمة عنده . فأخذ بخطامها . ثم قال من شدة الفرح : اللهم ! أنت عبدي وأنا ربك . أخطأ من شدة الفرح الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2747
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و ما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين
حيث قال :
http://www.rakwolf.org/images/ll7q7skokf7bipnlp5qd.jpg
فتأمل قول الأم :
لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة .
و تأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي ، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي ، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته ، فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : ( أترون هذه طارحة ولدها في النار ) . قلنا : لا ، وهي تقدر على أن لا تطرحه ، فقال : ( لله أرحم بعباده من هذه بولدها ) . الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5999
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
و أين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه ,
فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله و أولى به .
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد
لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها !
اسال الله العظيم لي ولكم الثبات حتى نلقاه
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم